خبر ترك: تركيا ستنشئ قاعدة عسكرية في ليبيا
- الجزيرة نت الثلاثاء, 17 ديسمبر, 2019 - 08:16 مساءً
خبر ترك: تركيا ستنشئ قاعدة عسكرية في ليبيا

[ قوات حفتر ]

كشفت صحيفة "خبر ترك" التركية عن أن أنقرة ستنشئ قاعدة عسكرية في العاصمة الليبية طرابلس، في حين قد يقدم رئيس حكومة الوفاق في ليبيا فائز السراج طلبا لإرسال قوات تركية إلى طرابلس بحلول العشرين من شباط/فبراير المقبل، وقد يتغير هذا التاريخ مع تواتر التطورات في ليبيا، وأشارت إلى أن أنقرة أكملت دراسة الجدوى المتعلقة بذلك.

 

ويقول الكاتب تشتينير تشتين في مقال بالصحيفة إن الساحة الليبية التي تعد مثالا مهما للحروب بالوكالة شهدت تطورات ملحوظة في الشهر الأخير، خاصة بعد الاتفاقية التي تم توقيعها مع تركيا بشأن ترسيم الحدود البحرية والاتفاقية العسكرية؛ مما يتيح الفرصة للتكهن بتغيرات جديدة محتملة في اللعبة، وذلك في ما يتعلق بمنطقة شرق البحر المتوسط.

 

ويشير تشتين إلى أنه بموجب الاتفاقية التي صادق عليها البرلمان، فقد يتوجه السراج بطلب للحكومة التركية بشأن إرسال قوات عسكرية إلى ليبيا. وينسب الكاتب إلى مصادر عسكرية قولها إن السراج سيتقدم بهذا الطلب مع حلول العشرين من شباط/فبراير القادم، مضيفا أن الضغوط على الساحة الليبية قد تدفع إلى تسريع الطلب.

 

ويقول الكاتب إنه بناء على ذلك، فإنه يمكن القول إن تركيا تخطط لإنشاء قاعدة عسكرية في طرابلس، ويضيف أن أنقرة أكملت دراسة جدوى هذه القاعدة العسكرية.

 

لاعبون ووكلاء

ويضيف أن العلاقات التركية في هذه الحال ستكتسب أبعادا أخرى، سواء مع الحلفاء أو المعارضين، الأمر الذي يستحق النظر إلى اللاعبين والقوى المؤثرة والوكلاء، فضلا عن الأطراف الداعمة لهذه الحرب التي اندلعت شرارتها في 2011، مع الإطاحة بالزعيم الليبي الراحل معمر القذافي.

 

ويشير الكاتب إلى وقوف روسيا ومصر والإمارات ضد الحكومة التي تعترف بها الأمم المتحدة، وإلى أن اللواء المتقاعد خليفة حفتر المعارض لحكومة الوفاق الوطني التي أطاحت بمعمر القذافي حاول التدخل وضرب هذه الحكومة من خلال الاستعانة بمرتزقة يخضعون لرقابة روسية بقيادة شركة "فاغنر"، وأن أحد أقارب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يتقلد منصب إدارة هذه الشركة.

 

ويضيف أن استخدام المدرعات والمصفحات المصرية في الهجوم الأخير يشير إلى تورط القاهرة، فضلا عن دعم سلاح الجو الإمارتي لتلك العمليات العسكرية.

 

ويقول إن الإمارات تعد المخطط الأساسي لمشروع حفتر، وإنها تراقب عن كثب ما يحصل، مشيرا إلى أن الاعتداءات العسكرية الأخيرة دفعت الممثل الخاص لدولة ليبيا في الأمم المتحدة إلى الحديث عن احتمالية احتلال مدينة طرابلس وتحول ليبيا إلى بحر من الدماء.

 

التدخل الروسي

ويضيف المقال أن التدخل الروسي في الحرب بليبيا ينطوي على نوع من الانتقام التاريخي، إذ يعتبر بوتين أن دولته ارتكبت خطأ عندما لم تمنع قرار التدخل في ليبيا الصادر عن الأمم المتحدة سنة 2011، الذي كان السبب في تدخل أعداء معمر القذافي والإطاحة به.

