السعودية أعلنت وقف مرور نفطها الخام وجلسة عاجلة لبن سلمان مع المجلس السياسي والأمني
تصعيد في باب المندب .. هل يعيد معركة الحديدة إلى الواجهة؟
- متابعة خاصة الخميس, 26 يوليو, 2018 - 02:35 صباحاً
تصعيد في باب المندب .. هل يعيد معركة الحديدة إلى الواجهة؟

[ ناقلة النفط السعودية التي تعرضت للهجوم - واس ]

أعلنت المملكة العربية السعودية إيقاف مرور جميع شحنات النفط الخام الخاص بها والذي يمر عبر مضيق باب المندب بشكل فوري ومؤقت حتى تصبح حركة الملاحة آمنة في المضيق.

وقال بيان لوزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية خالد الفالح نشرته وكالة "واس" السعودية إن تهديدات الحوثيين على ناقلات النفط الخام تؤثر على حرية التجارة العالمية والملاحة البحرية بمضيق باب المندب والبحر الأحمر.

ويأتي هذا الموقف بعد إعلان الحوثيين صباح أمس الأربعاء استهداف بارجة سعودية كانت تقوم بأعمال عدائية في السواحل اليمنية، واستهدفت بصاروخ مناسب، من قبل  قيادة القوات البحرية والدفاع الساحلي، وفق بيان نشرته وكالة (سبأ) التابعة للحوثيين في صنعاء.

وقال الحوثيون إنهم استهدفوا بارجة عسكرية يطلق عليها (السعودية - الدمام)، وألحقوا بها العديد من الأضرار، لكن التحالف العربي أعلن بأن الحوثيين استهدفوا ناقلتي نفط عملاقتين تابعتين للشركة الوطنية السعودية للنقل البحري، وتحمل كلٌّ منهما مليوني برميل من النفط الخام، بعد عبورهما مضيق باب المندب، و لم يذكر التحالف اسم الناقلة أو يصف كيف تعرضت للهجوم، وفق تقرير لوكالة رويترز.

وفي بيان منفصل نشرته وكالة (سبأ) بصنعاء قال الحوثيون إنهم استهدفوا زورقا للتحالف قبالة ساحل منطقة الدريهمي جنوبي الحديدة، ولم يصدر تأكيد من التحالف حول هذا الهجوم.

وقال المتحدث الرسمي للتحالف إن الهجوم الذي أصاب ناقلة النفط أسفر عن إصابة طفيفة في إحدى الناقلتين، ولم تقع، أي إصابات أو انسكاب للنفط الخام في البحر وأكد بأنه جرى سحب الناقلة المتضررة إلى أقرب مرفأ سعودي.

وعقب إعلان وزير النفط السعودي التعليق الفوري المؤقت لمرور الشحن الخام قالت شركة أرامكو السعودية إنها علقت إرسال إرسال جميع شحنات النفط الخام عبر مضيق باب المندب إلى أن تصبح الملاحة خلال مضيق باب المندب آمنة، وذلك بشكلٍ فوري ومؤقت، حيث تقوم الشركة بتقييم الوضع الراهن لاتخاذ الإجراءات المناسبة.

وذكرت في بيان لها نشرته وكالة (واس) الرسمية أن هذا القرار يأتي من أجل سلامة الناقلات وطواقمها، وتجنب حوادث انسكاب النفط الخام.

وعقب هذه التطورات أعلنت وكالة (واس) إن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان رأس اجتماع في جدة لمجلس الشؤون السياسية والأمنية، واستمع المجلس خلال الاجتماع إلى إيجاز سياسي وأمني حول عدد من الموضوعات، بالإضافة إلى عدد من تطورات الأحداث الإقليمية والدولية، واتخذ بشأنها التوصيات اللازمة.

وبدا واضحا عقب الهجمات إشارة السعودية إلى ميناء الحديدة باعتباره منطلقا لأعمال الحوثيين ضد تجارة النفط، وقال ناطق التحالف العربي في بيانه إن الهجمات تؤكد استمرار استخدام ميناء الحديدة كنقطة انطلاق للعمليات الهجومية التي يشنها الحوثيون، وتثبت خطر الحوثيين ومن يقف خلفها على الأمن الإقليمي والدولي، وفق تعبيره.

واعتبر الحادث تأكيد على أهمية تسليم محافظة الحديدة ومينائها للحكومة اليمنية الشرعية لمنع استخدامه كقاعدة عسكرية لانطلاق الهجمات الإرهابية ضد خطوط الملاحة البحرية والتجارة العالمية.

وقال المتحدث إن قيادة القوات المشتركة للتحالف مستمرة  في اتخاذ وتطبيق كافة الإجراءات والوسائل لحفظ الأمن والاستقرار، واستمرار حرية الملاحة والتجارة العالمية في مضيق باب المندب والبحر الأحمر.

وخاض التحالف العربي معركة عسكرية للسيطرة على ميناء الحديدة (غربي اليمن) الشهر الماضي، وتوقفت المعركة بعد ضغوط أممية، ومساع قادها المبعوث الأممي لليمن مارتن جريفيث لإفساح المجال للحل السياسي.

ووصل جريفيث يوم أمس إلى العاصمة صنعاء للقاء قادة الحوثيين، للمرة الثالثة خلال الشهرين الماضيين.

وأعاد الحادث العمل العسكري في الحديدة إلى الواجهة مرة أخرى، ويتوقع أن يكون الموقف السعودي مقدمة لاستئناف القتال، بغية انتزاع الحديدة من سيطرة الحوثيين.

وسبق للحوثيين مهاجمة بوارج حربية تابعة للتحالف العربي في البحر الأحمر ومضيق باب المندب، ومنذ عامين ارتفعت وتيرة الصدام البحري، والهجمات المتبادلة بين الحوثيين والتحالف، ويمارس الأخير إجراءات رقابة وتفتيش على جميع السفن الواصلة إلى ميناء الحديدة.


التعليقات