ثورة فبراير وجمهورية اليمن الإتحادي
الثلاثاء, 11 فبراير, 2020 - 08:56 مساءً

لقد كانت ثورة فبراير محطة تاريخية فرضت نفسها بفعل عدة تراكمات منها سلبية ومنها ايجابية نضالية وهذه التراكمات السلبية أو الايجابية يتحملها الحكم والنخب السياسية " لهم وعليهم". بقدر حضورهم وليس هنا محل التفاصيل.
 
والخلاصة أن ثورة فبراير فعل طبيعي لتراكم الفعل السياسي في الحكم والنخب والشارع فيه إنتقل القرار وقوة الفعل إلى الشارع وهذه طبيعة الثورات الشعبية التي يجب أن ينظر لها كفعل شعبي في حالة التقييم والنقد.
 
ولا يمكن بأي حال أن تصبح فبراير سوطا بيد البعض ضد البعض في الساحة الوطنية بل تجربة نضال ملهمة واهم وأوسع إضافة نضالية كما لا يمكن تحميلها المآلات التي وصلت إليها البلاد وهي مآلات لم تطلبها في أهدافها ولم تصنعها بل صنعت من قبل خصومها الذين مثلوا الثورة المضادة كخصوم للإرادة الشعبية.*
 
من أراد تقييم 11 فبراير فليقيمها من زاوية الحوار الوطني كنتيجة نظيفة و التي ضمت كل الوطن والوانه وقواه شمالا وجنوبا في ظاهرة حضارية غير مسبوقة أنجزت وثيقة الحوار كمخرجات لنضال متراكم منذ ثورة أكتوبر وسبتمبر و ميلاد النظام الجمهوري ونتيجة لحوار وطني راقي.*
 
الحوار الوطني و مخرجاته الذي إجتمع فيه كل الشعب على الطاولة الوطنية بصورة غير مسبوقة هو المنجز و المحطة التي أنجزتها ثورة فبراير بشبابها ورجالها ونسائها البسطاء الأنقياء وسلمتها أمانة إلى قوى الشعب وشخصياته الوطنية.
 
فهي لم تقم بإنقلاب لصالح أحد بل أنجزت وثيقة حكم انخرط فيها الجميع وسامحت الجميع بإعتبار الماضي إرث عام ومرحلة يجب أن تنتهي وندع الماضي وراء ظهورنا.
 
وكان المفترض أن يتم الإنتقال إلى الخطوات التالية وهي الإستفتاء على الدستور وما يليها من مراحل بناء دولة يمنية قوية وعادلة تنهي حكم الغلبة واحتكار السلطة والثروة بحسب الوثيقة.
 
لقد استوى قطار اليمن الكبير بقيادة وإرادة شعبية بوثيقة الحوار التي نسجها شباب فبراير بدمائهم دون ثمن أو مقابل سوى مستقبل كريم وقوي وآمن لليمن.
 
هذا القطار العظيم تم إيقافه أو تفجير عجلاته عن طريق الإنقلاب الذي أعادنا ليس إلى ما قبل الحوار الجامع أو الثورة الشعبية بل إلى ما قبل ثورة سبتمبر وأكتوبر نحو ماضي سحيق وماجري ويجري لا علاقة لثورة فبراير به بل هي نتيجة لثورة مضادة وأطماع مشاريع جشعة تم تنفيذها بواسطة إنقلابا قادته جماعة تحمل مشروعا عدميا لا يؤمن بالمواطنة المتساوية ويدعي الإصطفاء العرقي بابشع صورة.*
 
وهو ما تم رفضه من الشعب لينتقل فعل فبراير كثورة إلى فعل مقاوم يصطف فيه جميع مناصري الجمهورية والمشروع الوطني واليمن الإتحادي في خندق واحد "أو هذا هو الواجب والمفترض"
 
وتحولت فبراير إلى شكل آخر من أشكال النضال لينخرط فيه كل المؤمنين باليمن الجمهوري واليمن الاتحادي والحالمين بدولة قوية تنهض باليمن إلى مكانتها الحقيقية بما تملك من امكانيات هائلة في ثرواتها البشرية والمادية وموقعها الحاكم كما تفعل شعوب الأرض التي تحدد مشروعها كهوية وجود من جيل الى جيل.*
 
وهي طبيعة الثورات في الإنتقال إلى موجات من النضال المستمر حتى تحقيق الأهداف و حتى تصل إلى بر الأمان وهو أمر حتمي بفعل سنن التاريخ وتطور الشعوب التي يتحول فيها هم الوطن ومستقبله إلى هم يومي للمواطن البسيط ورجل الشارع .....مرحلة " الثورة الشعبية"، وهي مرحلة تدفق الشلال من منابعه المتجددة و الذي يصل مداه ويحقق أهداف طال الزمن أم قصر.
 
حيث يستحيل ايقافه "والمسألة مسألة وقت وعوائق ظرفية يجرفها الشلال حتما " بحكم تدفقه المستمر والأصيل من العيون والمنابع المنبعثة من عيون الجبال وبطون الأودية.
 
*نقلا عن صفحة الكاتب في فيسبوك.
 

التعليقات