محمد المقبلي

محمد المقبلي

كاتب وإعلامي يمني

كل الكتابات
اليمنيون يتذكرون القردعي.. إعادة إعمار الذاكرة الوطنية
الخميس, 17 فبراير, 2022 - 07:05 مساءً

يعود اليمنيون لخلق ذاكرة وطنية شديدة التماسك لا تفوت شاردة ولا واردة من قرون الوعل الى خط المسند الى جرمل علي بن ناصر القردعي.. ذاكرة جبارة يعاد اعمارها طوبة طوبة.. وهذا ثمن المأساة الراهنة للامة اليمنية هذا الحراك الثوري الجبار للقومية اليمنية واعادة اعمار الذاكرة.
 
اواخر شهر يناير كتب العزيز موسى النمراني منشور لافت متصل باعادة اعمار الذاكرة مضمونه اننا سنعيد احياء كل ماله صلة بالقومية اليمنية حتى خيوط احذية الاجداد.
 
اعادة اعمار الذاكرة واحدة من الأعمال الجبارة التي يقوم بها المثقفين اليمنيين بشكل عام والقومية اليمنية بشكل خاص.. اليوم يتذكر اليمنيون القردعي ويتذكرون الثورة الدستورية التي اختفت تماما من التداول الاعلامي بفعل التجريف الذي طال الذاكرة اليمنية وهو امر الحق الاذى بالهوية اليمنية احد ركائز القومية اليمنية في مشهد يعيد الى الذاكرة مااشار اليه جورج اوريل في رواية 1984 وسعي الأخ الأكبر الشمولي الى حذف ذاكرة الشعب.. الذاكرة امر جدا حيوي في ديناميكية اي شعب.
 
يتذكر اليمنيون القردعي وفيه تحتشد معاني الأنفة والشجاعة الذي امتزج فيها ماهو اسطوري بماهو واقعي فمنذ الطفولة كانت امي تحدثني عن مواجهة القردعي للنمر والحوار الذي دار عندما قال القردعي.. لا انت النمر فانا الأسد.. والفسل منا من هرب.. او كما قال القردعي وكيف ان القردعي قتل النمر بعد المبارزة الطويلة الذي انتزع النمر من خلالها انف الشهيد.
 
ان شرح هذا المشهد كان يمنحني تربية معنوية عالية ازاء شجاعة اليمني من خلال الذاكرة الشفهية المتدولة عن القردعي في ظل التغييب الرسمي للثورة الدستورية.. لدرجة ان اكاديمي هاشمي كان يختزل الثورة الدستورية انها فقط جريمة قتل.
انا لا  انسى لحظة حزينة في نقابة الصحفيين قبل الثورة الشبابية في حفلة تندر على الثورة الدستورية العظيمة بالقول ان القردعي كلما فعله هو اطلاق النار على رجل مسن..
 
وقتها دافعت بالقول ان لولم يكن من جريمة للمقبور يحيى حميد الدين الا مجاعة 1942 وعبارته القاتلة من مات فهو شهيد ومن عاش فهو عتيق لكفت.. لا توجد احصائيات لكن كانت القرى والاحياء تشيع ميتين بفعل المجاعة وكماهي المرويات الشفهية ان في مدينة اب وحدها تدافع الناس للحصول علي الحنطة بعد طول انتظار ومات المئات بسبب الجوع والتدافع وفي يوم واحد تراكمت الجثث فوق بعضها.
 
اليمنيون يتذكرون القردعي يتداولون اشعاره التي تربي الاجيال على الشجاعة العامة  والشرف الوطني الرفيع والالتقاطات الفنية الرهيبة التي يحويها شعره والرمزية الشعرية مثل الطير اضافة الى الفهم السياسي العميق الذي يحيط بالقضية اليمنية مثلما في قوله البديع:
 
قدهم على شور من صنعاء الى لندن
متآمرين كلهم سيد ونصراني
 

التعليقات