لقيت دعوة الناشطة اليمنية، ندى الأهدل، للمشاركة في مؤتمر حول الزواج ينظمه معهد الدوحة الدولي للأسرة في قطر، جدلا واسعا ورفضا على شبكات التواصل الاجتماعي.

وينظم معهد الدوحة الدولي للأسرة مؤتمرا دوليا بعنوان "الزواج.. التكوين ومقومات الاستقرار" بمشاركة عدد من النشطاء في مجال الأسرة من بينهم ندى الأهدل، حسبما يظهر في صفحة المؤتمر على الموقع الرسمي للمعهد.

والأهدل (19 عاما) من أكثر الناشطات الاجتماعيات شهرة بدفاعها عن حقوق المرأة ورسالتها الداعية لحماية الأطفال من الزواج المبكر ومحاربتها لزواج القاصرات.

يشار إلى أن الأهدل كادت أن تكون ضحية للزواج المبكر في بلادها وهي في سن الحادي عشرة من عمرها من رجل يكبرها بـ18 عاما لولا هروبها من أهلها، كما قالت في مقطع انتشر، لتصبح منذ ذلك الحين من أبرز الناشطات في هذا المجال.

وأثار مشاركة الأهدل في المؤتمر جدلا واسعا، منهم من أعاد نشر تغريدات سابقة للناشطة ويتهمونها بالخروج عن الدين والعقيدة وتحريف آيات في القرآن الكريم عن جهل أو قصد منها، لكن آخرين اعتبروا دعوة قطر للأهدل أمرا طبيعيا بأن قطر تدعم الرأي والرأي الأخر، كما اعتبروا ما قالته الأهدل يعكس وجهة نظرها في خدم قضيتها الإنسانية بالمقام الأول.

وحول مشاركة الأهدل نظم ناشطون في قطر حملة إلكترونية على الوسم #لا_لندى_الأهدل_ومن_شابهها، تندد بمشاركة الأهدل في المؤتمر باعتبار الناشطة الأهدل خرجت عن عاداتها وتقاليدها وسمحت لمن استدرجها للدخول في مرتكزات دينية رئيسية عن جهل في الكثير من تغريداتها.

وفي السياق انتقد الداعية محمد الشيب دعوة قطر لندى الأهدل للمشاركة في مؤتمر الزواج، وقال "أي تأسيس لزواج شرعي وأي مقومات استمرار له لشابة تنكر أصول الإسلام وتسيء الأدب وتطعن في ثوابت القرآن والسنة ولا تعترف بقوامة رجل على امرأة".

وأضاف "وإن كانت استضافتها إلكترونية، إلا أنه مؤتمر تنظمه جهة رسمية يفترض أن تحسن اختيار ضيوفها بما يتفق مع دين الدولة وقيمها".

من جانبه قال سلطان الخليفي إن "ندى الأهدل تقول يجوز للمرأة أن تتزوج أربعة رجال وترد آيات الميراث وأن للذكر مثل حظ الأنثيين وقوامة الرجل كما جاء في القرآن الكريم". وتساءل الخليفي بالقول: "فهل بعد هذه الردة والكفر شيء؟ هل هذهِ ستحاضر في المسلمين وتعلمهم عن الزواج والأسرة؟".

"دِرْع قِطَر" حساب آخر غرد بالقول "أي فكر أو طرح أو قضية ستقدمه ندى الأهدل، وهي متحررة العقيدة وتدافع عن المثلية وتحرف في الدين وتعتدي على رب العباد".

في حين قال عبد الله الخاطر "كنا نخشى على قيم ومسلمات اجتماعية، وندافع عن عادات وتقاليد مجتمع، اليوم الأمر تجاوز ذلك إلى إنكار ورفض آيات ونصوص من القرآن الكريم، وما زال من بيننا من يلتمس الأعذار ويختلق المبررات".

بدروها كتبت الشيخة مريم آل ثاني "برر البعض للجهة المستضيفة لندى الأهدل بأن قطر تدعم الرأي الآخر إلا أنني لا أراه مبرراً".

وقالت "نعم النقاش وحرية التعبير حق أصيل للجميع، ولكن هناك "ثوابت" لا يُقبل النقاش حولها والتي تمس العقيدة".

وتساءلت "فهل من المنطق أن نتناقش مع من تشكك في العقيدة وتكفر بكلام الله؟ إلى أين ستصلون بهذا الجيل؟".

الدكتور نايف بن نهار يرى أنه إذا كان الإسلام هو هوية الدولة فمقتضى ذلك ألا يصدر من مؤسسات الدولة ما يخالف الإسلام، وإلا كان ذلك مخالفة للدستور.

وقال "اليوم لدينا قضيتان استفزتا المجتمع لمخالفتهما الإسلام، القضية الأولى: تمويل باحثة صهيونية عنصرية، والثانية استضافة شخص مسيء للقرآن".

عالية الهمة، هي الأخرى غردت بالقول "على الجهة التي دعتها أن تخبرنا ماذا رأت فيها".

وأضافت "ادعاؤها الوحي ينزل عليها ولا قلةً أدبها مع الله، ولا تطاولها على قطر".