مناسبات للاستعراض وأعراس للمباهاة!
الخميس, 20 فبراير, 2025 - 07:30 مساءً

ما زلت غير مستوعب كيف يقوم شخص مشهور من اليمنيين بعمل عرس بعشرات الملايين ودعوة الكثير من المشاهير لهذا العرس، ثم بث وقائع هذا العرس ليشاهده الجميع في ظل وضع بالغ الصعوبة يعيشه الناس في اليمن؟!
 
صحيح هي فلوسه وهو حر فيها ولكن أين الأخلاق والإنسانية ومراعاة مشاعر الناس، أو أغلبية الناس؟!
 
ومن قبل هذا الشخص قام البعض من السياسيين والشخصيات العامة ممن يقيمون بالسعودية وغيرها بعمل أعراس لأولادهم يغلب عليها طابع الاستعراض والدعاية ودعوة أكبر عدد من الناس وخاصة الشخصيات المعروفة، ربما لإيصال رسائل لبعض الجهات بأنه ما يزال له شنة ورنة، وأنه ما يزال رقم صعب وفاعل في المشهد اليمني وقادر على حشد الناس والتأثير فيهم، وغيرها من الرسائل لهذه الجهة أو تلك.!
 
وبرأيي فإن البذخ والاستعراض بهذه المناسبات والمباهاة بها فضلا عن كونه إهانة لمشاعر الناس هي أمور مذمومة في الإسلام، بل إن العكس هو الصحيح، والدليل على ذلك أن الشرع قد جعل قلة المهر دليلا على يمن الزوجة وبركة النكاح، فقال صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح : ( أعظم النساء بركة أيسرهن مؤونة).
 
 وفي رواية : (إن أعظم النكاح بركة أيسره مؤونة). رواه أحمد والحاكم وقال : صحيح على شرط مسلم.
 
أعرف من مات لأنه لا يجد ثمن العلاج، وهو أكاديمي ظل لعقود يخدم المجتمع، وتخرج من تحت يديه العديد من الأجيال.
 
وأعرف غيره من الذين قدموا عصارة جهدهم للمجتمع، وقاموا بجهود علمية وأدبية معروفة يعيشون ظروفا صحية بالغة السوء وبإمكان القليل جدا من المال إنقاذهم.
 
هذا الأكاديمي الذي مات كان يحتاج أقل من 100 دولار شهريا للعلاج ليعيش لكنه لم يجدها فمات مرضا في حين ينفق هؤلاء عشرات الملايين على ولائم فاخرة ومناسبات باذخة للاستعراض والمباهاة وهم من شعب يتضور فيه الناس جوعا، ويموت الناس فيه مرضا بينما كان القليل من المال سينقذ حياتهم.!
 
وقد ذكرت في منشور سابق أنني شهدت بنفسي عزاء في صنعاء أستمر لعشرة أيام أقاموا فيه الولائم كأنه عرس .!
 
ذبحوا خلاله الثيران ووزعوا حزم القات وغيرها ، وكلفهم ملايين ، وهو عزاء أختهم الأرملة التي مرضت فتقاعسوا عن علاجها بعشرات الآلاف فلما ماتت أقاموا ولائم العزاء بالملايين.!
 
قلت لأحدهم:
 
_ ولماذا هذا كله وهو عزاء ؟
قال :
 
_ قد جاء المشايخ والمسؤولين وقدوه وجهنا قدام الناس.!
 
ولأنهم من أسرة كبيرة فقد تعاونوا وغرموا من أجل " وجههم قدام الناس " لكنهم تقاعسوا عن مصاريف أختهم وعلاجها في حياتها.!
 
صدق علي شريعتي حين قال:
 
_ مات جاري من الجوع وفي عزائه ذبحوا كل الخراف.!
 

التعليقات