استهجان عربي شعبي واسع لزيارة وفد إسرائيلي للإمارات
- الأناضول الاربعاء, 02 سبتمبر, 2020 - 09:46 صباحاً
استهجان عربي شعبي واسع لزيارة وفد إسرائيلي للإمارات

استهجنت هيئات ومؤسسات وأحزاب وشخصيات عربية وإسلامية، زيارة الوفد الأمريكي الإسرائيلي المشترك إلى الإمارات، والتي تأتي في إطار ترسيخ تطبيع أبوظبي وإسرائيل.

 

واعتبر هؤلاء في أحاديث منفصلة مع الأناضول، أن تلك الزيارة التي تعد الأولى من نوعها، بمثابة "تمزيق للموقف العربي"، كما ستعمل على إضعاف القضية الفلسطينية.

 

وهبطت أول طائرة إسرائيلية علنيا، الإثنين، في مطار العاصمة الإماراتية أبوظبي، عقب نحو 3 أسابيع على إقامة علاقات رسمية بين البلدين، وعلى متنها وفد أمريكي إسرائيلي مشترك، عقد لقاءات مع مسؤولين إماراتيين بارزين.

 

واعتبر الأمين العام لحزب جبهة العمل الإسلامي الأردني (الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين) مراد العضايلة، أن تلك الزيارة "تمزيق للعرب؛ لإضعاف القضية الفلسطينية".

 

وقال: "أعتقد أن كل عمليات التطبيع تخدم المشروع الصهيوني، ولا تقدم للقضية الفلسطينية أي مردود، وهي خيانة وطعنة لها".

 

وبيّن أن "ما يجري هو استفراد بالدول العربية واحدة تلو الأخرى، حتى يتسيد الكيان الإسرائيلي المشهد كقوة إقليمية في المنطقة العربية".

 

من جانبه، قال رئيس لجنة فلسطين في مجلس النواب الأردني (الغرفة الأولى للبرلمان) يحيى السعود، إن "التطبيع مع إسرائيل لن يغير من صورة الاحتلال".

 

وتابع معلقا على الزيارة: "الاتفاقات العربية مع إسرائيل مرفوضة لدى الشعوب، ولن تغير من ثوابتهم تجاه القضية الفلسطينية".

 

ومن السودان، علق أمين العلاقات الخارجية بحزب المؤتمر الشعبي محمد بدر الدين، على الزيارة قائلا: "موقفنا مبدئي من القضية الفلسطينية، ومنحازون إلى القضية، وحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته عاصمتها القدس".

 

وأضاف: "إسرائيل تماطل، ولا تريد الوصول إلى حلول بشأن القضية الفلسطينية".

 

من جانبه، قال رئيس هيئة علماء السودان البرفيسور محمد عثمان صالح: "ندين ونستنكر تبادل الزيارات مع الكيان الصهيوني، ونحذر دولتنا في السودان أن تمضي على هذا الطريق".

 

بدوره، قال القيادي بحزب "البعث السوداني" محمد وداعة: "ما نخشاه أن تمارس الإمارات ضغوطا على السودان بهدف التطبيع، خاصة أن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، في زيارته الأخيرة إلى الخرطوم، وعد برفع العقوبات بشرط التطبيع مع إسرائيل".

 

ومن فلسطين، قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية واصل أبو يوسف، إن هبوط طائرة إسرائيلية في دولة الإمارات، بمثابة "طعنة للقضية الفلسطينية".

 

ورأى أبو يوسف، أن التطبيع مع إسرائيل دون حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه الكاملة، "لن يجلب السلام للمنطقة".

 

وأضاف: "من المؤسف أن تهبط طائرة إسرائيلية في بلد عربي، وهي إمعان في تطبيق اتفاق التطبيع".

 

من جهتها، قالت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير حنان عشراوي، في تصريح صحفي، إن طائرة "إل-عال"، الإسرائيلية التي أقلت الوفدين الأمريكي والإسرائيلي، وتحمل اسم مدينة "كريات غات"، المقامة على أنقاض قريتي عراق المنشية والفالوجة الفلسطينيتين المهجرتين، لن تجلب السلام للمنطقة.

 

وأضافت: "هذه الرحلة التي تمت بواسطة طائرة تجارية نتيجة الإصرار الأمريكي على فتح باب استباحة الأجواء العربية للطيران الإسرائيلي، وترسيخا للعلاقات الاقتصادية الشاملة والمتعددة مع الإمارات".

 

وفي تونس، نفذ عدد من ممثلي الجمعيات، المناهضة للتطبيع، والأحزاب، الثلاثاء، أمام البرلمان وقفة احتجاجية للمطالبة بسن قانون في الدستور يجرّم المطبعين.

 

وفي هذا السياق، أعرب رئيس جمعية "دعم المقاومة ومناهضة التطبيع والصهيونية" أحمد الكحلاوي، عن رفضه وتنديده لكل أشكال التطبيع، مؤكدا المساندة المطلقة وغير المشروطة للقضية الفلسطينية من قبل الشعب التونسي.

 

وتابع: "متضامنون دون تردد مع كل قضايا التحرير في العالم، والقضية الفلسطينية شأن يهم التونسيين وموقفهم راسخ لا يتغير بشأنه، نندد بشدة بما تأتيه دولة الإمارات، ولن نخنع للعدو ولن نتخلى عن فلسطين وحقها".

