بينها مواقع في السعودية وتركيا وإيران.. لجنة التراث العالمي تدرج مواقع جديدة في قائمة اليونسكو
- الجزيرة نت الثلاثاء, 27 يوليو, 2021 - 02:58 صباحاً
بينها مواقع في السعودية وتركيا وإيران.. لجنة التراث العالمي تدرج مواقع جديدة في قائمة اليونسكو

[ منارة كوردوان جنوب غرب فرنسا أدرجت على قائمة اليونسكو للتراث العالمي (الفرنسية) ]

أدرجت لجنة التراث العالمي مواقع جديدة في قائمة اليونسكو للتراث العالمي، وذلك خلال الدورة 44 للجنة المنعقدة عبر الإنترنت، والتي تُدار أعمالها من مدينة فوزهو بالصين.

 

وشملت الأماكن المدرجة مواقع ثقافية، من بينها موقع عابر للحدود الوطنية، ومواقع موجودة في المملكة العربية السعودية والنمسا وبلجيكا والتشيك وفرنسا وألمانيا وإيطاليا والمملكة المتحدة وأيرلندا الشمالية وتركيا.

 

وإضافة إلى ذلك أُدرجَت 4 مواقع لما تكتسيه من سمات طبيعية، وهذه المواقع هي: موقع جزيرة أمامي أوشيما، وجزيرة توكونوشيما، والجزء الشمالي من جزيرة أوكيناوا، وجزيرة إيريوموت (اليابان)، وموقع "غيتبول"؛ مسطحات المد والجزر الكورية (جمهورية كوريا)، وموقع مجمَّع غابات كاينغ كراشان (تايلند)، وموقع غابات كولشان المطيرة وأراضيها الرطبة (جورجيا).

 

وكانت منظمة اليونسكو سحبت مرفأ ليفربول من قائمتها للتراث العالمي، متحدثة عن مخاوف بشأن مشاريع تطوير مفرطة تفقد الموقع أصالته، وذلك في قرار وصفته لندن بأنه "رجعي"، معربة عن "خيبة أمل بالغة" تجاهه.

 

ومن المقرّر أن يستمر إدراج المواقع في قائمة اليونسكو للتراث العالمي حتى 28 يوليو/تموز الحالي، وفي ما يلي تعريف ببعض المواقع التي تم إدراجها، حسب اليونسكو.

 

السعودية.. منطقة حمى الثقافية

 

تقع "حمى" في منطقة جبلية قاحلة في جنوب غربي السعودية، وعلى أحد أقدم طرق القوافل القديمة التي كانت تعبر شبه الجزيرة العربية، وتتضمن منطقة حمى الثقافية مجموعة كبيرة من الصور المنقوشة على الصخور التي تصوِّر الصيد والحيوانات والنباتات وأساليب الحياة لثقافة امتدت 7 آلاف عام دون انقطاع.

 

وكان المسافرون والجيوش الذين يحلّون في المكان -على مرِّ العصور وحتى وقت متأخر من القرن العشرين- يتركون خلفهم كثيرا من الكتابات والنقوش على الصخور التي بقي معظمها محفوظا على حاله.

 

وتأتي الكتابات على الصخور بعدة خطوط، منها المسند والآرامي-النبطي والكتابة العربية الجنوبية والخط الثمودي والكتابة اليونانية والعربية. كما أن هذا الموقع والمنطقة المحيطة به يزخران بآثار لم يجر التنقيب عنها بعد، وهي تتكون من هياكل حجرية ومدافن وأدوات حجرية مبعثرة وآبار قديمة.

 

ويقع هذا الموقع في أقدم محطة معروفة لتقاضي الرسوم، وهي كائنة على أحد الطرق المهمة القديمة للقوافل، حيث توجد بئر حمى التي يرجع تاريخها إلى 3 آلاف عام مضت على الأقل، والتي لا تزال تعطي المياه العذبة حتى الآن.

 

تركيا.. تل أرسلان تيبيه

 

تل أرسلان تيبيه موقع أثري يبلغ ارتفاعه 30 مترا، ويقع في سهل ملاطية على بُعد 12 كيلومترا جنوب غربي نهر الفرات. وتشير الأدلة الأثرية في الموقع إلى وجود الحياة فيه في الفترة الممتدة من الألفية السادسة قبل الميلاد -على الأقل- حتى أواخر الفترة الرومانية.

