آثار سقطرى تتعرض للتجريف والنهب ودعوات محلية لإيقاف العبث بها (صور)
- سقطرى - خاص الأحد, 09 أبريل, 2017 - 01:24 صباحاً
آثار سقطرى تتعرض للتجريف والنهب ودعوات محلية لإيقاف العبث بها (صور)

[ أعمال إنشاء في سقطرى ]

قال مصدر محلي مسؤول بمحافظة سقطرى إن مواقع أثرية تتعرض للتجريف والنهب بشكل غير مسبوق في تأريخ الجزيرة المصنفة ضمن قائمة التراث العالمي.
 
وأوضح المصدر لـ"الموقع بوست" أن شركة بن جريبة للمقاولات، وهي إحدى شركات بن جريبة والمخزوم (GATCO) للتجارة والمقاولات العامة المحدودة ومقرها في حضرموت، تقوم حاليا بأعمال حفر في عدة مواقع بالجزيرة بحجة شق طرقات جديدة مما أثر على كثير من المعالم السياحية والأثرية داخل الجزيرة.
 


وذكر المصدر أن الشركة المذكورة تنفذ حاليا مشروع شق طريق ونقل أحجار في موقع القلعة التاريخية القديمة بالجزيرة، والتي يعود تأريخها إلى أكثر من خمسمئة عام، وتم تشييدها في عهد البرتغاليين إبان احتلالهم لسقطرى.
 
ويعتبر موقع القلعة المذكورة مزارا سياحيا شهيراً، ويقع في أعلى قمة جبلية ويطل على العاصمة القديمة لسقطرى.
 


وتشير المصادر إلى أن الشركة نفسها قامت في وقت سابق بجرف أحد المواقع الأثرية في قرية مذهب الواقعة في المنطقة الشرقية لأرخبيل سقطرى، وأدت عملية الجرف إلى العبث بالآثار وخروجها إلى السطح، وتم نهب العديد من اللقى الأثرية جراء أعمال الحفر.
 
وتهدف أعمال الحفر الجارية إلى شق طرقات جديدة، وإنشاء موانئ، عبر شخصيات تنتمي لسقطرى، لكنها تحمل جنسية عربية، مستغلة أصولها السقطرية، في تمرير العديد من المشاريع الاستثمارية الجاري تنفيذها لصالح رجال أعمال وفدوا إلى الجزيرة مؤخرا.
 


وتتولى شركة بن جريبة عدة مشاريع في أكثر من موقع داخل الجزيرة، وتنفذ العديد من الأعمال في محافظات سقطرى والمهرة وحضرموت، وتأسست في الثاني عشر من مارس 2007.
 
وتقول مصادر رسمية في سقطرى لـ"الموقع بوست" إن الفترة الأخيرة شهدت تعرض العديد من المواقع الأثرية للنهب وطالتها عمليات تخريب واسعة، من قبل سماسرة الآثار والمهربين.
 
وتوضح بأن خمسة مواقع أثرية في منطقة مومي تعرضت للنهب والتخريب، ونجم عن ذلك نهب مقتنيات تلك المواقع الأثرية، وهي عبارة عن مقابر كهفية وصخرية يعود تأريخها لعشرات السنين.

 
وتنتشر المواقع الأثرية في معظم مناطق وقرى الجزيرة، وأطلق على سقطرى في العهد القديم جزيرة السعادة، كما ذكرتها المصادر الإغريقية، وكانت تشتهر في العهد القديم بتجارة اللبان الذي كان الإنسان القديم يستعمله في طقوس المعابد والطقوس الجنائزية.
 
 وطوال تأريخ الجزيرة حافظ سكانها على ذلك الموروث الأثري، والمواقع المنتشرة على طول وعرض الجزيرة، المعروفة بجمالها الطبيعي وتعدد المواقع السياحية والأثرية فيها، ولم تسجل خلال العقود الماضية أي حالة اعتداء على مواقع الجزيرة الأثرية من قبل سكانها الأصليين الذين يعتبرونها تجسيدا لتأريخهم الضارب في القدم.
 
وبحسب المصادر فإن حالات التهريب والنهب تنشط من قبل جهات وشخصيات وافدة إلى الجزيرة تحت عدة مسميات، وتنشط في مجال تهريب الآثار.
 
وتلفت المصادر في سياق تصريحها إلى أن التهاون في مثل هذه الأعمال التخريبية من شأنها أن تؤثر على موقع سقطرى العالمي، والمصنفة ضمن قائمة التراث الطبيعي لدى منظمة اليونسكو في العام 2008.
 
وناشد المصدر رئيس الجمهورية والحكومة اليمنية سرعة التدخل لإنقاذ الجزيرة من التخريب الذي يطال مواقعها، ويشوه تأريخها وطبيعتها.
 
وكانت سقطرى عبارة عن مقاطعة تابعة لمحافظة حضرموت، وفي أكتوبر من العام 2013 أصدر الرئيس عبدربه منصور هادي قرارا جمهوريا قضى باعتمادها محافظة مستقلة، وباتت تتبع إقليم حضرموت.
 


التعليقات