صحفيون بالقصر الرئاسي.. هل بدأ البشير بتلبية مطالب المحتجين؟
- وكالات الجمعة, 08 فبراير, 2019 - 09:43 صباحاً
صحفيون بالقصر الرئاسي.. هل بدأ البشير بتلبية مطالب المحتجين؟

في خطوة غير مسبوقة، تخلى الرئيس السوداني عمر البشير عن سياسته الصدامية تجاه الصحفيين المعارضين، ودعاهم الليلة الماضية إلى قصره للاستماع إلى مطالبهم بالإصلاح، لتتجه الأنظار الآن نحو السلطات في تطبيقها لوعود البشير.

 

وحصلت الجزيرة نت على تسجيلات بأهم المطالب التي طرحها عدد من الصحفيين الكبار، ركزت في معظمها على رفع القيود عن الصحافة وتقبل آراء المعارضين والاستماع لمطالب المتظاهرين.

 

وخلال اللقاء، أعرب مدير مكتب الجزيرة في السودان المسلمي الكباشي عن شكره للرئيس على الاستضافة، وقال إن المؤسسات الإعلامية محل ثقة لدى المواطنين، وكلما ضاقت مساحة الحرية عليها اتسع فضاء التواصل الاجتماعي الذي ينقل الأخبار بلا رقيب ولا مسؤولية.

 

وأضاف أنه تم اعتقال أحد مراسلي الجزيرة سبع ساعات وحُذفت خطبة المعارض الصادق المهدي من تسجيلاته، ومع ذلك انتشرت الخطبة على مواقع التواصل ووصلت الجماهير، معتبرا أن التضييق على الإعلام المؤسسي لن يمنع الحقيقة من الانتشار.

 

كما تحدث الكباشي عن صعوبة التواصل مع المسؤولين والقائمين بالإعلام الحكومي، مقابل سهولة الاتصال السريع بالمعارضين، مما يمنح المعارضة فرصة أكبر لإيصال رؤيتها للجمهور.

 

واشتكى مدير مكتب الجزيرة من سحب تراخيص العمل لعدة زملاء بالمكتب، وقال "نتفاءل بأن هذه هي آخر ليلة تسحب فيها تراخيص الصحفيين".

 

مطالب متعددة

 

وكان من بين المتحدثين رئيس تحرير صحيفة "الجريدة" أشرف عبد العزيز الذي قال إن المطلب الأساسي هو الحرية والديمقراطية وسيادة القانون، مطالبا بإطلاق جميع الصحفيين وعلى رأسهم صحفيو صحيفة الميدان (الناطقة باسم الحزب الشيوعي) الذين اعتقلوا مؤخرا.

 

وقال عبد العزيز إنه التقى قبل حضوره القصر الرئاسي محرري صحيفته الذين طالب بعضهم بمقاطعة اللقاء احتجاجا على مصادرة الصحيفة مرتين بعد الطباعة وإغلاقها خمسين يوما مضيفا أن أحد الصحفيين الذين تم اعتقالهم من مقر الصحيفة كان الأكثر حماسا للقاء مما يدل على حرصهم على إيصال أصواتهم للرئيس وإثبات حسن نواياهم.

 

أما رئيس تحرير صحيفة "أخبار اليوم" أحمد البلال، فحذر من "فتنة حقيقية وانفلات وشيك" مطالبا الرئيس بالمسارعة في الإصلاحات لإنقاذ السودان من الفوضى.

 

وأضاف أن العنف الذي رافق الاحتجاجات أسفر عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف الشباب وعناصر القوات النظامية على السواء "وكلهم أبناء السودان" مطالبا برعاية الجرحى الذين أصيبوا بالرصاص، ورعاية ذوي الضحايا ومحاسبة القتلة.

 

كما طالبت الكاتبة الصحفية بخيتة أمين بضرورة الاعتراف بحق الناس في التظاهر، ومعالجة المشاكل بهدوء كي يقتنع الجميع بأنهم يعيشون في وطن لا يقصي أي طرف.

 

وتحدثت عن انتشار مظاهر الحزن وسرادق العزاء في كل مكان بالسودان جراء العنف وسقوط الضحايا، وطالبت الرئيس بالمسارعة لسحب عربات الأمن من الشوارع والأزقة لأنها خلقت الرعب في قلوب الناس، ولأن "الاستفزاز يولد استفزازا مضادا".

 

واختتمت الصحفية المخضرمة حديثها الموجه إلى البشير برجاء أن يفتح أبوابه للمعارضين والاستماع إليهم.

 

وعود البشير

 

على الجانب الآخر، أبدى البشير مرونة إزاء مطالب الصحفيين، وقال "معظم المحتجين من الشباب وهناك دوافع دفعتهم للخروج للشارع من ضمنها التضخم الذي أدى لارتفاع الأسعار، وفرص التشغيل والوظائف المحدودة لا تتوازن مع عدد الخريجين". وأضاف أن قانون النظام العام هو "واحد من أسباب تفجّر غضب الشباب".

 

وفي الوقت نفسه قال الرئيس إن المطلوب من الصحافة هو التحلي بالمسؤولية، وإن هناك مجالا للتعاون من منطلق التزام الصحافة بمسؤولية الكلمة. كما حذر من زعزعة استقرار السودان مشيرا إلى ما يقع في ليبيا، وقال إنه سيستدعي القضاء والشرطة والنيابة العامة لوقف أي زعزعة للاستقرار.

 

ووجه البشير أوامره بإطلاق الصحفيين المعتقلين أيا كانت انتماءاتهم، وإعادة التراخيص للصحفيين الذين سُحبت منهم. ويقدر نشطاء عدد الصحفيين الذين سجنوا منذ اندلاع الاحتجاجات بـ 16 صحفيا.

 

وصباح اليوم، نقلت تقارير إعلامية تصريحات عن نقيب الصحفيين الصادق الرزيقي بأنه سيتم اليوم إطلاق جميع الصحفيين الذين احتجزوا خلال الاحتجاجات، والسماح للمراسلين بمزاولة أعمالهم.

 

وقال مدير مكتب الجزيرة إنه تم رفع قائمة بأسماء الصحفيين المعتقلين والموقوفين عن العمل، وإن إجراءات الوفاء بوعود الرئيس قد أخذت مجراها.

 

يُذكر أن هذه الإجراءات لم تؤثر على حراك الشارع، حيث استجابت حشود المحتجين اليوم لدعوات "تجمع المهنيين" بإطلاق "موكب ضحايا المعتقلات والتعذيب". وانطلقت مظاهرات جديدة في قلب الخرطوم محاولة الاقتراب من القصر بينما واجهتها قوات الأمن بقنابل الغاز وباعتقال العشرات.


التعليقات