سحر الفيفي للجزيرة نت: نساء السعودية لا تهمهن قيادة السيارة بل إطعام أطفالهن الجوعى
- الجزيرة نت الثلاثاء, 25 فبراير, 2020 - 09:12 صباحاً
سحر الفيفي للجزيرة نت: نساء السعودية لا تهمهن قيادة السيارة بل إطعام أطفالهن الجوعى

قبل أيام قليلة حصلت المعارضة السعودية سحر الفيفي التي تُقيم في مدينة ويلز، على جائزة "المرأة البريطانية المسلمة" لعام 2020، وفي هذا الحوار الخاص مع الجزيرة نت تكشف لنا تفاصيل حصولها على هذه الجائزة ورؤيتها للوضع الحقوقي للمرأة السعودية، وكيف أن الشباب السعودي سيصل قريبا إلى مرحلة الاكتفاء من الترفيه المبالغ فيه، على حد تعبيرها.

 

ما الذي يعنيه لكِ الفوز بجائزة "المرأة البريطانية المسلمة" هذا العام؟

 

كانت مفاجأة جميلة كما كان توقيتها أجمل، إذ تعرضت المسلماتُ في الفترة الأخيرة لهجمات تشويه شرسة من قبل اليمين المتطرف في بريطانيا، كما اتهمتُ بمعاداة السامية بسبب مساندتي لحقوق الفلسطينيين ولحملة الـ "بي دي أس" (BDS) التي تدعو لمقاطعة دولة إسرائيل.

 

لذلك فإن هذه الجائزة تشجعني على الاستمرار وعدم الاستسلام لمثل تلك الهجمات.

 

هل تعتقدين أن لفوزك علاقة بمعارضتك للنظام السعودي وانتقاداتك له؟

 

نشاطي الحقوقي في السعودية يشكل جزءا بسيطا من نشاطاتي الأخرى وليس معروفا في بريطانيا، كما هو معروف في بقية البلدان العربية.

 

لذلك فإن هذه الجائزة جاءت أساسا بسبب نشاطاتي في بريطانيا، من قيادة حملات لتمكين المرأة وللترحيب باللاجئين ومكافحة الإسلاموفوبيا.

 

كما أن هذه الجائزة جاءت لتتويج عملي في الإعلام البريطاني كمدافعة عن حقوق الجالية المسلمة خاصة النساء في المملكة المتحدة اللواتي يتعرضن لكثير من التهديد.

 

كيف ترين وضع المرأة السعودية في ظل العهد الجديد لمحمد بن سلمان؟

 

مضحكٌ ومبكٍ في الوقت نفسه، ففي عهد بن سلمان اختُصرت كل حقوق المرأة في قيادتها للسيارة وهي بالمناسبة من مطالب النساء اللواتي يُحسبن على الطبقة المخملية.

 

وكثيرات هن النساء في السعودية اللواتي لا يملكن لقمة العيش ناهيك عن امتلاك سيارة، ولا يهمهن قيادة سيارة بل إطعام أفواه الجوعى من أطفالهن.

 

ومع ذلك فإن السماح بقيادة المرأة السعودية للسيارة إنجاز كبير ولكنه لا يُحسب لبن سلمان، بل يعد إنجازا عظيما للنساء اللواتي طالبن بذلك كلجين الهذلول وإيمان النجفان وهما الآن، للمفارقة، تقبعان في السجن.

 

بالإضافة إلى ذلك، لن يتم الإصلاح الحقيقي للنساء في السعودية إلا إذا أصبح هناك تمثيل شرعي وحقيقي لهن في مجالس منتخبة، حينها سيكون للأرملة ضمان اجتماعي كاف، ولليتيمة ملجأ يضمن كرامتها وسترد الحقوق للمعنفة وستجتمع المطلقة بأطفالها وستنال الموظفة أجرها.

 

هل هناك من مضايقات تعانين منها حاليا بسبب معارضتك للنظام السعودي؟

 

لم أتعرض إلى مضايقات مباشرة من النظام السعودي، بل فقط من الذباب الإلكتروني الذي لا أكترث له أصلاً ولا أقرأ له أو أتابعه، ولكن أتساءل أحياناً ما إذا زادت حدة مطالباتي ونشاطاتي، هل سأضايق مباشرة؟! أتمنى ألا يكون الأمر كذلك.

 

لأن أي مضايقات مباشرة لي ستعد مضايقات لقبيلتي التي تحرس الآن الحدود السعودية اليمنية.

 

هل يمكن اعتبارك وجها للمعارضة السعودية النسوية في الخارج؟!

 

لا أفضل وصف وجه أو رمز للمعارضة ولا أريد أن أكون كذلك.

 

ولكن ما أراه هو أن تحقيق العدل في بلادنا والسعي من أجل الحقوق المدنية والسياسية هو واجب شرعي وإنساني، وما نريد تحقيقه هو حركة مدنية وسياسية يشارك فيها الجميع من أجل الجميع لا أكثر ولا أقل.

 

ما الحل إذن لتوحيد صفوف المعارضة السعودية بالخارج وجعل تحركاتها أكثر فعالية؟

 

الوحدة ليست هدفا، لكن العمل المشترك هو الهدف، ولا يمكن تحقيق ذلك إلا عندما تكون المعارضة وطنية، ومهنية وموضوعية دون أجندات فردية، لأن ذلك هو السبيل الوحيد لتحقيق مصلحة البلاد والعباد، بل والدول الخارجية والسلم العالمي، حتى لا تتكرر مصيبتنا في جمال خاشقجي التي وضعت العالم كله في حرج أخلاقي نتيجة لسفاهة السلطة.

