التحقيقات ما تزال جارية.. الأردن يحبط "مخططا" لزعزعة استقراره ويتهم الأمير حمزة وآخرين بالتورط فيه
- الجزيرة نت الإثنين, 05 أبريل, 2021 - 12:03 مساءً
التحقيقات ما تزال جارية.. الأردن يحبط

قالت السلطات الأردنية إن الأجهزة الأمنية رصدت تحركات للأمير حمزة بن الحسين وآخرين كانوا يخططون للمساس بأمن الأردن، مؤكدة أنه تمت السيطرة على الوضع، وأن التحقيقات ما تزال جارية. في حين ذكرت صحيفة أميركية أن دبلوماسيين غربيين وعربا شككوا في اتهامات الحكومة الأردنية وقللوا من شأنها.

 

وفي مؤتمر صحفي أمس الأحد، كشف وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي عن أن عدد الأشخاص الذين تم اعتقالهم يوم السبت يتراوح بين 14 و16 شخصا، مؤكدا أنه لم يتم اعتقال قادة عسكريين.

 

كما أكد الصفدي أنه "تمت السيطرة بالكامل على التحركات التي قادها الأمير حمزة ومحاصرتها"، وأن التحقيقات لا تزال جارية.

 

وأضاف الوزير أن هناك محاولات لزعزعة استقرار الأردن، وأن الأجهزة الأمنية رصدت خلال الفترة الماضية اتصالات للدائرة المقربة من الأمير حمزة مع جهات خارجية، من ضمنها المعارضة الأردنية في الخارج، متهما إياهم بالتخطيط لزعزعة استقرار الأردن.

 

وردا على سؤال للجزيرة، قال الصفدي إن أمن الأردن واستقراره فوق الجميع، وسيتم اتخاذ الإجراءات كافة لحماية البلاد، مؤكدا أن الملك عبد الله الثاني قرر بعد تسلم التقرير الأمني التواصل أولا مع الأمير حمزة قبل اتخاذ خطوات أخرى.

 

وأوضح الصفدي أن رئيس هيئة الأركان المشتركة التقى الأمير حمزة، وطلب منه التوقف عن التحركات التي تستهدف أمن البلاد، وأن الأمير رفض الاستجابة لطلب وقف تلك التحركات، وتعامل معه بسلبية، وفق تعبير الصفدي.

 

وتابع وزير الخارجية الأردني قائلا إن التحقيقات الأولية أفادت بأن الأمير حمزة كان على تنسيق مستمر مع رئيس الديوان الملكي الأسبق باسم عوض الله بشأن خطواته، كما رصدت الأجهزة الأمنية يوم السبت تواصل شخص له ارتباطات خارجية مع زوجة الأمير حمزة، وعرض عليها تأمين طائرة للإجلاء فورا إلى بلد أجنبي.

 

وقال الصفدي أيضا إننا "رصدنا تدخلات واتصالات مع جهات أجنبية بشأن التوقيت الأنسب لبدء خطوات لزعزعة استقرار الأردن"، مضيفا أن هناك جهودا لاحتواء الموقف داخل الأسرة الهاشمية، و"لا أحد فوق القانون".

 

وشدد الوزير على أن السلطات تلتزم بالإجراءات القانونية اللازمة لحماية الأردن، وأن هناك تحقيقات مكثفة استمرت على مدى فترة طويلة، وأن الأجهزة الأمنية أوصت باتخاذ تلك الإجراءات أمس، كما أكد أن السلطات تحركت بعد أن انتقل المشتبه فيهم من التخطيط إلى تحديد وقت التحرك.

 

توتر بالديوان

 

في الأثناء، ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" (The Wall Street Journal) أن دبلوماسيين غربيين وعربا شككوا في اتهامات الحكومة الأردنية، وقللوا من شأن ما قالوا إنها إشاعات حول محاولة الإطاحة بالملك.