 

وتتميّز الطبقات الصخرية الأولى -التي تعود إلى مطلع فترة أوروك- بوجود آثار منازل من الطوب تعود إلى القسم الأول من الألفية الرابعة قبل الميلاد. وجاءت الفترة الأبرز والأكثر ازدهارا في تاريخ الموقع في أواخر العصر النحاسي، حيث شهدت تشييد ما يُعرف بمجمع القصر. وهناك كمّ لا يُستهان به من الأدلة المهمة التي تشهد على مطلع العصر البرونزي، ولعل أبرز المعالم التي تقف شاهدة على هذه الفترة تتجلّى في مجمع القبر الملكي. ويمتدّ تاريخ الطبقات الصخرية الأثرية إلى فترة العصر الآشوري القديم وفترة حكم الإمبراطورية الحثية، بما في ذلك الآثار التي تعود إلى فترة الحضارة الحثية الحديثة.

 

ويوضح الموقع جملة من العمليات التي أدّت إلى نشوء مجتمع تابع للدولة في الشرق الأدنى، ونظام بيروقراطي متقدّم يسبق الكتابة. وأسفرت أعمال التنقيب عن العثور على مجموعة من القطع والأسلحة المعدنية، وتضم هذه المجموعة أقدم السيوف التي عُثر عليها حتى اليوم على وجه المعمورة. وتشير هذه الآثار إلى بداية أشكال القتال المنظّم باعتباره امتيازا يقتصر على نخبة المجتمع، الذين اعتادوا استعراضها كأدوات لقوتهم السياسية الجديدة.

 

موقع خط دفاع أمستردام

 

يمتد التعديل المهم لحدود الموقع، الذي كان قد أدرج لأول مرة في قائمة التراث عام 1996، من بحيرة آيسل (التي كانت تُعرف سابقا باسم زاوديرزي) الواقعة في مدينة ماودن، إلى مصب بيسبوش في فيركندام. ويقضي هذا التعديل بإضافة خط المياه الهولندي الجديد إلى موقع التراث العالمي لخط دفاع أمستردام القائم بالفعل، ليعرف الموقع باسم موقع التراث العالمي لخطوط الدفاع المائية الهولندية، ويضم التعديل كذلك عددًا من عمليات تمديد وسحب بعض الأجزاء من حدود موقع التراث لخط دفاع أمستردام. ويُبين التمديد بصفة خاصة نظامًا عسكريًا منفردًا للدفاع، حيث كان يستند إلى الفيضانات في الحقول والمنشآت الهيدروليكية، إضافة إلى سلسلة من التحصينات والمواقع العسكرية الموزعة على مساحة 85 كيلومترا.

 

ويضم الموقع أيضا 3 عناصر أصغر حجما، هي: حصن فيرك الرابع، وقناة تيل للفيضانات، وحصن بانيردين الواقع على مقربة من الحدود الألمانية. شُيّدت هذه المعالم في الفترة الممتدة بين عامي 1814 و1940، وتؤدي دورًا تكميليًّا مع الموقع المُدرج بالفعل، الذي يعد مثالا منقطع النظير على مفهوم التحصينات القائمة على مبدأ التحكم في المياه. وعكف سكان هولندا منذ القرن 16 على تسخير ما بجعبتهم من معارف وخبرات في مجال الهندسة الهيدروليكية لأغراض الدفاع. وكان مركز المدينة محميا بشبكة مؤلفة من 45 حصنا مدجّجا بالأسلحة، وكانت تُشغّل بالتناغم مع الفيضانات المؤقتة في المناطق المنخفضة المستصلحة من التجمعات المائية.

 

مدن المنتجعات الصحية الأوروبية الكبرى

 

يضم الموقع العابر للحدود الوطنية لمدن المنتجعات الصحية الأوروبية الكبرى 11 مدينة موزّعة في 7 بلدان أوروبية، ألا وهي: بادن باي فين (النمسا)، وسبا (بلجيكا)، وفرانتشكوفي لازني (تشيكيا)، وكارلوفي فاري (تشيكيا)، وماريانسكي لازني (تشيكيا)، وفيشي (فرنسا)، وباد إمس (ألمانيا)، وبادن بادن (ألمانيا)، وباد كيسينغن (ألمانيا)، ومونتيكاتيني تيرمي (إيطاليا)، ومدينة باث (المملكة المتحدة).

