ما حدث صبيحة اليوم انقلاب كامل الدسم، وقد اداره بن سلمان شخصيا والذي اجتمع بهادي خمس ساعات كاملة بالرئيس هادي ليحصل على ما اراد ويعتبر هادي بطل انه ادخل العرادة والعليمي في المجلس وكذا مجلس الاستشارة والمصالحة، ولكن كيف؟
بدى للمتابع ان مشاورات الرياض هي في الاساس لاخضاع هادي وابتزازه لتعيين نائبين هم طارق وعيدروس، لكن هادي فاجأهم بطرح اسمي العرادة وعبدالله العليمي (كان طرح اسم عبدالله مجرد مناورة) رفض التحالف واصروا على اثنين طرح هادي تعيين الاربعة و فاجأهم باضافة رشاد العليمي رئيسا للمجلس بدلا عنه، ارتبكوا ثم وافقوا، لكن اشترطوا اضافة خمس اخرين ليصير المجلس 10، اصر هادي على الخمسة وهم رشاد، طارق، عيدروس، العرادة، مدير مكتبه، بعد شد وجذب اتفقوا على اضافة ثلاثة هم البحسني ومجلي والاخير اختلفوا عليه وكان المحرمي حل وسط، حتى ساعة متاخرة من الليل لم يكن احد يعلم بنية الرئيس التنحي حتى اقرب الناس اليه، ولا حتى بن سلمان ولا بن زايد، والجميع تفاجأ، كان مخطط بن سلمان هو فرض تعيين نائبا او اكثر موالين لهم ثم التخلص من هادي باي طريقة، الرجل حسه الامني عالي ويتحسس الخطر، لذا فاجأهم جميعا وانسحب، لكنه حاول قدر امكانه ايجاد بعض التوازن من خلال كثرة الهيئات وكثرة عددها وابقاء مجلس النواب ومجلس الشورى وهي تشكيلة عرقلة للتحالف منها لشيء اخر، ومحاولة اشراك اكبر قدر من اليمنيين في عملية خيانة قد تحدث، وطبعا كلما زاد عدد المشاركين في صنع القرار قلة مخاطر الخيانة حسب ما هو معروف، لكن ذلك في ظل وضع طبيعي وليس في ظل دولة مختطفة ومحتلة تحت البند السابع، هذا من ناحية سياسية.
من ناحية قانونية ما حدث هو انقلاب دستوري مثل انقلاب قيس سعيد مع فارق ان قيس سعيد انقلب لنفسه بينما هادي انقلب على نفسه وهذا من عحايبه وما اكثرها، وهو الغاء رسمي للدستور ولكل مكاسب الشعب فيه من الجمهورية والوحدة والديمقراطية على الاقل نظريا ام عمليا فهذا في عهدة الشعب، هو ايضا اعادة هندسة السلطة اليمنية بما يرضي السعودية والامارات عفوا بما يرضي الامارات والسعودية...
دخلنا فترة من الضياع لن تنتهي قبل 2035 لتكتمل فترة الحرب الاهلية.
للعلم سياخذ التحالف ما يريد وسيترك كل نائب رئيس في مملكته يديرها فالعرادة سيبقى في مارب، والبحسني في حضرموت، وعيدروس في عدن، وطارق في الحديدة وشبوة وما استطاع تحريره او نزعه من العرادة او غيره، والمهرة للسعودية رسميا، وسقطرى للامارات رسميا، والحوثي في مناطقه، ربما يحسنوها بسلام ظاهري مع الحوثي لكنه لن يسلم السلاح ولاصنعاء وبدعم التحالف، ربما ان يحافظ التحالف على الشخصية الدولية لليمن لمصلحه.
طبعا هذا ما اتوقعه، لكن ما اتمناه ان تصدق السعودية وعودها وان تكون جادة في اجتثات الحوثي واستعادة الدولة وهي قادرة بدون اطلاق رصاصة واحدة، فكثير ممن لديهم اصدقاء حوثة في صنعاء ينقلون عنهم انهم في حالة اطمئنان تام ان هناك من يحميهم دوليا واقليميا (غير ايران طبعا) وان لا وجود لاي نية لدى التحالف لحسم المعركة، وانا اصدقهم تماما على الاقل حتى يومنا هذا، وهناك مثال من التاريخ القريب يوضح ما أتغيا ايضاحه، في عام 1990 اجتاح العراق الكويت فغضب بقيادة امريكا وبريطانيا وجيش العالم خلفه وتم طرد العراق من الكويت في معركة استمرت شهرا وتسعة ايام وبعد اعداد وتحشيد لمدة خمسة اشهر وثلاثة عشر يوما، يومها تم نحر الجيش حرفيا في طريق انسحابه من الكويت وسمي طريق الموت، وتم تحطيم الجيش العراقي فعليا وكان بامكان الجيش الامريكي الوصول لبغداد واعتقال صدام بكل يسر وكان هذا مطلب ملح لكل العالم وعلى راسهم الشعب العراقي، ولكن امريكا وبريطانيا كانا لهم راي اخر، وقرر الامريكان الابقاء على صدام وتطمينه برسالة رسمية تم ايصالها ليلة الرابع والعشرين من فبراير ليد ممثل العراق في الامم المتحدة، والرسالة كانت لتطمين صدام واركان حكمه حتى لا ينهار العراق وتخرج الامور عن السيطرة، وكعادة الطغاة التقط صدام الخيط وقمع الشعب العراقي بعدة مجازر قام بها اقاربه من اركان نظامه، وطفق في حملة اعلامية لشتم الامريكان وتوضيح جرائمهم وحشد المظاهرات وعمل الاغاني وتوسيع البروبجندا حتى وصل الامر الى رسم صورة الرئيس جورج بوش الاب على ارضية مدخل فندق الرشيد ليدوس عليها الوفود الدولية المنفذة لشروط استسلام العراق وهو امر كان يثير سخرية كل الوفود وسخرية جورج بوش نفسه لانه يعلم حقيقة الامر، في فبراير 2002 اي بعد 11 سنة بالتمام والكمال وبعد ان تم هرس الشعب العراقي هرسا وتجويعه وقتل الملايين من اطفاله جوعا، وبعد ان اعدوا البديل والتحالفات.
هددوا صدام علنا بان عليه الرحيل فورا والا سياتوا للقبض عليه، يروي احد مقربي عدي صدام حسين انهم عندما بدأ الغزو الامريكي للعراق يوم 19 فبراير 2003 حاول البعض تطمينه انها رشقة صواريخ وخلاص، فقال لهم حرفيا " هالمرة جديات" اي هذه المرة الموضوع جد والغزو سوف يتم، وعلاقة صدام بالامريكان عام 1992 الى 2003 هي عين العلاقة بين التحالف والسعودية اليوم ولنفس الاهداف تماما لسحق الشعب وقتل اكبر عدد من اليمنيين ونزع ارادة المقاومة لديهم بالتجويع وايجاد البديل الذي سيوقع على كل ما يريدون، فلولا بقاء الحوثي على رقاب اليمنيين بارادة اماراتية سعودية ما اسطاعوا انشاء الانتقالي ولا قوات طارق ولا مليشيات الحزام ولا استطاعوا السيطرة على سقطرة ولا استولوا على السلطة اليمنية بشكل كامل.
وبس.