فرق الموت.. من مجموعة النمر السعودية إلى الحرس الحديدي
- الجزيرة نت الأحد, 28 أكتوبر, 2018 - 04:02 مساءً
فرق الموت.. من مجموعة النمر السعودية إلى الحرس الحديدي

[  تحقيق لموقع بازفيد الأميركي كشف استئجار الإمارات مرتزقة أميركيين لاغتيال شخصيات يمنية بعدن (الجزيرة) ]

فرق الموت، فرق الاغتيال، قتلة مأجورون، قتلة مرتزقة وغيرها أسماء عديدة لمسمى واحد يتعلق بأشخاص أو شركات خاصة أو فرق تابعة لمؤسسات عسكرية أو أمنية نظامية مثل الجيش أو الاستخبارات، وتسند إليهم مهام سرية قذرة خارج نطاق القانون بتصفية شخص أو أشخاص بأوامر من جهات ترى في هؤلاء خطرا.
 
وكان أول استخدام لاسم فرق الموت في رومانيا من قبل الحرس الحديدي الشيوعي، والذي أعلن عن تأسيس فرق موت عام 1936 لتصفية خصوم سياسيين.
 
وأعاد اغتيال الصحفي جمال خاشقجي في الثاني من أكتوبر/تشرين الأول 2018 داخل قنصلية بلاده في إسطنبول على يد فرقة تابعة لسلطات السعودية إلى الواجهة موضوع فرق الموت.
 
وفي ما يلي بعض من أشهر فرق الموت في المنطقة العربية والعالم:
 
فرقة النمر-السعودية
 
كشف موقع ميدل إيست آي البريطاني في أكتوبر/تشرين الثاني 2018 -نقلا عن مصدر سعودي على معرفة وثيقة بأجهزة المخابرات في بلاده- عن وجود فرقة اغتيالات تعمل تحت توجيه وإشراف ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، تعرف "بفرقة النمر".
 
وقد تأسست تلك الفرقة قبل أكثر من عام، وتتألف من 50 من أفضل الشخصيات المخابراتية والعسكرية بالسعودية. وتتشكل المجموعة من فروع مختلفة من الأجهزة الأمنية ومن كافة الخِبرات.
 
وأعضاء فرقة النمر موالون لولي العهد الذي يختارهم من بين الأكثر ولاء والأجدر بالثقة بمفرزته الأمنية الشخصية، ومنهم الـ 15 رجلا الذين أرسلوا لقتل الصحفي بمن في ذلك ماهر عبد العزيز مطرب ومحمد سعد الزهراني وثائر غالب الحربي.
 
مهمة الفريق النمر هي اغتيال المعارضين السعوديين داخل المملكة وخارجها، واستهدفت أولُ عملية لها الأمير منصور بن مقرن نائب أمير عسير، ونجل ولي العهد السابق بإسقاط مروحيته في نوفمبر/تشرين الثاني 2017 في جنوبي البلاد.
 
فرقة سبير أوبريشن-اليمن
 
كشف موقع "بزفيد" الإخباري الأميركي في أكتوبر/تشرين الثاني 2018 أن الإمارات مولت برنامجا لاغتيال ساسة وأئمة في اليمن، وخاصة قيادات في حزب التجمع اليمني للإصلاح، مستخدمة مرتزقة أميركيين يعملون لصالح شركة "سبير أوبريشن" التي يديرها الإسرائيلي المجري أبراهام غولان.
 
ووفق تفاصيل كشفها تحقيق للموقع الأميركي فإن أبو ظبي تعاقدت مع الشركة عام 2015، والتي بدورها استأجرت مرتزقة أميركيين كانوا يعملون بأجهزة عسكرية أميركية مختلفة.
 
