عن الإفطار الجماعي الثالث في الحالمة تعز
الإثنين, 17 مارس, 2025 - 11:48 مساءً

دعوة لتوسيع الأفق والعمل الخيري بشكل أعمق
ـ نستذكر بكل تقدير الجهود المبذولة في تنظيم الإفطار الجماعي الثالث في مدينة تعز الذي يوافق تاريخ 2025/3/17 م، فهو ليس مجرد حدث رمضاني، بل يعكس صورة جمالية للمدينة التي تحظى بمكانة خاصة في قلوبنا جميعاً. هذا التقليد الجميل يعكس روح التكافل ويعزز روابط الإخاء بين أبناء المدينة. لكن، في خضم الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعاني منها المواطنون جراء تدهور قيمة العملة، وانخفاض الرواتب، وتفاقم معاناة العديد من الأسر من مختلف الفئات ونداء المعلم المستمر بتحسين الرواتب والأجور، قد يكون من الأنسب التفكير في كيفية تحسين آلية تقديم المساعدة ولمن يتم تقديمها وكيفية ذلك وفقاً لمعايير المؤسسات والمبادرات تدرك ذلك تماماً.
في وقت تتزايد فيه الأسعار، وقد أصبحت الضغوط الاقتصادية أشد على المواطن في جغرافية المدينة، كان من الممكن توجيه المبالغ المالية وجمع أكبر قدر ممكن منها  إلى الأسر المحتاجة التي تقف خلف صراخ بعضاً من وظائف الدولة ورواتبها التي لا تكفي لمواجهة أعباء الحياة ، أو منحها لأسر فقيرة، بعد رصدها وانتقائها بعناية، وهناك مراكز للأيتام والشؤون الاجتماعية لديها قاعدة ببرامج كثيرة ستوفر المعلومات اللازمة لتساهم في تخفيف وطأة غلاء الأسعار عن الكثير خاصة في ظل اقتراب حلول عيد الفطر المبارك. ربما تكون هذه الخطوة أكثر تأثيرًا من إفطار جماعي سريع، حيث الهدف الأسمى سيكون مساعدة بارزة وحدث أكبر بدوره يخفف الكثير عن المجتمع .
وبالإضافة إلى ذلك، هناك فئات أخرى من المدينة بحاجة للدعم، مثل ضحايا الحروب الذين ضحوا بأرواحهم وأجسادهم في الدفاع عن تعز. فالكثير منهم فقدوا أجزاء من أجسادهم، وهم في حاجة ماسة للرعاية والاهتمام. هؤلاء الأبطال الذين قدموا حياتهم فداء للمدينة يستحقون أن نوجه لهم العناية والرعاية بشكل دائم، لا أن ننسى معاناتهم في ظل زحمة الاحتفالات.
لكن هذا لا يعني التقليل من أهمية الإفطار الجماعي. فنحن نثمن هذه المبادرة التي تُظهر روح التضامن والمشاركة، ونسجل لها دورها في نشر صورة تعز الجميلة أمام العالم. ومع ذلك، من المهم أن نتساءل: هل يمكن أن يكون لدينا أولويات أخرى يمكن أن تساهم بشكل أكبر في تحسين واقع الناس؟ فإلى جانب الصورة الجميلة التي يتم نشرها، هناك الكثير من الفرص التي يمكننا من خلالها تقديم الدعم بشكل أعمق وأكثر استدامة.
قد نجد أن هناك مسارات أخرى يمكننا التركيز عليها، مثل إطلاق حملات لتقديم الدعم المباشر للأسر الأكثر احتياجًا، أو تقديم مساعدات للفئات الأكثر تضررًا من آثار الحرب. هناك العديد من المبادرات التي يمكن أن تضمن تأثيرًا أكبر على المدى الطويل، وتحقق تغييرات حقيقية في حياة المواطنين.
وأخيرًا، لا بد من الإشارة إلى أن الصورة التي يتم نشرها عبر وسائل الإعلام قد تكون هي الهدف الأبرز في بعض الأحيان، وهذا أمر نفهمه ونتفهمه مع الاعتزاز الكبير به ، لكن من المهم أن نواكب هذه الصورة بالعمل الفعلي الذي ينعكس بشكل إيجابي على حياة الناس ويعزز من قدرتهم على مواجهة تحديات الحياة اليومية. فلنواصل دعمنا للمدينة ولأهلها، مع التركيز على الفعل الذي يثمر نتائج حقيقية على الأرض.
*من صفحة الكاتب على فيسبوك

التعليقات