 

فيما رأى رئيس جمعية أنصار فلسطين (تونسية مستقلة) مراد اليعقوبي، أن "استقبال الإمارات للوفد الأمريكي ووفد الكيان المحتل، هو تتويج لمسار كان واضحا منذ سنوات، لأن الكيان ليس أكثر من خيمة رأس جسر للصهاينة، فهو ليس دولة ولا تنطبق عليه مقومات الدولة".

 

وأضاف اليعقوبي: "التطبيع يكون من قبل دولة، ودولة الإمارات حاكمها مراهق سياسيا، ما يهم المحتل الآن فقط هو الدفاع عن موقعه باتخاذ أنظمة سياسية بعينها حليفا غير تلك التي نشطت في الثورات العربية من تيارات ثورية".

 

وتابع: "عملية استقبال العدو ليست حدثا مزلزلا، لأن العدو يعي بأن القضية هي قضية شعب ومشاعر عميقة، وما أتته حكومة الإمارات غالبا لا يعكس المشاعر العميقة لدى شعبها".

 

من جهته، اعتبر نائب رئيس جمعية أنصار فلسطين بشير خذر، أن استقبال الإمارات للوفدين المحتل والأمريكي هو تبعة من تبعات صفقة القرن، وهي خطوة ستليها غيرها بتحالف العدو مع دول عربية أخرى مستقبلا.

 

فيما أكد الجامعي والباحث التونسي زهير إسماعيل، أن "ما تم بين الإمارات والكيان الصهيوني تحالف، فالإمارات لم تخض حربا مع الكيان ولم توقع معه اتفاقية سلام، مثلما كان عليه الأمر مع مصر أو مع منظمة التحرير، ولذلك لا معنى للحديث عن تطبيع في ما عرف باتفاق أبراهام".

 

وفي المغرب، وصف رئيس المرصد المغربي لمناهضة التطبيع (غير حكومي) أحمد أويحمان، استقبال الإمارات وفدا إسرائيليا بأنه "خيانة مركبة، لا نتوقع منها إلا الخزي والعار لهذه الدولة".

 

فيما قال المستشار ببلدية العاصمة الرباط هشام الأحرش، عبر صفحته على فيسبوك: "القائم بأمر العرب المقيم العام (كبير مستشاري الرئيس الأمريكي جاريد) كوشنر، يستقبل كلا من الأمير طحنون ورئيس الوفد الإسرائيلي جالسا في الوسط مخالفا لكل الأعراف والتقاليد الدبلوماسية".

 

وأضاف: "هل هو سهو أم إشارة متعمدة إلى كونه القائم بأمر العرب؟! في إشارة تحمل دلالات المهانة والإذلال".

 

وأوضح أنه "في الأعراف الدبلوماسية صاحب الأرض هو من يجلس في الوسط، إذا كان عدد الأشخاص الذين يستقبلهم اثنين، ويجلس على اليسار والضيف على اليمين إذا كان عدد من يستقبل شخصا واحدا".

 

بدورها، أعربت عدة جمعيات مغربية غير حكومية، عن رفضها للزيارة المرتقبة لكوشنير إلى الرباط.

 

وقال رئيس مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين (غير حكومية) عبد القادر العلمي، عبر صفحته على فيسبوك، إن "وفدين يمثلان الهيئة التي يترأسها والجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني (غير حكومية) أعربا لرئيس الحكومة سعد الدين العثماني، خلال لقاء معه، الخميس الماضي، عن رفضهما لزيارة كوشنر إلى المغرب الذي لن يطبع ولن يتخلى عن حقوق الشعب الفلسطيني وعن فلسطين وعاصمتها القدس".

 

وعقد الوفد لقاء ثلاثيا إسرائيليا ـ إماراتيا ـ أمريكيا في أبوظبي، شارك فيه رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي مئير بن شبات، وكوشنر، ومستشار الأمن القومي الإماراتي طحنون بن زايد.

 

كما ضم الوفد الأمريكي إلى جانب كوشنر، "مستشار الأمن القومي روبرت أوبراين، وكبير مستشاري مجلس الأمن القومي لشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا روب غرينواي، والممثل الأمريكي للمفاوضات الدولية آفي بيركوفيتس، والممثل الأمريكي لإيران برايان هوك، والرئيس التنفيذي لمؤسسة تمويل التنمية الدولية آدم بوهلر".

 

وفي 13 أغسطس/ آب الجاري، توصلت الإمارات وإسرائيل، إلى اتفاق لتطبيع العلاقات بينهما، قوبل بتنديد فلسطيني واسع، حيث اعتبرته الفصائل والقيادة الفلسطينية، "خيانة" من أبوظبي وطعنة في ظهر الشعب الفلسطيني.

 

وترفض القيادة الفلسطينية أي تطبيع للعلاقات بين إسرائيل والدول العربية، قبل إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأراضي عام 1967.

 

كما تطالب بأن تعتمد أي عملية تطبيع للعلاقات على مبدأ "الأرض مقابل السلام"، المنصوص عليها في المبادرة العربية عام 2002، وليس على قاعدة "السلام مقابل السلام"، التي تنادي بها إسرائيل حاليا.


التعليقات