بدم بارد، انتزع قناص حوثي روح طفلة ذهبت تحضر الماء لأسرتها في أحد أحياء تعز.
خيط الدم الممتد بين الطفلة المغدورة ودبة الماء، يختصر المسافة بين اليمنيين وما تبقى لهم من كرامة.
خيط الدم المسفوح من جسد رويدا الناحل، أبلغ من كل كتاب أو تقرير.. إنه الشاهد الحي على إجرام هذه العصابة وموت النخوة والإنسانية داخل عروق اليمنيين الذين تعاموا عن مشاهد سابقة يكفي الواحد منها أن يشعل ثورة تشيع الكهنوت المبندق الى مثواه الأخير.
إنها رويدا، وإنها تعز، وإنها لرسالة أخيرة تختبر في اليمنيين نخوتهم وكرامتهم، وتختبر في البشرية إنسانيتها، وتختبر في الصف المواجه للحوثي، جديته ومصداقيته.
حينما تم تأمين الحوثي في الحوبان، وانشغل الرفاق ببعضهم، صارت كل طفلة يمنية مشروع “رويدا” شهيدة، ودماً على الاسفلت.
هذه ليست طفلة مغدورة في شارع مفخخ بالموت المتطاير من قناص حوثي، بل هي وطن شهيد وشاهد على لحظة ينبغي أن تكون مفصلية في معركة المصير.
رويدا: “وإذا السماء انكدرت”، رويدا: “بأي ذنب قتلت”؟ رويدا: وإذا الأرض “زلزلت”.
والله ثم والله، لو أن هذه الجريمة حدثت عند أي شعب حيّ، لكانت شرارة الخلاص التي لا تهدأ ولا تنام. لو حدثت عند أي شعب حي لأشعل الأرض من تحت أقدام المجرمين. فهل تبقى لدينا جِلدٌ يحس، وأنفٌ تأنف، ونخوةٌ تستثار، أم أننا قد ارتكسنا الى أسفل درجات المذلة والهوان؟!
لا يسلمُ الشرفُ الرفيع من الأذى
حتى يُراقَ على جوانبه الدمُ