وتتمثل المهمة -التي أوكلتها الإمارات لمرتزقة شركة سبير أوبريشن- في تنفيذ برنامج الاغتيالات بمدينة عدن جنوبي اليمن، ويقول قائد هؤلاء المرتزقة الذي أجرى موقع بزفيد مقابلة معه إن اثنين من منفذي الاغتيالات عملا سابقا ضمن القوات الخاصة بالبحرية الأميركية.
 
وينص الاتفاق الموقع بين أبو ظبي وشركة المرتزقة على حصول الأخيرة على 1.5 مليون دولار شهريا، فضلا عن تزويد الإمارات لفريق الاغتيالات بكافة أنواع العتاد.
 
وفي 29 ديسمبر/كانون الأول 2015، كانت مهمة فريق المرتزقة تنفيذ عملية اغتيال إنصاف علي مايو القيادي بحزب التجمع اليمني للإصلاح بوضع قنبلة تحمل شظايا على باب مقر الحزب في عدن.
 
 فرق الاغتيال-إسرائيل
 
يعرف جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد) وجيش وشرطة الاحتلال بتاريخ طويل من الاغتيالات السياسية، إذ نفذت هذه الأجهزة عددا كبيرا من الاغتيالات ضد قياديين ومسلحين فلسطينيين داخل الأراضي المحتلة ومناطق عديدة من العالم.
 
ومن بين أبرز ملفات الاغتيالات ما جرى تنفيذه عام 1988 ضد أحد مؤسسي حركة التحرير الوطني (فتح) خليل الوزير "أبو جهاد" الذي تم قتله وحراسه في تونس على يد وحدة خاصة تابعة لجيش الاحتلال.
 
كما حاول عملاء الموساد عام 1997 اغتيال خالد مشعل الرئيس السابق للمكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) بالعاصمة الأردنية عمان عبر رش مادة سامة قوية ضد الأعصاب في أذنه.
 
ويتهم الموساد أيضا بكونه وراء عملية اغتيال قائد الجناح العسكري لحزب الله اللبناني عماد مغنية بالعاصمة السورية دمشق عام 2008.
 
وآخر عمليات الاغتيال -التي يشتبه بأن يكون وراءها جهاز الموساد- تصفية فادي البطش العالم والمهندس الفلسطيني في 21 أبريل/نيسان 2018 بالعاصمة الماليزية كوالالمبور.
 
كما نفدت وحدات المستعربين التابعة لشرطة الاحتلال سلسلة اغتيالات لناشطين وقيادات بفصائل المقاومة. وقد ذكر المؤلف غسان دوعر بكتابه "المستعربون فرق الموت الإسرائيلية" أن وحدة للمستعربين اغتالت قرابة 422 فلسطينيا بالفترة الفاصلة بين عامي 1988 و2004.
 
جهاز "كي جي بي"-روسيا
 
كانت الاغتيالات جزءا من السياسة الخارجية للزعيم السوفياتي جوزيف ستالين، وذلك بهدف القضاء على معارضيه داخل الحدود وخارجها، وأوكلت المهمة لوحدة المهام الخاصة بجهاز الاستخبارات "كي جي بي".
 
ومن أشهر عمليات الاغتيالات السوفياتية ما جرى عام 1937 من اغتيال للمعارض إجناس رايس قرب مدينة لوزان السويسرية، وفي السنة الموالية اغتيل الزعيم الأوكراني النازح في هولندا يفهين كونوفاليتس بوساطة صندوق شوكولاتة مفخخ أهداه إياه صديق له كان جاسوسا سوفياتيا، وعام 1940 اغتيل المعارض الأشهر ليون تروتسكي بواسطة معول على يد عميل سوفياتي في المكسيك.
 
واستمر مسلسل الاغتيالات عقب سقوط الاتحاد السوفياتي، وكانت الأداة الأبرز لعمليات القتل مواد كيميائية سامة يحقن بها المستهدفون، أو توضع بمشروبات.
 
