أردوغان للعالم الإسلامي: علينا أن نثق بأنفسنا وندرك حجم قوتنا
- الاناضول الاربعاء, 27 نوفمبر, 2019 - 03:55 مساءً
أردوغان للعالم الإسلامي: علينا أن نثق بأنفسنا وندرك حجم قوتنا

[ كلمة للرئيس اردوغان في افتتاح لجنة التعاون الاقتصادي لمنظمة التعاون الاسلامي ]

شدّد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الأربعاء، على ضرورة أن يثق العالم الإسلامي بنفسه ويدرك حجم قوته.

 

جاء ذلك في كلمته أمام افتتاح الاجتماع الـ 35 للجنة الدائمة للتعاون الاقتصادي والتجاري لمنظمة التعاون الإسلامي، في مدينة إسطنبول.

 

وقال أردوغان بهذا الخصوص: "ينبغي ألا نخدع أنفسنا، بل علينا أن نثق بها وندرك حجم قوتنا كدول أعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي".

 

وتابع: "في الوقت الذي تشكل البلدان الإسلامية نسبة 24 بالمئة من سكان العالم، إلّا أنها تمثل 9.7 بالمئة فقط من التجارة العالمية".

 

وأوضح أنه "لا توجد دولة واحدة شعبها مسلم بين الأعضاء الدائمين (الخمسة) في مجلس الأمن الدولي"، واستدرك: "لا يمكن أن يستمر هذا النظام (الأممي) غير العادل".

 

وشدّد على أن "هذا النظام (بمجلس الأمن الدولي) غير العادل الذي تشكل على يد المنتصرين في الحرب العالمية الثانية، لا يمكن أن يستمر إلى ما لا نهاية".

 

وأضاف أن إعادة هيكلة المنظومة الأمنية الدولية وفقاً للظروف المرحلة الراهنة "ليس خياراً، بل بات ضرورة ملحة".

 

وبيّن أن الأمم المتحدة التي لم تتمكن من إيجاد حلٍ في الماضي القريب لمعاناة البوسنة، ورواندا، والعراق، واليوم في سوريا وفلسطين وميانمار، لن تستطيع إيجاد حلول للأزمات الإنسانية.

 

وأردف: "أود هنا أن أكرر دعوتي لإعادة تحديد هيكل مجلس الأمن الدولي من خلال النظر في التوزيع الجغرافي والديني لسكان العالم، أدعوكم يا إخواني لدعم هذه الدعوة".

 

وأضاف: "علينا ألا نخدع أنفسنا، ليس هناك حكم ولا إرادة للعضو غير الدائم في مجلس الأمن الدولي"، مؤكدًا أن "كل شيء مرهون بالأعضاء الخمسة الدائمين، بل بين شفتي واحد منهم".

 

وتوجه أردوغان بالتحية إلى جميع الأصدقاء والمظلومين والمضطهدين في أنحاء العالم.

 

وقال إنه يوجه السلام "من هذه البلدة (إسطنبول) التي تزين سماءها نداءات الله أكبر منذ 566 عامًا، إلى أمّ المدن مكة المكرمة والمدينة التي شعت نورًا مع قدوم سيدنا الرسول صلى الله عليه وسلم".

 

كما وجّه "سلامًا خاصًا" إلى القدس الجميلة التي تئن تحت وطأة الاحتلال والظلم، والفلسطينيين الشجعان الذين يدافعون عن القدس والحرم الشريف (المسجد الأقصى) مضحين بأرواحهم منذ عشرات السنين.

 

وأشار إلى أن العالم الإسلامي يواجه الكثير من التهديدات، من الإرهاب حتى الصراعات الداخلية والتعصب المذهبي والجهل.

 

وبيّن أن التهديدات أضيف إليها المزيد، مثل معاداة الإسلام وكراهية الأجانب المتصاعدة في الدولة الغربية، حتى بات من الصعب على الذين يعيشون كأقليات في البلدان الأخرى مواصلة حياتهم بما يتوافق مع معتقداتهم.

 

وأعرب الرئيس عن أسفه حيال مظاهر الجوع والفقر والجفاف وعدم المساواة في الدخل، والتي يشعر بها بكثافة في البلدان المسلمة.

 

ولفت إلى وجود 28 دولة من أعضاء منظمة التعاون الإسلامي، تصنف بين الدول الـ54 (جميع الأعضاء) ذات الدخل المنخفض والتي تعاني من عجز غذائي.

 

وشدّد أردوغان على أن الثروات الطبيعة التي منحها الله للمسلمين تساهم في إثراء البلدان الغربية وليس الشعوب المسلمة.

