طه الجند

طه الجند

كاتب وشاعر يمني

كل الكتابات
القصيدة والحرب
الثلاثاء, 09 أغسطس, 2022 - 02:03 مساءً

لم أكتب قصيدة جيدة خلال السنوات الأخيرة، لأن الابداع لا يأتي في الضجيج والزحمة حسب تجربتي البسيطة والمتواضعة، وهذا يجعلني أتذكر اعمال فكرية وابداعية مهمة أنجزها أصحابها وهم في لحظة هدوء وعزلة شبه إجبارية جاءت بعد تجربة طويلة في الحياة.
 
 وهنا يحضر إلى الذهن العلامة عبد الرحمن بن خلدون وحكايته مع كتاب "المقدمة "الشهيرة" وكذا حال الشاعر الايطالي دانتي اليجيري مع عوالم "الكوميديا الإلهية " التي خاضها وهو شبه هارب في أحد الجزر الإيطالية وكتب هذه الملحمة باللهجة المحلية ليؤسس بذلك اللغة القومية الحديثة.
 
طبعا هذه نماذج خاضت العمل الميداني والسياسي ولم تحترف الكتابة والتأليف كمهنة لكنها تمتلك مواهب وقدرات ومؤجلة لتجد نفسها في لحظة استراحة إجبارية وأمام رحلة الحياة التي قطعوها وهم أكثر حكمة وتبصر ممن راهنوا على الكتابة من البداية هؤلاء نجدهم منهمكين، ومرتبين ويحتاجون إلى جو ورفقة تثق بمواهبهم وتتذوق ما ينتجوه، وتلهمهم أعمال جديدة.
 
هناك تجارب في ساحات إبداعية أخرى أنتجت أعمال رفيعة من خلال التكامل الثنائي، كما هو الحال بين الفنانين والشعراء، وقد تكون تجربة الرحابنة وفيروز في المقدمة وأبو بكر والمحضار وايوب والفضول الذين لا أحد يتصور إلى أي مدى كانت ستذهب تجاربهم بدون هذا التكامل.
 
تبقى تجربة الابداع التي يخوضها فاقدين البصر وكيف يتصور الواحد منهم العالم والناس من حوله والأصوات والأشكال والوجوه ولديه كون خاص لكنه يحتاج دائما إلى من يقرأ له أو يكتب مواضيع ومقالات ويرافقه في الطريق، هذا جانب يشترك فيه الكثير من المبدعين.
 
فاقدين البصر من أبو العلاء وطه حسين الى البردوني، لكن هناك الحالة الإبداعية وكتابة القصائد التي تتم بهدوء وبعيدا عن الآخرين وبعد ما تكتمل القصيدة ويتم ترتيبها وحفظها في الذاكرة تأتي مرحلة القائها ونقلها كما هي إلى الورق.
 
لا ادري كيف تورط ووجدت نفسي في هذه الدوامة وكلما كتبته هنا هو عبارة عن محاولة للخروج من اللعبة، أما اذا أعجبكم ذلك فهذا أمر جيد، واعتبره نوع من المساندة.
 
*نقلا عن صفحة الكاتب في فيسبوك.
 

التعليقات