أثار توقيف الرئيس عبد ربه منصور هادي للواء محسن خصروف مدير دائرة التوجيه المعنوي، غضبا واسعا في أوساط اليمنيين الذين أعربوا عن استغرابهم من هذه الخطوة، التي جاءت بعد توجيهه انتقادات مباشرة للتحالف السعودي الإماراتي عبر قناة اليمن الرسمية، وحديثه عن خذلان التحالف للجيش اليمني.

وقال خصروف خلال مداخلة له في الفضائية اليمنية إن  "إيران قدمت للحوثيين صواريخ بالستية وطائرات مسيرة وهم مليشيات، بينما التحالف لا يأتمنا على مدفع ثقيل ولا دبابة ولا قاعدة صاروخية ولا طائرة ونحن دولة"، وهو يبدو ما أثار حفيظة الرياض التي تتحكم بشكل كبير في كل ما يصدر من قرارات من الشرعية.

لكن موقع "سبتمبر نت" التابع للجيش، لم يصرح بذلك مباشرة، وقال إن خصروف أحيل للتحقيق نتيجة مخالفته لضوابط المهنة واللوائح القانونية العسكرية المنظمة.

وشهدت العلاقة بين الشرعية والتحالف توترا ملحوظا، لكن لم يكن للأولى مواقف صلبة تمنع عمل الأخير على أهداف لم يكن معلنا عنها عند تدخل التحالف في اليمن.

محاكمة هادي

في تعليقه على ذلك الإجراء، قال الإعلامي سمير النمري إن معظم اليمنيين اضطروا للهروب إلى حضن الحوثي، بعد أن أيقنوا أن هادي لا يقل سوءا عنهم.

وأكد أن هادي من يجب محاكمته وليس خصروف، الذي أكد الحقيقة التي نقولها منذ سنوات.

واتهم النمري هادي بالشراكة في كل مؤامرة تحدث في اليمن، بدءا من تسهيله للحوثيين بغزو صنعاء، وحتى تسليمه شواطئ اليمن وجزره للتحالف السعودي الإماراتي.

صمت لا مبرر له

المحلل السياسي ياسين التميمي خاطب الرئيس هادي بلغة حادة قائلا: "أُذكِّرْ الرئيس هادي إن كان به بقية من نخوة، بأن عضو مجلس شورى سابق في السعودية يُدعى آل زلفى قالها على الملأ إن بلاده تدعم انفصال الجنوب".

وأشار إلى أن ضباطا من أتباع "اللجنة الخاصة" أثارهم الكلام الموضوعي الذي تحدث به خصروف، وجعلهم يتدخلوا ويطلبوا من الرئيس اتخاذ قرار عاجل بحقه".

الرهان على السراب

أما الأكاديمي اليمني المقيم في بريطانيا أحمد الدبعي فكتب أن هادي هو أول أسير حرب ذهب للأسر بنفسه، وهو ما سيكتبه التاريخ عنه، مضيفا "وجوده في السعودية هو أسر للسيادة اليمنية ومصير البلد".

ووصف خصروف بالشجاع، مؤكدا أن التحالف لا يمد الشرعية بأسباب النصر، ولا الشرعية قادرة أن تخرج من الورطة.

وتابع "لا تصدقوا أي مسؤول آخر يقول غير ذَا الكلام لأنه مستفيد ماديا مما يجري وباع بلده"، واتهم هادي ونائبه بالإصرار على مواصلة المشوار، ورهانهما على ما وصفه بـ"السراب".

ولم يذهب بعيدا عن ذلك الإعلامي منصور النقاش الذي كتب في فيسبوك ساخرا: "فخامة الرئيس هادي ماض في مهمة إخضاع الدولة وكسر كرامتها".

صوت المواطن

من جهته أكد الإعلامي سعيد ثابت أن ما قاله اللواء خصروف عن خذلان التحالف السعودي الإماراتي وغدره باليمنيين "هو تعبير عن الحقيقة بصوت عال، بدلا عن الهمس الواطي الذي يلجأ إليه مسؤولو الشرعية في اليمن وعلى رأسهم هادي نفسه".

السعودية وعصا القمع

الصحفي عامر الدميني اعتبر القرار يؤكد استماتة السعودية في إسكات كل صوت ناقد لها وصريح، ولا علاقة له بسلوك الرياض وتعاملها مع الجيش.

وأفاد "لقد تحولت الرئاسة والحكومة إلى أدوات بيد الرياض، لضرب ومعاقبة كل من يتعرض للسعودية بالنقد والمكاشفة".

وأكد أن السعودية لا تريد من ينصحها أو يكاشفها، وتفضل من يطبل لها ويداهنها ولا يقول لها لا إطلاقا.

موظف برتبة رئيس

الإعلامي القطري جابر الحرمي بدوره أكد أن الإجراء الذي اتخذه هادي يؤكد أن الرئيس اليمني ليس فقط محتجزا في فنادق الرياض، بل أنه بات "موظفا تحت سلطة أبوظبي".

مافيا فساد

أما الصحفي محمد سعيد الشرعبي فهو يرى أن الشرعية تحولت إلى مافيا للفساد، واستطرد "من يجرؤ على رفض فسادهم يشيطنوه، ومن يجاهر بانتقاد التحالف يقيلوه، وهذا الواقع يخلق نخبة سلطوية منافقة، ويجعل التعويل عليهم رهانا خاسرا على كافة المستويات".

خذلان الوطنيين

الإعلامي بشير الحارثي من جانبه تحدث بأن الرئيس هادي لا يجيد سوى خذلان كل شخص وطني حر مخلص للوطن،  ويستبدلهم بأكثر الناس فسادا وعمالة وارتزاق.

وتابع "هادي لا يريد إلا الضعفاء والعبيد مسلوبي الإرادة والشجاعة".

استغراب

الصحفي فهد سلطان بدوره استغرب من ذلك القرار، وقال إن مجرد انتقاد التحالف يخرج قرارا في أقل من 24 ساعة بالإقالة.

بينما هناك قيادات مختلفة تعمل ضد الشرعية ومثلها متهمة بالإرهاب ومتورطة في جرائم وانتهاكات كثيرة، ولا يتم اتخاذ ضدهم أي إجراء ولا حتى لفت نظر، وفق سلطان.

دعوة

أما الإعلامي عبد الغني الراوي، فخاطب الناشطين والصحفيين بالقول: "أبرز الناشطين والصحفيين الوطنيين صدعوا رؤوسنا بالوطنية"، متابعا أن أمامهم اليوم فرصة للتعبير عن ذلك بالوقوف مع تصريحات خصروف التي تمثل كل يمني حر.

ومطلع العام 2016 أصدر هادي قرارا بتعيين العميد محسن علي خصروف رئيساً لدائرة التوجيه المعنوي.