الحرب ووباء الكوليرا يصادران فرحة اليمنيين بالعيد
- الجزيرة نت الاربعاء, 28 يونيو, 2017 - 11:18 صباحاً
الحرب ووباء الكوليرا يصادران فرحة اليمنيين بالعيد

لم تكن الحرب التي أكلت الأخضر واليابس في اليمن منذ نحو ثلاثين شهرا ومازالت هي الوحيدة التي نغصت على اليمنيين فرحتهم بـ عيد الفطر المبارك، فقد صاحبها وباء الكوليرا الذي فتك بأرواح المئات وأنهك أجساد عشرات الآلاف.

وساعد على تفشي هذا الوباء غياب كامل لأجهزة ومؤسسات الدولة ونقص الدعم، والفساد المستشري إضافة لأحوال الحرب التي وجدت لها قوى تعمل على تأجيجها وإطالة أمدها.

معاناة 

"بأي حال عدت ياعيد.." هذا هو رد من تسأله من اليمنيين عن كيفية استقبالهم للعيد، كحال أحمد حسن المداري الذي يقول "خمسة أعياد مضت  ثلاثة منها أعياد فطر وعيدا أضحى، وكل عيد يأتي أسوأ من سابقه نتيجة تصاعد المعاناة التي تصادر معها الفرحة بالعيد".

ويضيف أن طقوس العيد غابت عن معظم الأسر التي "أصبحت تعاني من ويلات شتى ليس أقلها حرب الخدمات التي تمارسها الحكومة وتتصارع فيها مع بعضها البعض ومع قوى سياسية أخرى ضد رعاياها، وصمت مطبق لا يجد له المواطن مبررا يذكر من قبل دول التحالف التي تعد هي المسيطر الفعلي بالشأن اليمني وبيدها القرار، وليس آخر هذه المعاناة لعبة الرواتب".

ولليمنيين عاداتهم وطقوسهم في العيد، كالعيدية التي يتلاقون في بعضها مع الدول العربية والإسلامية وبعضها تتفرد به مناطق يمنية.

وعشية العيد وعلى الرغم من أنه تم صرف مرتبات شهرين من أصل ثمانية شهور لقطاع واسع من الموظفين بمؤسسات الجيش والأمن والقطاعات الحكومية الأخرى، لكن ذلك لم يكن كافيا ليدخل البهجة والسرور في نفوس عائلات وأسر الموظفين والجنود جراء الديون المتراكمة عندهم للغير، كما يقول الجندي صدام اللحجي.

ولذلك فهم لم يستطيعوا توفير متطلبات العيد في حدها الأدنى، ناهيك عن الارتفاع الجنوني في الأسعار الذي فرضته معطيات الحرب وتدني مستوى الواردات بسبب الحصار المفروض وتدهور أوضاع الموانئ وتعقد الإجراءات.
وعجزت معظم الأسر عن شراء ملابس العيد لأبنائها كشرط أساس تراه الأسرة اليمنية للتعبير عن فرحة العيد، في حين بقيت لحوم وحلويات العيد من الترف.

ثقافة الحرب

إغلاق معظم الملاهي وحدائق الألعاب بسبب الحرب أو عدم القدرة على تشغيلها لم يترك من سبيل أمام الأطفال وأهاليهم سوى اللجوء للشواطئ التي تفتقد هي الأخرى لأبسط مقومات الترفيه في رحلات فقيرة.

ولجأ الأطفال إلى ممارسة هواية ولعبة الحرب الوهمية والاشتباكات فيما بينهم في الشوارع والحواري كثقافة جديدة فرضتها الحرب أيضا، وتجار الأزمات الذين وجدوا فرصة سانحة تدر عليهم أرباحا طائلة لاستيراد الألعاب النارية بمختلف أشكالها وأنواعها.

وتحاكي أسلحة الأطفال المتعددة أنواع الأسلحة الأميركية والروسية، وأصبح أصحاب المحلات التجارية والبقالات يعرضونها في أرفف محلاتهم حيث تنافس حليب الأطفال والأرز والدقيق وغيرها من المواد الغذائية. 

 ويقول الصحفي صلاح أبو لحيم "انقضى العيد وطويت صفحته ولم يضف سوى سطر في سجل المعاناة المتراكمة والمتعددة في حياة اليمنيين وما من سبيل إلى رفعها وإيقاف تمددها سوى بوقف الحرب ولا شيء غير ذلك".




 


التعليقات