يشهد أصعب فيضاناته منذ عقود.. تعرّف على تاريخ فيضانات النيل المهلكة
- الجزيرة نت الاربعاء, 09 سبتمبر, 2020 - 09:12 صباحاً
يشهد أصعب فيضاناته منذ عقود.. تعرّف على تاريخ فيضانات النيل المهلكة

فيضان 1887

 

يشهد السودان كارثة طبيعية، منذ أواخر أغسطس/آب 2020؛ نتيجة فيضان نهر النيل بمعدلات غير مسبوقة، دفعت السلطات السودانية لفرض حالة الطوارئ لمدة ثلاثة أشهر، وإعلان السودان منطقة كوارث طبيعية، بعدما لقي ما لا يقل عن 99 شخصاً حتفهم، وغمر الفيضان أكثر من 100 ألف منزل بعد ارتفاع نهر النيل بنحو 17.5 متر، وهو أعلى مستوى وصل إليه منذ حوالي قرن، وفقاً لوزارة الري السودانية.

 

إلا أن فيضان هذا العام لم يكن الأول، رغم أنه يبدو الأصعب، فقد بلغ منسوب مياه النيل لهذا العام حتى الآن مستويات أعلى من فيضان عام 1988، الذي دمّر عشرات الآلاف من المنازل في أجزاء عدة من السودان، وشرّد أكثر من مليون شخص، وأعلى من فيضان عام 1887، الذي جرف الجثث من المنبع حتى المصب، كما أنه أعلى منسوب سُجل للنيل منذ بدء رصد النهر في العام 1902.

 

مسار فيضانات النيل

 

مع بداية شهر أغسطس/آب من كل عام، تبدأ السنة المائية الجديدة بالاستعداد لاستقبال فيضان نهر النيل المقبل من هضبة الحبشة فى إثيوبيا، ليستقرّ أمام السد العالي في بحيرة ناصر، وهو الفيضان الذي يستمر ثلاثة أشهر متصلة، حاملاً ما يقرب من 85% من المياه التي تصل إلى مصر.

 

يغطّي حوض النيل مساحة 3.4 مليون كم²، ويمر مساره بعشر دول إفريقية، يطلق عليها دول حوض النيل، ثم يجتمع النهر في عاصمة السودان "الخرطوم"، ويتكون من فرعين رئيسيين، يقومان بتغذيته وهما: "فرع النيل الأبيض" في شرق القارة، و"فرع النيل الأزرق" في إثيوبيا.

 

 يأتي النيل الأزرق بنسبة (80-85%) من المياه المغذية لنهر النيل، فيما يأتي النيل الأبيض بنسبة 15% تقريباً، وينبع النيل الأزرق من بحيرة تانا، الواقعة في مرتفعات إثيوبيا بشرق القارة الإفريقية.

 

ويمر النيل في السودان على 6 شلالات حتى يصل شلال أسوان في مصر، ويتغير مسار النيل هناك، حيث ينحني في اتجاه (جنوب غرب)، قبل أن يرجع لمساره الأصلي (شمالاً) حتى يصل للبحر المتوسط، ويطلق على هذا الجزء المنحني اسم "الانحناء العظيم للنيل"، بعد عودته لمساره الأصلي، يعبر النيل الحدود السودانية المصرية، ويستمر في مساره داخل مصر بطول 270كم (170 ميلاً)، حتى يصل إلي بحيرة ناصر، خلف السد العالي، ثم إلى أقصى الشمال المصري، ويتفرع إلى فرعين: فرع دمياط شرقاً، وفرع رشيد غرباً، ويحصران فيما بينهما دلتا النيل، يصب النيل في النهاية عبر هذين الفرعين في البحر المتوسط، منهياً مساره الطويل من أواسط شرق إفريقيا حتى شمالها.

 

فيضانات النيل 1988

 

تجاوزت مناسيب نهر النيل في السودان الـ13.1 متر لذاك العام.

 

وقتل عشرات الأشخاص، وفقد نحو مليوني شخص منازلهم بعد الفيضان الذي تجاوز فيضان خريف عام 1919 الشهير، والذي خلّف خسائر ودماراً على طول مجاري الأنهار، خاصة في العاصمة السودانية الخرطوم، ومدن كسلا وعطبرة وواد مدني والحصاحيصا، وغيرها من المدن والجزر على نهر النيل.

 

ويقول أحد السودانيين عن فيضان عام 1988 "لا أنسى ذلك اليوم أبداً وأنا بعمر الثانية عشرة.

 

كان الخريف عادياً، أمطار خفيفة للغاية تكاد تنعدم، وشعور بالجفاف، ودرجة رطوبة عالية، ودرجة الحرارة تكاد تصل إلى 50، في اليوم الأربعاء الموافق 3 أغسطس (آب) 1988، ثم أتت سخونة غير عادية، مع ظهور برق من الجهة الجنوبية الغربية، سرعان ما تلاشى.

 

وأتى اليوم الموعود، يوم 4 أغسطس (آب) سنة 1988 كأنه يوم عادي لم يخطر ببال أحد، ولا حتى هيئة الأرصاد، أبسط كلمه يمكن أن تقال العالم غرق. لا تعرف الرصيف ولا الطريق من الماء، لم يتوقف المطر للحظة، حتى صبيحة يوم الجمعة، لم ينم أحد تلك الليلة نهائياً، بعد أن توقفت حصل ما حصل من دمار وكارثة".

 

فيضان 1887

 

مرّ على حدوثه ما يقرب من 130 عاماً، لكن آثاره لا تزال في الذاكرة، حيث حمل النهر الجثث من السودان والصعيد حتى المصبّ عبر محافظات مصر، كما يوضح أرشيف الصحف الصادرة في نهايات القرن التاسع عشر، والتي نشرتها "بوابة الأهرام"، وتحدثت عن قوة الفيضان، أن حركة القطارات، وخاصة القطارات الليلية توقفت تماماً بين المحافظات، بسبب طغيان النيل على السكك الحديدية.

 

وبلغ إيراد مصر من المياه في هذا الفيضان نحو 150 مليار متر مكعب من الهضبة الإثيوبية، وهو أعلى من حصة اتفاقية تقسيم نهر النيل.

 


التعليقات