 

وتطوّرت هذه المدن كافة في محيط ينابيع المياه المعدنية الطبيعية، وتقف شاهدًا على ثقافة المنتجعات الصحية الأوروبية الدولية، التي تبلّوَرت في الفترة الممتدة بين مطلع القرن 18 اوثلاثينيات القرن 19، وهو ما أدَّى إلى ظهور منتجعات دولية كبرى أثّرت في النماذج الحضرية لمجموعات مباني المنتجعات الصحية، مثل كورهاوس وكورسال (المباني والغرف المخصصة للعلاج) وغرف المضخات وقاعات الشرب والأروقة والحجرات المصمّمة لتسخير موارد المياه المعدنية الطبيعية، والاستفادة منها لأغراض الاستحمام والشرب.

 

وتشمل المرافق ذات الصلة الحدائق وغرف التجميع والملاهي والمسارح والفنادق والقصور، ناهيك عن هياكل الدعم الأساسية الخاصة بالمنتجعات الصحية. وتم دمج جميع هذه المباني في سياق حضري شامل يتضمن بيئة ترفيهية وعلاجية تُدار بعناية في أحضان مناظر طبيعية خلّابة.

 

وتُجسّد هذه المواقع مجتمعة شكلا مهما من أشكال تبادل القيم الإنسانية والتطورات التي طرأت على مجالات الطب والعلوم والتداوي بالاستحمام والمياه المعدنية.

 

فرنسا.. منارة كوردوان

 

تنتصب منارة كوردوان فوق هضبة صخرية تقع في المياه الضحلة للمحيط الأطلسي عند مصب الجيروند، في بيئة غير مناسبة إلى حدٍّ كبير ومعرَّضة بشدة للعوامل الجوية. وقد بُنيت بالأحجار الجيرية البيضاء المنحوتة في نهاية القرن 16 وبداية القرن 17، حيث صمَّمها المهندس لويس دي فوا، وأدخل عليها تعديلات المهندس جوزيف تولير في أواخر القرن 18.

 

ويعد برج المنارة الضخم من روائع المنشآت البحرية، وتزينه الأعمدة الجدارية الناتئة والمقرنسات. وتجسد المنارة المراحل المهمة للتاريخ المعماري والتكنولوجي للمنارات، إذ بُنيت بهدف الاستمرار في التقليد المتَّبع في بناء الفنارات المشهورة في العصور القديمة، لتكون مثالا على فن بناء المنارات في فترة تجددت فيها الملاحة، وأدَّت فيها الفنارات دورا مهما بوصفها علامات على اليابسة وأدوات للسلامة.

 

وأخيرا، تشهد زيادة ارتفاع المنارة في أواخر القرن 18 والتغييرات التي أُدخلت على حجرة الضوء فيها، على التقدم الذي طرأ على العلوم والتكنولوجيا في ذلك العصر. واستلهمت في أشكالها المعمارية من النماذج القديمة، ومن الأسلوب المتكلِّف لعصر النهضة، ومن النمط المعماري الخاص بالمعهد العالي للجسور والطرق في فرنسا.

 

ألمانيا.. مرتفع ماتيلدنهوة في درامشتات

 

أسَّس دوق هسن الأكبر إرنست لودفغ عام 1897 مجمع دارمشتات للفن على مرتفع ماتيلدنهوة، وهو أعلى نقطة مطلة على مدينة درامشتات التي تقع غرب وسط ألمانيا، ليكون مركزا للحركات الناشئة في مجال العمارة والفنون والحِرف. وصمم الفنانون الأعضاء في المجمع الأبنية فيه لتكون بيئات تجريبية للعيش والعمل فيها على نسق مطلع طراز الحداثة. وتم توسيع المجمَّع خلال المعارض الدولية المتلاحقة التي أقيمت أعوام 1901 و1904 و1908 و1914.

 

وهو شاهد اليوم على بواكير فن العمارة الحديثة وتخطيط المدن وتصميم المناظر الطبيعية، التي تأثرت جميعها بحركة الفنون والحِرف وبحركة انفصال فيينا. وتتألف الممتلكات المتسلسلة من جزئين مكونين لها يضمَّان 23 عنصرا، مثل برج العرس (1908) وصالة المعارض (1908)، وبستان أشجار الدلب (1833، 1904-1914)، والكنيسة الروسية "مريم المجدلية" (1897-1899)، وحوض أزهار الزنبق والنصب التذكاري لغوتفريد شواب (1905)، والعريشة والحديقة (1914)، وسرادق الحديقة "معبد البجع" (1914)، ونافورة إرنست لودفغ والمنازل ومحترَفات الفنانين التي يبلغ عددها 13، والتي بنيت داخل مجمع دارمشتات للفن ومن أجل المعارض الدولية. ويضمُّ المجمع عنصرا إضافيا يتألف من مجموعة من 3 منازل بنيت من أجل المعرض الذي أقيم عام 1904.

