موجة غضب وانتقادات من زيارة وزير الخارجية المصري إلى إسرائيل
- وكالات الاربعاء, 13 يوليو, 2016 - 01:31 صباحاً
موجة غضب وانتقادات من زيارة وزير الخارجية المصري إلى إسرائيل

[ وزير الخارجية المصري سامح شكري، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ]

التقى وزير الخارجية المصري سامح شكري، أمس الأحد، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في أول زيارة لوزير خارجية مصري منذ 9 سنوات، في مسعى لتحريك مفاوضات السلام مع الفلسطينيين، وهي الزيارة التي خلقت موجة من الغضب.
 
وهذه أول زيارة يقوم بها وزير خارجية مصري للدولة العبرية منذ عام 2007، وتأتي بينما تجري محادثات حول إمكان إحياء مبادرة السلام العربية.
 
 
بيان الخارجية المصرية
 
واعتبر المتحدث باسم الخارجية المصرية، المستشار أحمد أبو زيد، في بيان له أمس، أن الزيارة ستركز على "القضية الفلسطينية وكيفية تفعيل مقررات الشرعية الدولية والاتفاقيات والتفاهمات التي سبق أن توصل إليها طرفا النزاع، ووضع أسس ومحددات لتعزيز بناء الثقة بين الفلسطينيين والإسرائيليين".
 
وشدد أبو زيد في البيان على أن "زيارة شكري لإسرائيل تأتي في توقيت مهم، بعد الدعوة التي أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي للجانبين الفلسطيني والإسرائيلي بأهمية التوصل إلى حل شامل وعادل للقضية الفلسطينية يحقق حلم إنشاء الدولة الفلسطينية المستقلة، والسلام والأمن لإسرائيل".
 
 
موجة من الغضب
 
تسببت تلك الزيارة في خلق موجة من الغضب من النظام المصري ووزير خارجيته سامح شكري، نتيجة الرفض التام للكيان الصهيوني.
 
فقال الناشط اليساري المصري، كمال خليل، باستنكار إنه يبدو أن السيسي وبعد زيارة وزير الخارجية سامح شكري للعدو الصهيوني يجهز للإعلان عن مشروع اتحاد كونفدرالي بين مصر والكيان الصهيوني.
 
وكتب الناشط السياسي عمرو عبد الهادي، عبر حسابه بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "التقارب التركي الإسرائيلي جعل السيسي يعجل من خطواته ويتجه إلى إسرائيل في زيارة رسمية حتى لا يفقد دوره الإقليمي في ملف السلام، وأعلن أنا المواطن عمرو عبد الهادي أن العلم المصري الذي لامس علم إسرائيل يجب تغييره بعلم الملكية الذي حارب إسرائيل".
 
وعلق الكاتب محمد سيف الدولة، الباحث في الشأن القومي العربي قائلا: "لا وجه للدهشة من زيارة سامح شكري المريبة والنادرة لإسرائيل، فكل شيء وارد حين تكون التحالفات إستراتيجية والعلاقات دافئة، بما فيها دعوة نتنياهو لزيارة مصر".
 
 
جدل مواقع التواصل
 
كما انقسم الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، ما بين معارض لفكرة زيارة وزير الخارجية إلى تل أبيب بشكل عام، لكن آخرين لفت نظرهم شي مختلف وهو التمثال الذي ظهر بجوار سامح شكري أثناء المؤتمر الصحفي.
 
الصورة التي التقطت لوزير الخارجية من الزاوية اليمنى تظهر وقوفه بجانب تمثال يرجح أنه لمؤسس الصهيونية تيودور هرتزل، وهو صحفي وكاتب مسرحي يهودي نمساوي وهو مؤسس للصهيونية المعاصرة ولد في بودابست وتوفي في النمسا.
 
وأثارت هذه الصورة جدلا كبيرا ورفضا من قبل رواد مواقع التواصل الاجتماعي، وردد البعض منهم مقولة عنصرية، واعتبر آخرين التقاط مثل هذه الصورة استفزاز لعواطف العرب.
 
نقابة المحامين المصرية
 
ومن جانبه، انتقد نقيب المحامين بمصر، ورئيس اتحاد المحامين العرب، سامح عاشور، زيارة سامح شكري، لإسرائيل في هذا التوقيت.
 
وقال عاشور في بيان له، إن الزيارة غير مستحقة في ذلك التوقيت التي تعبث فيه إسرائيل بأمن مصر المائي من خلال تحركاتها في إفريقيا، وخاصة عقب زيارة رئيس وزرائها لأربع دول بحوض النيل الشهر الجاري، وفى ظل الظروف الراهنة بالمنطقة.
 
 
زيارة شكري جريمة
 
وبدوره، قال نائب رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الإسرائيلي، الشيخ كمال الخطيب، إن زيارة شكري "إلى القدس وهي تحت الاحتلال جريمة".
 
واعتبر الخطيب أن "زيارة وزير خارجية مصر لدولة الاحتلال في المدينة المقدسة هو إقرار بإسرائيل واقتحامها للمسجد الأقصى بل تهويده وتقسيمه"، بحسب وكالة الأناضول.
 
وأضاف الخطيب: "النظام المصري الحالي بقيادة السيسي بات يمثل البوابة لاختراق إسرائيل للعالم العربي والإسلامي، وبات البساط لها في إفريقيا ومناطق الرفض لإسرائيل"، مشيرا إلى أن "زيارة شكري جاءت لإعلان شكل الحرب التي تشن بتحالف إسرائيلي غربي على القوى الحية في المنطقة خاصة في فلسطين وسوريا".
 
الجدير بالذكر، أن العلاقات المصرية الإسرائيلية تبدو جيدة منذ وصول الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى الحكم، في يونيو 2014، وتم إعادة فتح سفارة لتل أبيب بالقاهرة، وإرسال سفير مصري لإسرائيل بعد سحبه عام 2012، غير أن التطبيع الشعبي بين مصر وإسرائيل ما زال محل رفض.
 
وتأتي زيارة شكري بينما تشهد الأراضي الفلسطينية أعمال عنف منذ مطلع أكتوبر 2015 أسفرت عن مقتل 214 فلسطينيا، بحسب حصيلة لوكالة فرانس برس.
 


التعليقات