أعلنت عناصر من الجيش السوداني، الخميس، تواصل تقدم الجيش في وسط الخرطوم، بما يشمل السيطرة على مواقع استراتيجية قرب القصر الرئاسي.
وأظهرت مقاطع فيديو بثتها تلك العناصر سيطرة الجيش على جسر المك الرابط بين الخرطوم ومدينة بحري.
ووفق مقاطع الفيديو، ظهر عناصر من الجيش أيضا داخل أبراج العمارة الكويتية، وهي مجموعات بنايات شاهقة تبعد حوالي 500 متر من القصر الرئاسي.
وحتى الساعة 19:45 (ت.غ) لم يعلق الجيش السوداني أو قوات الدعم السريع رسميا على ما جاء في تلك المقاطع المصورة.
وتأتي هذه التطورات بعد معارك عنيفة بين الجيش وقوات الدعم السريع في وسط الخرطوم ومحيط القصر الرئاسي، ليلة الأربعاء، والتي استمرت حتى الساعات الأولى من فجر الخميس.
واقترب الجيش السوداني، فجر الخميس، من استعادة السيطرة على القصر الرئاسي وسط العاصمة الخرطوم للمرة الأولى منذ اندلاع الحرب مع "قوات الدعم السريع" قبل عامين.
وبدأ التلفزيون الرسمي السوداني ببث أناشيد وطنية ومقاطع فيديو تمجد الجيش، وقال إن قوات الأخير "اقتربت من السيطرة على القصر الرئاسي وتطهيره من مليشيا الدعم السريع" .
ومنذ الأحد، صعد الجيش من هجماته ضد "قوات الدعم السريع" وسط الخرطوم، واستطاع السيطرة على مواقع استراتيجية.
والاثنين، أعلن الجيش أن سلاح المدرعات تمكن من فرض حصار على "قوات الدعم السريع" وسط الخرطوم من جميع الاتجاهات.
وفي ولاية الجزيرة، تمكنت قوات الجيش السوداني من استعادة السيطرة على قريتي "حبيبة والفراجين" شمالي الولاية المحاذية للخرطوم من الجنوب.
وقال نداء الوسط "لجنة شعبية"، في بيان، إن قوات الجيش "تمكنت من السيطرة على قريتي حبيبة والفراجين، وطاردت جيوب قوات الدعم السريع في المنطقة".
وفي الآونة الأخيرة، بسط الجيش سيطرته على كل مدن ولاية والجزيرة وقراها باستثناء أجزاء صغيرة شمال وشمال غربي الجزيرة والمتاخمة لجنوبي الخرطوم وواقعة تحت سيطرة الدعم السريع.
وفي 11 يناير/ كانون الثاني الماضي، أعلن الجيش دخول ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة، بعد نحو عام من فقدانها لصالح قوات "الدعم السريع".
ولاحقا أقر قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) عبر تسجيل صوتي، بفقدان السيطرة على "ود مدني"، لكنه اعتبر ذلك "مجرد خسارة لجولة وليست خسارة للمعركة".
ومنذ أسابيع وبوتيرة متسارعة، بدأت تتناقص مساحات سيطرة "الدعم السريع" لصالح الجيش في ولايات الخرطوم والجزيرة، والنيل الأبيض وشمال كردفان وسنار والنيل الازرق.
ويخوض الجيش السوداني و"قوات الدعم السريع" منذ أبريل/نيسان 2023 حربا خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 15 مليون نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة والسلطات المحلية، بينما قدر بحث لجامعات أمريكية عدد القتلى بنحو 130 ألفا.