حرب ورئاسة وثورة.. مبارك من السماء إلى الأرض
- الجزيرة نت الاربعاء, 26 فبراير, 2020 - 10:44 صباحاً
حرب ورئاسة وثورة.. مبارك من السماء إلى الأرض

بعد أيام من الحديث عن تدهور صحته، أعلن التلفزيون المصري ظهر اليوم الثلاثاء وفاة الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك عن عمر ناهز 92 عاما.

 

وكان مبارك دخل مستشفى الجلاء صباح الثلاثاء 21 يناير/كانون الثاني الماضي، وبعد فحوصات طبية أجرى يوم الجمعة 24 يناير/كانون الثاني عملية استئصال ورم في المعدة، وانتقل بعدها إلى غرفة العناية المركزة.

 

وبوفاة مبارك، يسدل الستار على أطول رؤساء الجمهورية المصرية حكما، وأول رئيس تتم الإطاحة به عقب ثورة شعبية.

 

وهذه أبرز محطات مبارك منذ أن كان محلقا في السماء طيارا حربيا حتى وفاته:

 

ولد في 4 مايو/أيار 1928 بقرية كفر المصيلحة في محافظة المنوفية (شمال القاهرة).

 

تخرج في الكلية الحربية عام 1948، ثم حصل على بكالوريوس العلوم الجوية عام 1950 من الكلية الجوية.

 

تدرج في سلم القيادة العسكرية؛ فعين عام 1964 قائدا لإحدى القواعد الجوية غرب القاهرة.

 

تلقى دراسات عليا بأكاديمية "فرونزا" العسكرية في الاتحاد السوفياتي السابق.

 

أثناء نكسة 1967 أمام إسرائيل كان مبارك قائدا لقاعدة بني سويف الجوية. وبعد الحرب، وفي إطار إعادة هيكلة الجيش المصري؛ عينه الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر مديرا للكلية الجوية في نوفمبر/تشرين الثاني 1967.

 

في 22 يونيو/حزيران 1969 رُقي إلى رتبة عميد، ليشغل منصب رئيس أركان حرب القوات الجوية.

 

وكانت الترقية العسكرية الأهم لمبارك في أبريل/نيسان 1972 حين عُين قائدا للقوات الجوية.

 

اشترك مبارك في التخطيط لحرب أكتوبر/تشرين الأول 1973، وكان للقوات الجوية دور بارز في عبور قناة السويس وانتصار الجيش المصري، وهي الذكرى الأهم التي يحتفظ بها المصريون لمبارك، بوصفه من أبطال حرب أكتوبر.

 

في 15 أبريل/نيسان 1975، اختاره الرئيس الراحل محمد أنور السادات نائبا لرئيس الجمهورية، ثم اختاره عام 1978 نائبا لرئيس الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم.

 

 وفي 14 أكتوبر/تشرين الأول 1981 تولى محمد حسني مبارك رئاسة جمهورية مصر العربية، خلفا للسادات الذي تم اغتياله في احتفالات ذكرى نصر أكتوبر من العام نفسه، وكان مبارك بجواره وتعرض لإصابة طفيفة.

 

 وفي 26 يناير/كانون الثاني 1982 انتخب رئيسا للحزب الوطني الديمقراطي، الذي هيمن على الحياة السياسية والحزبية في مصر على مدى العقود الثلاثة التي حكم فيها مبارك.

 

بدأ مبارك رئاسته بالإفراج عن المعتقلين السياسيين، وفتح صفحة جديدة مع المعارضة، وتناقل المصريون جملته الشهيرة "الكفن ليس له جيوب"؛ في إشارة إلى زهده في المنصب.

 

لكن مبارك استمر في الحكم ثلاثين عاما، عبر استفتاءات شعبية بوصفه مرشحا وحيدا أعوام 1987، و1993، و1999، وذلك وفقا للدستور الذي كان يمنح الرئيس فترة رئاسة مدتها ست سنوات، كما يسمح له بالترشح دون حد أقصى من المرات، وذلك وفق تعديل دستوري أجراه السادات، ثم لقي مصرعه ولم يستفد منه.

 

في عام 2005 أقدم مبارك على تعديل دستوري جعل انتخاب الرئيس بالاقتراع السري المباشر، وفتح باب الترشح لقيادات الأحزاب، وأعيد انتخابه بنسبة كبيرة من أصوات الناخبين، في حين طعنت المعارضة بالتزوير واستخدام مؤسسات الدولة في حملة مبارك، فضلا عن عدم تساوي فرص المرشحين في الدعاية.

 

تحت الضغوط الدولية سمح مبارك بهامش كبير من الحرية في الانتخابات البرلمانية نهاية عام 2005، التي أفرزت في مرحلتها الأولى دخول 88 عضوا من جماعة الإخوان إلى البرلمان، بالإضافة إلى أعداد أخرى من الأحزاب المعارضة، لكن في المرحلتين الثانية والثالثة عادت العملية الانتخابية إلى سابق عهدها في التزوير خوفا من فوز المعارضة.

 

تصاعدت الاحتجاجات الشعبية ضد سياسة مبارك الاجتماعية والاقتصادية، التي بلغت ذروتها عام 2008، عندما خرجت مظاهرات حاشدة في مدينة المحلة الكبرى الصناعية منددة بمبارك، ولتشهد تلك المظاهرات إسقاط صورة الرئيس المصري.

 

عام 2009 توفي حفيده محمد علاء، وهي الوفاة التي يرى البعض أنها كانت الضربة الأشد على مبارك، حيث يرون أنه ترك تفاصيل الحكم لزوجته سوزان مبارك ونجله جمال، الذي قالت المعارضة إنه كان يستعد لوراثة حكم مصر.

 

عام 2010 شهدت مصر أسوأ انتخابات برلمانية، حيث لم تسمح الأجهزة الأمنية بدخول أي معارض للبرلمان، وذلك بتعليمات من لجنة السياسات في الحزب الوطني، وهي اللجنة التي كانت تمهد "للتوريث".

 

كان مصطلح "التوريث" القشة التي أنهت نظام مبارك، حيث توحدت المعارضة ضد مبارك وطالبت برحيله.

 

وفي 25 يناير/كانون الثاني 2011 خرجت الشرارة الأولى للثورة التي أطاحت بمبارك بعد 18 يوما، ليعلن تخليه عن رئاسة الجمهورية في 11 فبراير/شباط 2011.

 

تحت ضغوط المتظاهرين دخل مبارك السجن لأول مرة في أبريل/نيسان 2011، حيث وُجهت العديد من التهم لمبارك ورموز نظامه، ومن بينها الفساد والاشتراك في قتل متظاهرين إبان الثورة. لكن تمت تبرئته من أغلب القضايا، في حين أدين في قضية فساد مالي صغيرة اشتهرت إعلاميا باسم "القصور الرئاسية"، ومعه نجلاه علاء وجمال، وعوقبوا بالسجن ثلاث سنوات احتسبت من مدة الحبس الاحتياطي لكل منهم.

 

لزم مبارك بيته بعد الإفراج عنه، ودخل المستشفى مرات عدة، قبل الإعلان عن وفاته اليوم 25 فبراير/شباط 2020.


- فيديو :


التعليقات