 

وأضافت الصحيفة أن هؤلاء الدبلوماسيين أشاروا إلى عدم وجود أدلة على تورط أي شخص من الجيش الأردني في المؤامرة المزعومة.

 

وقال أحدهم للصحيفة إن التوترات كانت متفاقمة في الديوان الملكي منذ فترة، ولا يبدو أن قرار اعتقال الأمير حمزة جاء ردا على أي تهديد وشيك، وإن الاعتقالات قد تكون جزءا من محاولة لخلق تهديد لإبقاء الأردن في دائرة الضوء.

 

كما أن الحكومة الأردنية تعتمد على صورتها كحصن ضد عدم الاستقرار في المنطقة لكسب دعم حلفاء مثل واشنطن والرياض، حسب ما صرح به الدبلوماسي الغربي للصحيفة.

 

وذكرت "وول ستريت جورنال" أن الأمير حمزة تواصل في الآونة الأخيرة مع القبائل الأردنية التي تشكل قاعدة أساسية لدعم النظام الملكي الأردني، وقوبل بهتافات مؤيدة له خلال زيارة لعجلون (شمالي الأردن) في الآونة الأخيرة.

 

النواب والأعيان

 

وفي جلسة مشتركة لمجلسي النواب والأعيان، قال رئيس مجلس النواب عبد المنعم العودات إن البلاد حسمت يوم السبت ما سماها محاولة للمسّ بأمن واستقرار الأردن، داعيا إلى التصدي لمن سماهم أصحاب الأجندات الخارجية.

 

من جهته، اتهم رئيس مجلس الأعيان فيصل الفايز أيادي خارجية باللعب وتهديد استقرار الأردن، مضيفا -في تصريح للجزيرة- أنه لا أحد فوق القانون، وأنه سيتم التصدي لكل من يحاول زعزعة استقرارا البلاد.

 

وفي تصريح للجزيرة عقب الجلسة، قال الفايز إن الأردن "مستهدف، وهناك أيد خارجية تحاول زعزعة استقراره".

 

من جانبه، قال توفيق كريشان نائب رئيس الوزراء الأردني وزير الإدارة المحلية -خلال جلسة مجلس الأمة- إن "الأردن لم يشهد يوما تصفية لمعارضة، ولا إلغاء أو إقصاء لمكون سياسي"، مؤكدا أن "الأردنيين استطاعوا عبور كافة الأزمات التي مر بها وطنهم".

 

في المقابل، قال صالح العرموطي عضو مجلس النواب الأردني ونقيب المحامين الأردنيين السابق إنه لا يوجد في الدستور الأردني تهمة تحت مسمى "زعزعة الأمن والاستقرار". وانتقد في مقابلة مع الجزيرة الطريقة التي تم التعامل بها مع الأمير حمزة بن الحسين.

 

اعتقالات

 

وفي وقت سابق، أعلن رئيس هيئة الأركان المشتركة الأردنية اللواء الركن يوسف أحمد الحنيطي أن التحقيقات الأمنية المشتركة أفضت إلى اعتقال عدد من الشخصيات لدواع أمنية.

 

وأوضح الحنيطي أن التحقيقات مستمرة، وسيتم الكشف عن نتائجها، مؤكدا أن كل الإجراءات التي اتُّخذت تمت في إطار القانون، على حد قوله.

 

في المقابل، نشر الأمير حمزة بن الحسين أمس الأول السبت تسجيلا مصورا، قال فيه إنه محتجز في بيته، وذكر أن رئيس هيئة الأركان المشتركة زاره صباحا وحذره من الخروج، مضيفا أنه تم سحب الحرس الشخصي له ولأبنائه.

 

وردا على بيان هيئة الأركان الأردنية، قال الأمير حمزة إن ما جرى يأتي للتغطية والتشتيت عما وصفه بالتراجع الملموس في البلاد، وقال إنه ليس جزءا من أي مؤامرة.

 

وفي الوقت نفسه، تم اعتقال الشريف حسن بن زيد وباسم عوض الله وآخرين.


التعليقات