"كارنيجي" يرجح أن تتمكن القوات الحكومية من صد حملة الحوثيين على مأرب
- متابعة خاصة الثلاثاء, 22 سبتمبر, 2020 - 05:58 مساءً

[ قوات موالية للحكومة في مأرب - أرشيف ]

توقع مركز كارنيجي للشرق الأوسط ثلاثة سيناريوهات قد يفضي إليها الصراع بين القوات الحكومية وجماعة الحوثي في محافظة مأرب.

 

ورجّح المركز أن تستطيع القوات الحكومية صد هجمات الحوثيين وإبقاء المعارك في إطار المراوحة، وهذا السيناريو الأول الذي قال المركز إنه الأكثر احتمالًا نظرًا للدفاع المستميت للقوات الحكومية، وحرص السعودية على عدم سقوط مأرب بشكل كامل في مثل هذا التوقيت.

 

وذكر أن المعركة قد تظل مفتوحة وحالة الاستنزاف مستمرة في مأرب، لكنه قال إن الوضع قد لا يطول، خصوصًا إذا حدثت متغيرات في مسار المفاوضات بين الحوثيين والسعودية، واستطاعت الرياض من خلالها ترتيب أمنها الحدودي.

 

وأوضح المركز أن الوضع قد يتغيّر في حال قدمت السعودية دعماً نوعياً للقوات المناوئة للحوثيين ودفعت بفتح جبهات القتال الأخرى.

 

أما السيناريو الثاني فيتمثل في سقوط مأرب بيد الحوثيين، واستبعد المركز هذا السيناريو خلال الفترة الحالية، لكنه قال إن حدوثه لن يتم دون وقوع خسائر بشرية هائلة لدى طرفي الصراع.

 

وقال إن حدوث هذا السيناريو يفتح الباب على مصراعيه أمام حروب المحافظات الجنوبية الشرقية، خصوصًا محافظتي حضرموت والمهرة، والتي لن يتوانى الحوثيون في التوجه صوبهما.

 

وأضاف أن هذا الاحتمال إن حدث سيفقد السعودية نفوذها على الأرض في الداخل اليمني، لكنه في المقابل سيتحول إلى حرب استنزاف كبيرة بالنسبة للحوثيين، ذلك أن حيازة جغرافية واسعة قد يكون عامل ضعف لا قوة، خصوصًا أن هذه المناطق ليست حواضن أساسية للحوثيين.

 

وتوقع المركز سيناريو ثالث للصراع في مأرب يتمثل في حدوث تفاهمات بين القوات الحكومية والحوثيين تتوقف بموجبها المعارك ويُعاد ترتيب المشهد في المحافظة وفق التغييرات الجديدة التي فرضتها المواجهات العسكرية الأخيرة.

 

لكنه استبعد هذا السيناريو بسبب شدة الخصومة بين الطرفين وانعدام الثقة بالاتفاقات التي تبرم في ساحات المعارك، والتي تنهار بصورة سريعة، إضافة إلى أن السعودية لن تقبل بهذا الأمر إذ ترى في تسوية كهذه خروجاً عن إرادتها، وهو أمر لا تستطيع القوات الموالية للحكومة دفع ضريبته خلال هذه الفترة.

 

وأكد أن السعودية تسعى لإضعاف الإصلاح عسكريًا وسياسيًا لتحويل الحزب إلى كيان لا يملك رفاهية الاعتراض على سياستها، وهي لا ترى في مأرب سوى مركز تأثير وحضور للحزب.

 

وبحسب المركز، فإن وجهة النظر السعودية ترى في إضعاف الإصلاح انتهاء لمطالب النديّة التي كانت بعض قيادته تنادي بها، وسيتحول إلى التبعية الكاملة للملكة.

 

وأشار المركز إلى المأساة الإنسانية للصراع في مأرب، إذ يُواجه مئات الآلاف من النازحين الذين يسكنون مأرب والمنتشرين في مخيمات النزوح كارثة حقيقية نتيجة اقتراب المعارك باتجاههم في ظل غياب الموقف الدولي المسؤول لإيقاف هذه الكارثة.


التعليقات