زيارة بايدن في ظل مزاج متغير
الجمعة, 15 يوليو, 2022 - 04:49 مساءً

لدى الإدارة الأمريكية جشع لا تخفيه تجاه النفط و الغاز، كما أن لديها حمق سياسي يتجاوز الحد في ربط سياستها في المنطقة العربية بالكيان الصهيوني..!!
 
يقوم رئيس الإدارة الأمريكية بزيارة دول المنطقة ابتداء من يوم السبت القادم، و تأتي زيارته في ظل مزاج سياسي متغير، و من السذاجة أن تتخاطب الإدارة الأمريكية مع دول المنطقة وفق الخلفية السياسية السابقة، أو بمزاج ما قبل الحرب الروسية الأوكرانية.
 
الإدارة الأمريكية تدرك - يقينا -  و من عهد بعيد بأن سمعتها في العالم العربي غير مشرفة ؛ و السبب يعود إلى الإدارة الأمريكية نفسها ؛ و لذلك كثيرا ما تردد هذا السؤال في أوساط النخب السياسية في واشنطن  : لماذا يكرهوننا !؟
 
وهذا السؤال لا يعني العرب وحدهم، و لكنه يعني شعوبا كثيرة من غير العرب و المسلمين، عدى الكيان الصهيوني و النخب السياسية الحاكمة في إيران، بالرغم من بعث الأدخنة هنا وهناك لخداع العرب عن إدراك عمق و ودّ السياسة الأمريكية الإيرانية..!!
 
ما الذي سيحمله جو بايدن في زيارته للمنطقة و قد أدار ظهره لحلفائه و أصدقائه فيها ؟ و هو الموقف الذي سيدفع - حتما - بالعرب إلى توسيع دائرة علاقاتهم و البحث عن أصدقاء أوضح مصداقية و أكثر وفاء.
 
ما يقوله رجل الشارع العربي عن أن الإدارة الأمريكية أقرب إلى طهران منها لأي عاصمة عربية، لا يكاد يبتعد عن الحقيقة شيئًا. و تدلل مقولة الشارع العربي على ذلك بالمواقف العملية للسياسة الأمريكية تجاه إيران التي تقف في مربع الراضي عن أذرع إيران، بل و غض الطرف عنها و تشجيعها على حساب البلاد العربية.
 
قد يحاول بايدن أن يستجرّ حديث الإدارة الأمريكية - الممجوج - عن الديمقراطية، و التي استخدمها البيت الأبيض كجزرة لخداع الشعوب، و في الوقت نفسه كسوط يلوح به ضد الأنظمة العربية لابتزازها؛ بينما الحقيقة أن الإدارة الأمريكية ضد أي ديمقراطية حقيقية في المنطقة العربية.
 
و بغير حصافة ؛ ربما يعرج الرئيس الأمريكي  بالحديث عن حقوق الإنسان متناسيا أن حقوق الإنسان في عرف البيت الأبيض درجات و مكاييل متعددة، و ليست درجة واحدة و لا مكيالا واحدا، و ترويج بضاعة ثبت كذب صاحبها لا يمكن أن يسوقها من جديد..!!
 
و ليس بالضرورة هنا أن تتذاكى هذه السطور - كما تتذاكى البيت الأبيض - فنذكر بالغزو الأمريكي  الذي استباح العراق،  و أدخله في غيابات نفق مظلم مايزال فيه إلى اليوم،  و مقارنة موقفها من الحرب الروسية الأوكرانية اليوم!
 
و لأن مصطلح الإرهاب صار سيفا مصلتا بيد الإدارة الأمريكية، و يمثل أكبر وسيلة ابتزاز سياسي و أمني ، فسيكون له الحيز الأكبر في ملفات رئيس الإدارة الأمريكية، فمسمى الإرهاب يعتبر لديها  وسيلة الضغط المفضلة ؛ ذلك أنها  لا تستند إلى قانون ، و لا خلق،  و لا- حتى - حقوق إنسانية..!!
 
أما اليمن فلن تحضر - في هذه الزيارة - كشعب و وطن، و قضية عادلة، و إنما يخشى أن تحضر - كصفقة قذرة - من بوابة الاتفاق النووي الإيراني، و من خلال باب المندب، و كفقرة دعائية مستهجنة في دعاية البرنامج الانتخابي لجو بايدن، خاصة و هو يحضّر لانتخابات التجديد النصفية !
 
ما يجب أن تدركه شعوب المنطقة و أنظمتها، أن العالم يشهد تغيرا واسعا، و أن واشنطن لم تعد اللاعب الأبرز، و لن تكون اللاعب الوحيد بعد اليوم، و بالتالي فلا بد من الإفادة من هذه المتغيرات بما يخدم حاضر المنطقة و مستقبلها، و هو ما يستدعي قرارات شجاعة، و مواقف أكثر شجاعة، إلى جانب تعزيز التلاحم الرسمي و الشعبي لمواجهة كل التحديات.
 

التعليقات