 

إيطاليا.. سلاسل اللوحات الجدارية

 

يتألَّف الموقع من 8 مجمَّعات دينية وعلمانية تقع ضمن أسوار مدينة بادوفا التاريخية، وتضمُّ سلسلة من اللوحات الجدارية التي رسمها عدة فنانين بين عامي 1302 و1397 بناء على طلب من عدة رعاة للفن، وهي موجودة داخل أبنية ذات وظائف مختلفة. ورغم ذلك، حافظت هذه اللوحات الجدارية على وحدة الأسلوب والمحتوى، ومن بينها سلسلة اللوحات الجدارية لغوتو في " كنيسة سكروفيني"، التي تعد بداية التطور الثوري في تاريخ اللوحات الجدارية، وسلاسل من اللوحات الجدارية التي تعود لفنانين آخرين، مثل غوارينتو دي آربو، وجوستو دي دينابوي وآلتيكييرو دا زيفيو، وجاكوبو أفانزي وجاكوبو دا فيرونا. وتبيِّن هذه المجموعة من سلاسل اللوحات الجدارية تطوُّر الفن الجداري خلال قرن من الزمن، كما تنمُّ عن تولُّد زخم إبداعي وطريقة فهم جديدة لتصوير المكان.

 

مركز العالم التجاري في سونغ تشوان بالصين

 

يجسّد الموقع المتسلسل لمدينة تشانتشو الحيوية التي كانت تنعم بها المدينة كمركزٍ تجاريّ بحريّ خلال فترتَي حكم سُلالَتي سونغ ويوان بين القرنين 10 و14 بعد الميلاد، فضلاً عن ضروب التواصل والترابط بين المدينة والأراضي الصينيّة الداخلية النائية.

 

وازدهرت مدينة تشانتشو خلال مرحلة بالغة الأهميّة على صعيد التجارة البحريّة في آسيا. ويحتضن الموقع جملةً من الصروح الدينيّة، مثل مسجد تشينغ جينغ (مسجد الأصحاب) الذي يعود تاريخه إلى القرن 11، وهو واحد من أقدم الصروح الإسلامية في الصين، ناهيك عن المقابر الإسلامية، وطيف واسع من البقايا الأثرية مثل المباني الإدارية، وأرصفة الموانئ الحجريّة المهمة لأغراض التجارة والدفاع، ومواقع إنتاج السيراميك والحديد، وعناصر من شبكة النقل في المدينة، والجسور القديمة، والمعابد، والنقوش. وكانت المدينة تُعرف باسم "زيتون" في النصوص العربية والغربية التي تعود إلى الفترة الممتدة من القرن 10 إلى القرن 14 الميلادي.

 

إيران.. السكة الحديدية العابرة

 

تصل السكة الحديدية العابرة لإيران بين بحر قزوين في الشمال الشرقي والخليج العربي في الجنوب الغربي، وهي تجتاز سلسلتي جبال وأنهارا ومرتفعات وغابات وسهولا، وتعبر 4 مناطق مناخية. وبدأ العمل على إنشاء هذه السكة عام 1927، وانتهى عام 1938، وجاء تصميم وتنفيذ السكة الحديدية -التي يبلغ طولها 1394 كيلومترا- نتيجة تعاون ناجح بين الحكومة الإيرانية و43 متعاقدا في مجال البناء من العديد من البلدان.

 

وتتميز هذه السكة بامتدادها وبالعمل الهندسي الذي تطلبته حتى تتغلَّب على مشكلة الطرقات شديدة الانحدار وغيرها من الصعوبات. وتطلَّب إنشاء هذه السكة قطع مساحات شاسعة من الجبال في بعض المناطق، في حين اقتضى وجود الأراضي الوعرة إنشاء 174 جسرا كبيرا، و186 جسرا صغيرا، و224 نفقًا، منها 11 نفقا لولبيا. ومُوِّل هذا المشروع من أموال الضرائب الوطنية، خلافا لمعظم المشاريع الأولى للسكك الحديدية، وذلك لتجنُّب الاستثمارات والسيطرة الأجنبية.


التعليقات