وعام 2006، اغتيل الضابط السابق بالاستخبارات ألكسندر ليتفينينكو بعد تناوله كأس شاي بأحد فنادق لندن، حيث وضعته فيها مادة البولونيوم القاتلة، وبعد مرور 8 سنوات خلص تحقيق الداخلية البريطانية أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يقف على الأغلب وراء مقتل ليتفينينكو.

وفي مارس/آذار 2018، تعرض العميل المزدوج سيرجي سكريبال لمحاولة اغتيال مع ابنته بمدينة سالزبيري البريطانية بواسطة غاز الأعصاب البلوتونيوم، والذي طورته روسيا.
 
مجموعة فاغنر-روسيا
 
تعد أشهر شركة أمنية يعمل تحت لافتتها مئات المرتزقة الروس، وتتولى -بحسب تقارير صحفية- تنفيذ ما يوصف بالعمليات القذرة في مناطق النزاع المختلفة ومنها سوريا وجمهورية أفريقيا الوسطى.
 
وكان ضابط سابق بالاستخبارات يدعى ديمتري أوتكين أنشأ المجموعة عام 2014، وشاركت الشركة ابتداء من يونيو/حزيران 2014 في المعارك شرق أوكرانيا إلى جانب الانفصاليين الموالين للروس. كما اشتهرت في سوريا حيث تتحرك بموازاة الجيش الروسي دعما لنظام بشار الأسد منذ سبتمبر/أيلول 2015.
 
ونقلت وكالة رويترز عن صحيفة "آر كي بي" الروسية تأكيدها أن عدد مقاتلي فاغنر تغير بحسب الظروف والفترات، هبوطا من 2500 في أوج المعارك إلى نحو ألف في المعدل، قبل تقليص أعدادهم صيف 2016.
 
وفي أغسطس/آب 2018 أعلنت الهيئة -التي يعمل لديها ثلاثة صحفيين روس قتلوا بأفريقيا الوسطى- أنهم كانوا يحققون في نشاط شركة فاغنر، وتبين أنهم يتعاونون في عملهم مع "مركز إدارة التحقيقات".
 
وقال المركز إن الصحفيين الثلاثة "وصلوا جوا في 27 يوليو/تموز 2018 إلى أفريقيا الوسطى لتصوير نشاطات شركة فاغنر بهذا البلد" وأوضح المركز أن الصحفيين الروس حاولوا قبل اغتيالهم الوصول لقاعدة يتمركز فيها مرتزقة مجموعة فاغنر.
 
الغربان السود-العراق
 
عقب سقوط نظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين عام 2003 مارست ثلاث مجموعات مسلحة في بغداد تصفيات، كانت لبعضها صلات مع الداخلية، وسميت هذه الفرق "الغربان السود".
 
وكانت فرق الموت بالعراق تختطف الناس ثم تعذبهم أو تقتلهم، وكان المستهدفون بهذه الجرائم شباب يشتبه بانتمائهم لحزب البعث المنتمي لصدام، وكانت بعض جرائم هذه الفرق لا تكتسي طابعا سياسيا بل بسبب السرقة أو لدوافع إجرامية أخرى.
 
وبدأت عمليات الاغتيال التي تنفذها فرق الموت في يونيو/حزيران 2006، وارتبطت ببداية الفتنة الطائفية حيث نفذت عمليات القتل على الهوية ولا سيما بحق السُنة، واستمرت جرائم فرق الموت حتى نهاية عام 2008، وحصدت حياة نحو ربع مليون مواطن.
 
وقد كشف مسؤول عسكري بريطاني بارز عن وجود "فرق موت" مسؤولة عن 141 عملية اغتيال جرت بمدينة البصرة جنوبي البلاد بين نوفمبر/تشرين الثاني 2005 ويناير/كانون الثاني 2006.
 
