اختتمت أعمالُ مؤتمر قمة "دول جوار السودان" الذي استضافته القاهرة، لبحث سبل إنهاء الصراع العسكري الدائر في السودان.
وأعرب المشاركون في بيان ختامي عن قلقهم المتزايد إزاء العمليات العسكرية وتدهور الوضع الأمني والإنساني هناك.
وألقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بيان القمة الذي دعا الأطراف المتحاربة إلى وقف التصعيد والالتزام بالوقف الفوري والمستدام لإطلاق النار في سبيل إنهاء الحرب.
وأكد البيان على الاحترام الكامل لسيادة السودان ووحدة أراضيه وعدم التدخل في شؤونه الداخلية.
كما دعا إلى التعامل مع الصراع الحالي باعتباره شأنا داخليا، ما يدعو إلى عدم تدخل أي أطراف خارجية باعتباره عاملا يؤدي إلى إطالة أمد الحرب.
وحذّر من أنه في حال انتشار الفوضى والإرهاب في السودان فإن ذلك سينعكس سلبا على أمن دول الجوار والمنطقة.
وشدّد المجتمعون في القاهرة في بيان القمة على أهمية التعامل مع الأزمة الراهنة وتبعاتها الإنسانية بشكل جاد وشامل.
وأشار البيان الختامي إلى أن استمرار الأزمة سيؤدي إلى زيادة النازحين وتدفق المزيد من الفارين من الصراع إلى دول الجوار.
وأعاد التأكيد على ضرورة تنفيذ المجتمع الدولي والدول المانحة لمسؤولياتهم وتعهداتهم في المؤتمر الإغاثي لدعم السودان.
وطالب بالاتفاق على تسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى السودان عبر أراضي دول الجوار وذلك بالتنسيق مع الوكالات والمنظمات الدولية المعنية، وتسهيل العبور الآمن للمساعدات لإيصالها للمناطق الأكثر احتياجا داخل الأراضي السودانية.
والتقى الرئيس المصري أمس -على هامش القمة- رئيس وزراء إثيوبيا، وبحثا أزمة السودان وقضية سد النهضة.
وكان آبي أحمد قد وصل إلى مصر أمس على رأس وفد بلاده للمشاركة في مؤتمر القمة.
كما وصل رؤساء إريتريا وتشاد وجنوب السودان.
وفي سياق متصل بالصراع في السودان، اتهم مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان يوم الخميس قوات الدعم السريع بقتل 87 شخصا على الأقل بينهم نساء وأطفال، عثر عليهم في مقبرة جماعية غرب دارفور في السودان.
وأكد مكتب الأمم المتحدة، أن لديه معلومات موثوقة عن مقتلهم على أيدي قوات الدعم السريع.
لكن مسؤولين في منظمة "مراسلون بلا حدود" قالوا إن قوات الدعم السريع، ليست طرفا في الصراع في غرب دارفور.
كما نفت قوات الدعم، الاتهامات، وقال المتحدث باسمها محمد المختار لـبي بي سي: "إن قوات الدعم السريع لم تكن طرفا في النزاع المسلح في هذه المدينة، كما أن القتال الذي دار في الجنينة كان قبليا، بين القبائل العربية وقبيلة المساليت".
واتهمت المفوضية السامية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، "قوات الدعم السريع والقبائل العربية المساندة لها"، بدفن عشرات الجثث في مقبرتين جماعيتين خارج مدينة الجنينة.
وقالت إن معظم الجثث تعود لأفراد من قبيلة المساليت، وإنها دفنت تنفيذا "لأوامر مباشرة من قادة وعناصر قوات الدعم السريع".