 

ويشير إلى أن روسيا تسعى في الوقت الراهن إلى إرساء نسخة جديدة من نظام القذافي، وأنها تعتبر أن الجنرال حفتر يرغب في الاستمرار بنسخة جديدة من "الفكر القذافي"، وأن هذه الحركة ستكون بمثابة انتقام من جميع الحركات الثورية العربية.

 

دور فرنسا

ويرى الكاتب أن توقيع الحكومة الليبية اتفاقية ترسيم الحدود البحرية مع تركيا يعد حركة رفض للتحركات الدولية التي تساند حفتر، وهو ما دعاها إلى توقيع اتفاقية التعاون العسكري إلى جانب اتفاقية ترسيم الحدود. وفي حين كانت الأمم المتحدة تتخذ موقف المحايد من هذه الاتفاقية، هاجمت كل من مصر واليونان بشدة الاتفاقية، أما الاتحاد الأوروبي فلم يُبد ترحيبا بها.

 

ويقول إن ردة فعل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لم تكن أقل حدة، حيث يعتبر أن سكوت حلف شمالي الأطلسي عن التدخل التركي في الأزمة السورية وإعادة سيطرة تركيا على عدة مناطق كانت بحوزة حزب العمال الكردستاني؛ دليل على "الفشل الفكري" الذي يسيطر على الحلف، مضيفا أن ماكرون لم يتطرق إلى ملف البحر المتوسط مباشرة، وإنما اختار اللعب بورقة القضية السورية.

 

دور أميركا

ويشير الكاتب إلى أن موقف الولايات المتحدة من الشأن الليبي بقي منحصرا بما ورد في اللقاء الذي جمع وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو ونظيره الروسي سيرغي لافروف، وذلك فضلا عن الموقف الرمزي المتمثل في إدراج اسم محمد الورفلي (أحد ضباط اللواء حفتر الملاحق من المحكمة الدولية بدعوى جرائم الحرب) على قوائم الحظر الخاصة بوزارة الخزينة الأميركية.

 

ويستدرك الكاتب بأن مثل هذه التحركات ليست سوى محاولات تضليل، إذ إنه في الآن ذاته لا يزال الجنرال حفتر مستمرا في قصف المواقع التي تتواجد فيها حكومة الوفاق الوطني، رغم التحذيرات الدولية والملاحقة القانونية الدولية له.

 

ويقول إن موقف كل من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ليس جديدا، إذ إن الاتصال الهاتفي الذي أجراه الرئيس الأميركي دونالد ترامب مع حفتر بعد هجومه على حكومة الوفاق ما هو إلى ضوء أخضر أميركي للشروع بالهجوم.

 

ويرى الكاتب أن الرئيس الأميركي الذي التقى وتواصل مع زعماء حزب العمال الكردستاني تحت مسمى مظلومي عين العرب (كوباني) يمكنه التواصل مع أي طرف آخر في هذا السياق.

 

الوطن الأزرق

ويضيف الكاتب أن دعم فرنسا لحفتر ومساعيه للسيطرة على طرابلس جعل منها أهم اللاعبين الداعمين لفرض حفتر سيطرته على الساحة الليبية، وأن التدخل الروسي والمصري والإماراتي المساند لحفتر من شأنه أن يدعم المساعي الأميركية والأوروبية ويدفعها لطرح مشاريع لقاءات مرتقبة مثل مؤتمر برلين المزمع عقده خلال الشهر القادم، مضيفا أنهم يسعون إلى إظهار حفتر على الساحة الدولية وفي قاعات الأمم المتحدة على أنه "القذافي العظيم الذي أعاد الظفر بالسلطة".

 

ويشير الكاتب إلى موسكو وعودة المنتصر، ويقول إنه في خضم هذه الانعكاسات والانكسارات، فإنه يُلاحَظ أن تركيا وروسيا تتواجدان في جبهتين متعارضتين؛ إذ إن تركيا تدعم حكومة السراج، ووقعت معها اتفاقية بشأن ترسيم الحدود، خاصة أن الجانب التركي يعتبر أن مدن مرمريس وفتحية وقاش التركية، جارات لمدن درنة وطبرق وبردية" الليبية.

 

ويختتم بتعبير لوزير الدفاع التركي خلوصي أكار، الذي يقول إن "الوطن الأزرق" الذي يمتد على مسافة 462 كيلومترا قد اتسع، ويقول الكاتب إن المصالح التركية في ليبيا تظل متعلقة بالبحر المتوسط وقبرص في نهاية المطاف.


التعليقات