كما نسبت صحيفة شيكاغو تريبيون الأميركية إلى أحد الجنرالات قوله إن قوات بلاده تملك دليلا على وجود فرقة إعدام تابعة للداخلية العراقية تتكون من 22 شخصا عينوا بصفتهم عناصر بشرطة الدوريات الخارجية.
 
وآخر عام 2013، أعربت الأمم المتحدة عن مخاوفها من عودة فرق الموت إلى العراق، إذ شهدت البلاد العام المذكور تصاعدا في عمليات إعدام نفذت بطريقة مروعة، واستهدفت على الخصوص شخصيات من سنة العراق.
 
فرق الموت-كينيا
 
أقر ضباط بالشرطة الكينية لأول مرة في ديسمبر/كانون الأول 2014 بأن "فرق موت" من الشرطة تنفذ إعدامات خارج القانون ضمن حملة تستهدف من تصفهم السلطات في كينيا بأنهم "متطرفون مسلمون".
 
وشرح هؤلاء الضباط -في حديث حصري لوحدة التحقيقات التابعة لشبكة الجزيرة، بالتفصيل- تورطهم في برنامج الاغتيالات الذي تنفذه الحكومة الكينية ضد من تعتبرهم متطرفين مسلمين، وذلك في إطار حربها على ما يسمى "الإرهاب".
 
قد بثت الجزيرة تحقيقا عن فرق الموت المذكورة، وذكرت أمثلة لبعض من تعرضوا للإعدام خارج القانون، ومن بين من شملتهم التصفيات الجسدية داعية مسلم يدعى "ماكابوري" في أبريل/نيسان 2014 إذ أُطلق النار عليه وهو يغادر قاعة المحكمة.
 
وظهر في تحقيق الجزيرة ضابط شرطة يكشف أنه يتم الإعداد للإعدامات بالعاصمة نيروبي من قبل ضباط شرطة وموظفين حكوميين رفيعي المستوى. كما يظهر أحد أعضاء الفرقة يؤكد أنه قتل خمسين شخصا كانت أسماؤهم مدرجة في لوائح التصفية بحجة ارتباطهم بالتطرف والإرهاب.
 
جهاز السافاك-إيران
 
أسس جهاز المخابرات والأمن القومي المعروف باسم السافاك في عهد شاه إيران محمد رضا بهلوي عام 1957، وكان من المهام الموكلة لهذا الجهاز الذي كان عبارة عن شرطة سرية تعذيب وقتل الوجوه البارزة المعارضة للشاه.
 
وقد تورط السافاك بعدد من عمليات القتل، من أبرزها اغتيال الجنرال تيمور بختيار أول مدير الجهاز عام 1970، ومنصور رافع زاده مدير فرع السافاك بالولايات المتحدة.
 
ووصف الجهاز إبان اندلاع الثورة الإيرانية بأنه المؤسسة الأكثر كراهية في البلاد. وقد تم حل السافاك بأمر من قائد الثورة آية الله الخميني عقب انتصار الثورة عام 1979.
 
الحرس الحديدي-مصر
 
أنشأت إبان حكم الملك فاروق فرقة سرية للاغتيال سميت الحرس الحديدي وكانت تابعة للملك، ومهمتها قتل أعدائه ويعتقد أنها كانت تتلقى أوامر الموت مباشرة من الملك، وقد تورطت في العديد من جرائم القتل.
 
ومن أبرز الشخصيات التي قتلها الحرس الحديدي أمين عثمان وزير المالية بحكومة الوفد بين عامي 1942 و1944، كما حاول الحرس اغتيال زعيم حزب الوفد مصطفى النحاس.
 
وقد تم إنشاء الحرس الحديدي على يد يوسف رشاد بأمر من الملك، وضم إليه قيادات من الجيش، وكان أشهرهم الرئيس السابق محمد أنور السادات.
 
وقد أعلن عن وفاة تنظيم الحرس الحديدي بعد قيام حركة الضباط الأحرار في يوليو/تموز 1952.
 


التعليقات