لمن الشرعية..؟!
الثلاثاء, 20 أغسطس, 2024 - 01:45 صباحاً

عندما تكون انجازات من يحكمك شعارات وتفريط بالكرامة والسيادة، ثم ملاحقات ومداهمات، وسجون، وتجويع، وقطع ارزاق العباد، وبعثرة امكانات المجتمع، واحتكار المناصب للأهل والأقارب والاصدقاء، تكون النتيجة غابة تحكمها عصابات.
 
بعد عشر سنوات من الفوضى ومن القتال والحروب العبثية على دماء وظهور اليمنيين وعلى حساب السيادة الوطنية تتبادر الى الذاكرة اسئلة مهمة هي:
• متى سيتحرر هؤلاء الممسكون بخناق الشعب من معارك الوهم التي يعيشونها .. ومتى يبدؤون التنافس على خدمة المواطن لاكتساب شرعية تمثيله؟!
• متى سيدركون ان لا شرعية لهم طالما ان المواطن ليس في خانة حساباتهم، وهو آخر من يفكرون به؟!
 
قلنا بصراحة ان من يدعي الشرعية في الحكم وامتلاك السلطة؛ فشرعيته تكمن في الدفاع عن مصالح المواطن أولا وثانيا وثالثا، سواء كان في صنعاء او في عدن أو في الداخل أو في الخارج..
 
هنا شرعيتكم :
 
شرعية أي سلطة وفي كل الظروف .. سلم أو حرب، تبدأ بالاهتمام بحياة الناس، ولا تكتمل الا اذا جعلت المواطن في سلم اولوياتها امنا وكرامة، واقتصادا ومعيشة، والا فهي سلطة لا تمثل الا نفسها ومصالح متنفذيها.
 
عشر سنوات من العنتريات التي لم تتجاوز عتبة المنصات التي يكذبون على الناس من خلالها، لم يلمس المواطن اليمني من سلطات الامر الواقع، التي تحكمه وتسيطر عليه ما يجبر خواطرهم ويرمم اوجاعهم الا صورا وخطابات وشعارات وموت ومعاناة لا تقف عند حد..!!
 
لا شرعية لاي حكومة في صنعاء او تعز، في عدن والضالع أو في مأرب والمكلا،  في المخاء وحيس أو في الحديدة والضًحِي الا حينما نسمع انها تعمل بالنظام والقانون، وتعكف على معالجة مشاكل المواطن من حيث هي تفكر في فواتير الحياة المعيشية للبسطاء من ابناء المجتمع :
• حكومات تشعر بمن تحكم، وتشارك المواطن همه وقلقه.. تصرف مرتباته وتفكر في معيشته اليومية .. من اين سيأكل ومن اين سيغطي مصاريف يومه واسرته؟
• اين سيدرس اولاده.. اين سيتعالج؟! ثم من اين سيدفع مصاريف المستشفى والعلاج؟
• حكومات تفكر في توفير فرص العمل التي يقتات منها المواطن حتى لا يصبح عاطلا ومتسولا كقادته ومسئوليه؟!
• تفكر في كيف توقف نزيف العملات والصرفيات العبثية لجيوبها وموظفين مقربين من قوت الجائعين.
• تفكر كيف تصون كرامة المواطن وتضمن له أمنه وتحفظ حقوقه.
• تفي الموظف حقه وتصرف مرتباته.
• تحمي ابناء المجتمع من "التهبشات" والتعسفات، وتمنع الجبايات غير القانونية التي تفرضها عليه.
• معالجة مشكلة الفقر التي اصبحت تفتك بما لا يقل عن 82.7% من السكان (وفقا للبنك الدولي).
هنا فقط تكون القرارات الصائبة، وهنا فقط يمكن لأي سلطة ان تدعي انها تستمد شرعيتها من الشعب، مالم فهي سلطة مًغتصِبة، ولا تمثل الا نفسها.. ومن يناكف على حساب المواطن لا يحق له ان يدعي تمثيله.
*من صفحة الكاتب على فيسبوك
 

التعليقات