 

وأشار إلى أن "البعض يتلاعب بسهولة بالعالم الإسلامي، لأنه غير متماسك كالبنيان المرصوص".

 

وأوضح أن كلمة المسلمين غير مسموعة في الساحة الدولية، بسبب عدم تمكنهم من التوافق على أرضية مشتركة رغم قوتهم الاقتصادية وعدد سكانهم وإمكاناتهم.

 

وقال إن الدماء التي تريقها أسلحة التجار الغرب، معظمها من المسلمين، وكذلك يعد المسلمون في صدارة الشعوب التي تقتل على يد المنظمات الإرهابية العميلة التي تزج بالإسلام في اسمها.

 

وأشار إلى أنه لم يعد هناك شيء في العالم أرخص من دماء وأرواح وحياة المسلمين.

 

وتابع: "مليون شخص من أشقائنا السوريين قتلوا عبر البراميل المتفجرة، وهم في نظر البعض ليسوا سوى إحصاءات، وهناك مأساة الأطفال الجوعى في اليمن، لا أحد يكترث لهم عدا القليل من الدول والمؤسسات".

 

وأوضح أن صرخات الأطفال الذين يقتلون بلا هوادة وهم يلعبون الكرة في ساحل غزة، لا تسمعها أي من المنظمات بما في ذلك مجلس الأمن الدولي.

 

وقال إن مثل هذه المآسي تسود أيضًا من الصومال إلى أفغانستان ومن أراكان إلى تركستان وليبيا وكل مكان.

 

وأضاف: "عندما يتعلق الأمر بالمسلمين يتحول القتلى والمعرضون للظلم والألم إلى مجرد صور وليس عبارة عن أرواح".

 

وعلى صعيد آخر، قال الرئيس التركي إن بلاده بذلت جهودًا حثيثة خلال فترة ترأسها لمنظمة التعاون الإسلامي، وإنها تحركت بمسؤولية تستجيب لتطلعات العالم الإسلامي.

 

وأوضح أن بلاده عقدت قمتين طارئتين، الأولى في ديسمبر 2017 والثانية في مايو 2018، ردًا على الهجمات الإسرائيلية على الوضع القانوني للقدس الشريف.

 

وأكّد أن أنقرة أبدت من إسطنبول عبر منظمة التعاون الإسلامي، ردة فعل ضد الظلم الذي تعرض له الفلسطينيون، ومحاولات فرض الأمر الواقع تجاه مدينة الأنبياء القدس.

 

ولفت إلى أن تركيا قامت أيضًا بطرح القضية على مستوى الجلسات الطارئة الخاصة في الجمعية العامة للأمم المتحدة.

 

كما شدّد أردوغان على أن "أي ظلم لا يتم ردعه يمنح الظالم مزيدًا من الجرأة".

 

ولفت إلى أن إسرائيل لا تحترم حق الحياة للفلسطينيين، ولا حقوقهم في العمل والتملك، وأنها تُعرّض مستقبل المنطقة والعالم أجمع للخطر.

 

وأضاف: "خطأ فادح يرتكبه من يعملون على نهب مدينة القدس المقدسة بالنسبة للأديان الثلاثة، وجعلها مركزًا لمعتقداتهم فقط".

 

وأكّد أردوغان أن تدليل الدول الغربية لإسرائيل إلى هذا الحد لا يساهم سوى في تأجيج التوتر.

 

وشدّد أردوغان على أن تركيا عازمة على مواصلة الدفاع عن حقوق أشقائها الفلسطينيين، وعن حرمة القدس في مختلف المحافل.

 

ولفت إلى انتشار معاداة الإسلام وكراهية الأجانب في المجتمعات الغربية "مثل الوباء"، وأن الجهات التي تزعم في كل مناسبة الدفاع عن الديمقراطية وحقوق الانسان، تتجاهل الاعتداءات ضد المسلمين على أراضيها.

 

وبيّن أن هناك محاولات لإغلاق حوادث الإساءة للرسول صلى الله عليه وسلم، تحت مسمى حرية التعبير.

 

وعلى صعيد آخر، كشف الرئيس أردوغان عن أن أنقرة دعت الأمم المتحدة لتخصيص 15 مارس/آذار (من كل عام) يوماً عالمياً للتضامن الدولي ضد الإسلاموفوبيا.

 

وتقدم بالشكر إلى البلدان الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، والتي دعمت تركيا خلال رئاستها الدورية، وأدت مسؤولياتها ولبت النداءات.

 

كما تمنى التوفيق للمملكة العربية السعودية التي تولت الرئاسة الدورية لغاية عام 2021.

 

وتوجه بالشكر للأمين العام يوسف بين أحمد العثيمين، وبقية المسؤولين، حيال مساهماتهم.


التعليقات