توصل 14 فصيلا فلسطينيا في الجزائر، الأربعاء، إلى اتفاق من شأنه إنهاء انقسام دام 15 عامًا وتحقيق الوحدة الوطنية وانتخاب مجلس تشريعي وحكومة وحدة وطنية.
وبعد يومين من المناقشات التي تمت برعاية جزائرية، ستوقع الفصائل الفلسطينية، غدا الخميس، على الاتفاق، في القاعة نفسها التي شهدت إعلان الرئيس الراحل ياسر عرفات قيام دولة فلسطين، في قصر الأمم في منطقة سطاوالي في الضاحية الغربية للعاصمة الجزائرية، في نوفمبر/تشرين الثاني 1988.
وقال ممثل "الجبهة الديمقراطية" لدى الجزائر، وعضو وفدها في محادثات الحوار الفلسطيني تحت رعاية الجزائر وممثلين من قطر وسلطنة عمان، محمد الحمامي، في تصريح للصحافيين، إن الفصائل الفلسطينية توافقت على وثيقة من عشرة بنود تتضمن: "استعادة الوحدة وإعادة بناء النظام الديمقراطي"، و"إعادة انتخاب مجلس وطني لمنظمة التحرير الفلسطينية"، والاتفاق على خطوات "لإعادة انتخاب مجلس تشريعي للسلطة الفلسطينية"، و"تشكيل حكومة وحدة وطنية تلتزم بالقانون الدولي والقرارات التي تدعم حق الشعب الفلسطيني"، على أن يتم تشكيل لجنة متابعة مشتركة برئاسة الجزائر، ومشاركة الجانب الفلسطيني، لتطبيق الاتفاق وتنفيذ بنوده.
ويتضمن إعلان الجزائر الاتفاق على "الشراكة السياسية وتطوير منظمة التحرير على أن تضم الكل الفلسطيني"، و"الاتفاق على الحق في المقاومة بكل أشكال النضال".
وقال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية، في تصريح للصحافيين، عقب الاجتماع، إن "النقاشات جرت في جو إيجابي، وفي ظل عدم التدخل في فرض أي رؤية، ونعتقد أن النتيجة ترتقي إلى سقف التحديات التي تنتظرنا جميعا، ونحن في حماس نتحلى بالمرونة اللازمة لأجل مصالح شعبنا الفلسطيني".
وحضر الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون ووزير الخارجية رمطان لعمامرة وقادة في الأجهزة الأمنية ومسؤولون آخرون، جانبا من مؤتمر الفصائل الفلسطينية، وحثّ تبون الأطراف المشاركة على تجاوز الخلافات وإنهاء الانقسام الفلسطيني.
ويعد مؤتمر الفصائل استكمالا لاجتماعات سابقة عقدها الجانب الجزائري مع قادة الفصائل على انفراد، بين فبراير/شباط ومارس/آذار الماضيين، بحثا عن توافقات تنهي الانقسام الفلسطيني، في إطار مبادرة جزائرية، قبل انعقاد القمة العربية المقررة مطلع نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، وجرى التحضير له بحسب وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة "بشكل دقيق في الجزائر وفي غير الجزائر وبالتنسيق مع عدد من الدول العربية التي انخرطت سابقا في الجهد الرامي إلى دعم المصالحة الفلسطينية".