صحيفة: توجه دولي نحو وقف الحرب عبر "تسوية سياسية" يضع الحكومة والحوثيين في مأزق
- متابعة خاصة السبت, 24 مارس, 2018 - 10:00 صباحاً
صحيفة: توجه دولي نحو وقف الحرب عبر

[ من آثار الحرب في اليمن - أرشيفية ]

كثف المجتمع الدولي مؤخرا من تحركاته الدبلوماسية لضرورة وقف الحرب في اليمن ووضع حد للأزمة اليمنية.

وقالت صحيفة "القدس العربي" أن هذه التحركات الأخيرة للمجتمع الدولي وضعت الطرفين الرئيسيين في هذا الصراع، وهما الحكومة الشرعية والانقلابيون الحوثيون، في مأزق حقيقي، حيث يرغب كل طرف من هذه الأطراف في الاستمرار في الحرب حتى يحقق هدفه الكامل بالاستيلاء السلطة في البلاد.

ونقلت الصحيفة عن مصدر سياسي يمني ،أن الانقلابيين الحوثيين وكذا الحكومة اليمنية الشرعية بقيادة الرئيس عبدربه منصور هادي يعتقدون أن أي حل سياسي للأزمة اليمنية يعني تقديم تنازل عن الكثير من القضايا المصيرية، وهو ما يرفضه الطرفان جملة وتفصيلا، حيث يرفض الانقلابيون الحوثيون التنازل عن أي مكسب عسكري حققوه خلال فترة الحرب، كما ترفض الحكومة التنازل عن أي سلطة من سلطاتها لصالح الانقلابيين الحوثيين.

وقال إن "الدول الأوروبية تدفع بقوة حاليا نحو التسريع بحل سياسي للأزمة في اليمن، وفي مقدمتها وقف الحرب، ويوافقها في ذلك موقف الأمم المتحدة، التي يسعى مبعوثها الخاص الجديد إلى اليمن مارتن غريفيث إلى تدشين عمله بجولة جديدة من المفاوضات اليمنية لإنهاء الصراع في اليمن، والتي يبدو أنها ستكون عبر حلول وسط، يدفع بالطرفين إلى نقطة التقاء يمكن التفاهم حولها، يحافظ فيها كل طرف على مستوى معين من المكتسبات التي حققها خلال فترة الحرب وما قبلها".

وأكد أن هذا التوجه الغربي وضع طرفي الحرب في اليمن، وهما الحكومة والانقلابيون في (مأزق) لما يترتب على أي حلول سياسية من تبعات تفقدهما الكثير من المصالح التي يتمتلكونها في الوقت الراهن، رغم الضعف الذي يعاني منه كل طرف في الحفاظ على ذلك أو الاستمرار على هذا الحال لفترة طويلة.

وأضاف "الحوثيون يخشون من أي تسوية سياسية لأنها ستفقدهم الكثير مما في أيديهم من مكاسب ونفوذ، خاصة مع سيطرتهم حاليا على كل مؤسسات الدولة في العاصمة صنعاء والتي يستخدمونها كلها لصالحهم وخدمة مشروعهم السلطوي، في الوقت الذي تخشى فيه الحكومة من تبعات التسوية السياسية التي ستدفعها نحو التنازل عن بعض سلطات الدولة للانقلابيين الحوثيين وهو ما يعتبرونه شرعنة للانقلاب".

ومع طول أمد الحرب اليمنية التي تكمل عامها الثالث يوم غد الأحد، منذ أن دخل التحالف العربي بقيادة السعودية على خط الأزمة اليمنية، أصبح كل طرف في الحرب في حالة ضعف لا يحسد عليه، بما فيه التحالف العربي، والذي أوصل الجميع إلى قناعة بأنه لا حل للأزمة اليمنية إلا عبر الحوار السياسي والمفاوضات العاجلة لوقف الحرب، التي ألقت بانعكاساتها السلبية على الوضع الانساني في اليمن بشكل مخيف أحرجت دول التحالف والحكومة اليمنية والانقلابيين كما أحرجت المجتمع الدولي الذي ظل يرقب الوضع في دور المتفرج لما يحدث في اليمن من مأساة إنسانية.


التعليقات