"الجارديان": سجن صيدنايا السوري ... أسوأ مكان على الأرض
- الاتحاد نت الجمعة, 19 أغسطس, 2016 - 09:14 صباحاً

[ صورة تعبيرية عن السجن ]

بعد مرور ما يقرب من ستة أعوام على انطلاق الثورة السورية، كُشف النقاب عما يتعرض له المعتقلون السوريون من تعذيب وحشي، وغيره من ضروب المعاملة السيئة في سجن صيدنايا السوري، والذي عُرف بأنه أكبر سجون البلاد وأفظعها وأسوؤها سمعة.
 
وأجرى الصحفي البريطاني أوليفر وينرايت مقابلة لصحيفة "الغارديان" البريطانية مع سامر الأحمد، وهو محام قُبض عليه بالقرب من مدينة حماة، تحدث خلالها عن عمليات الترويع والتعذيب التي شهدها في السجن السوري سيء السمعة.
 
ويعد سجن صيدنايا العسكري، الذي يبعد عن العاصمة السورية، مكانا مجهولا للصحفيين. لكن المعتقلين السابقين والمهندسين تمكنوا أخيرا من رسم نموذج دقيق له استنادا إلى شهادات السجناء عن عمليات التعذيب الوحشية التي يمارسها نظام الرئيس السوري بشار الأسد.
 
واستهل سامر حديثه عن سبل التعذيب بقوله: "كان هناك فتحة صغيرة عند أسفل باب زنزانتي، وكنت أرغم على حشر رأسي بداخلها، قبل أن يسحبها حراس السجن في اتجاه الخارج، ويضغطون على عنقي، ويقفزون على رأسي بكل ثقلهم، حتى يتدفق الدم من رأسي".
 
وقال وينرايت إن منظمة العفو الدولية أعلنت تعاونها مع وكالة "فورنسيك أركيتكتشر" في جامعة لندن من أجل إعطاء أقرب صورة واقعية للموقع، ليتزامن بذلك مع إطلاق تقرير جديد للمنظمة الدولية تُقدر خلاله بأن عدد الأشخاص الذين توفوا في المعتقلات السورية منذ بداية الحرب في عام 2011 بلغ 17723 شخصا.
 
ووصف إيال ويزمان مدير "فورنسيك أركيتكتشر" المبنى بأنه ليس مكانا للتعذيب والمراقبة والسجن فحسب، بل هو أداة معمارية للتعذيب في حد ذاته.
 
وتحدث معتقل آخر يدعى جمال عبده عن تفاصيل "حفلة الاستقبال"، وهو الاستقبال المرعب الذي ينتظر القادمين الجدد إلى السجن في شاحنات لتبريد اللحوم، بقوله: "بعد أن فُتح الباب، بدأ ما يسمى بقوات التفتيش الأمني في ضربنا بالعصي المعدنية والكابلات".
 
وأضاف عبده: "تتعرض النساء في حفلة الاستقبال إلى الاغتصاب والتعديات الجنسية من الحراس الذكور".
 
وأمضى عبده والأحمد، الأشهر الخمسة الأولى من حبسهم  في زنزانة انفرادية مبردة تحت الأرض، لا يزيد عرضها عن 2.35 متر وطولها 1.26 متر، وهي مصممة لسجن شخص واحد فقط، لكن إدارة السجن تستخدمها لاحتجاز 15 شخصا دفعة واحدة، ما يدفعهم إلى التناوب من أجل الجلوس.
 
وتذكر المعتقلان الفترات التي انقطعت فيها المياه داخل السجن، حيث اضطروا أن يشربوا من المراحيض. كما تذكروا الجنون الذي عم الزنزانة عندما سمعوا صوت المياه تتدفق مرة أخرى في الأنابيب.
 


التعليقات