 

السلطة الآن هي بمثابة الصخرة الصماء والعقبة الكأداء، وعلى كل النشطاء داخل السعودية وخارجها أن يوحدوا جهودهم من أجل عمل مشترك باتجاه واحد لإزاحة هذه الصخرة عن صدر شعبنا المكلوم عن طريق إنشاء آليات لمؤسسات المجتمع المدني.

 

ما استشرافاتك وتوقعاتك للوضع الحقوقي داخل السعودية؟

 

يملؤني الأمل حقيقة، خاصة في الشباب. فلقد أصبح هناك وعي كبير بين الشباب الذي سيصل قريبا إلى مرحلة الاكتفاء من هذا الترفيه المبالغ فيه، وبعدها سيتساءل عن مستقبله وعن حقوقه. فلا يمكن تخدير الشباب للأبد ولو صرفت كل هذه المليارات.

 

سيسأل الشباب، أليس من الأفضل أن تصرف هذه المليارات على التعليم وعلى إنشاء مصانع ومعامل طبية ومراكز أبحاث عالمية؟.. الترفيه، ثم ما بعد؟!

 

هل تعتقدين أن للنقاب مكانا مستقبليا في بريطانيا خصوصا مع الفوز الكاسح الذي حققه المحافظون في الانتخابات الأخيرة؟

 

قد لا يكون للنقاب مكان مستقبلي في أروقة السياسة البريطانية، وأجزم أن الحديث عن النقاب والمطالبة بمنعه من قبل السياسيين خاصة من حزب المحافظين سيكون حديث الساعة كما اعتدنا، وذلك لأن النقاب هو أسهل ما يمكن الهجوم عليه.

 

ومنع النقاب سيفتح بابا لن يغلق بسهولة لمنع حقوق الأقليات كحق الذبح الحلال والمساواة في المواطنة والمشاركة السياسية، لكن سيكون له مكان في كل المجالات الأخرى ولطالما جاهدنا من أجله كحق ديني ومن شأن حفظه أن يحفظ حقوق الأقليات الدينية الأخرى.

 

هل تعتقدين أن هناك فرصا في بريطانيا تسمح للمرأة المسلمة بالظهور على مسرحها السياسي؟

 

المرأة المسلمة في بريطانيا تواجه تحديات جمة، منها صعوبة القبول في بعض الوظائف خاصة إذا كانت محجبة وطبعا إذا كانت منتقبة، وأيضا صعوبات في مواجهة العنصرية المبطنة وغير العلنية التي تمنع المسلمة من صعود سلم الوظائف على الرغم من كفاءتها وجدارتها.

 

لذا فإن كثيرا من الحملات التي أقودها تركز على وضع أنظمة وقوانين تمنع حدوث ذلك وتشجع الشركات في القطاعين العام والخاص على تقدير كفاءات وقدرات النساء وإمكانياتهن عامةً والمرأة المسلمة خاصة.

 

كيف تعتبر سحر نفسها جزءا من حملة سعيدة وارسي لمناهضة الإسلاموفوبيا وهي تعرف الخطوط الرئيسية للحزب المعروف بميله لليمين؟

 

أنا أحترم البارونة، سعيدة وارسي كثيرا، فهي قد جاهدت وقاومت سياسة حزبها، حزب المحافظين من الداخل. إذ هي نفسها كانت عرضة لكثير من العنصرية والإقصاء من بعض أعضاء حزبها، بل حتى حزبها تجرأ وتجسس عليها وعلى هاتفها.

 

لكنها ما زالت تندد وتطالب بالتغيير الجذري للسياسات العنصرية لحزبها، لذا أحترمها جدا، وأدعمها على الرغم من اختلاف الأحزاب التي ننتمي إليها. فالهم مشترك والألم أصاب الجميع.

 

هل تعتقدين أن هناك إسلاموفوبيا في بريطانيا ومن المسؤول عنها؟

 

طبعا دون شك.

 

المسؤول الأول هم الساسة الذين يسعون للصعود السياسي على حساب الأقليات ومن أجل مصالحهم الشخصية.

 

والإعلام أيضا يلعب دورا كبيرا وخاصة الصحف، إذ إنها تُفلت من المحاسبة في كل مرة بسبب ضعف القوانين الحالية التي تسمح بالعنصرية ضد الأشخاص والمجموعات.

 

وللأسف الشديد هناك دول عربية -كالإمارات والسعودية- التي دعمت بعض السياسيين من المحافظين الجدد لقمع أي نشاط إسلامي تحت مسمى مواجهة الإخوان المسلمين.

 

ورغم أنه ليست كل الجالية الإسلامية في بريطانيا ولا مؤسساتها من الإخوان، فإن إلقاء التهم أصبح حصرا بالانتماء للإخوان، كما أن التطرف سياسة تطبق على الجميع دون تمييز.

 

ولقد رأينا ذلك في التقرير السيئ السمعة لسفير بريطانيا في السعودية جون جنكنز، الذي دعا إلى كبح عمل ونشاطات الجالية الإسلامية بتهمة الانتماء للإخوان.

 

وهذا أثر كثيرا على تمتع المسلمين البريطانيين بحقوقهم من امتلاك حسابات بنكية إلى ممارسة الصلاة في بعض الجامعات.


التعليقات