معركة حريب وعين ..كيف فرض اللواء 26 مشاة الهزيمة على الحوثيين ؟!
- مأرب - أحمد الجبيحي الثلاثاء, 19 أبريل, 2016 - 07:30 مساءً
معركة حريب وعين ..كيف فرض اللواء 26 مشاة الهزيمة على الحوثيين ؟!

[ مدينة حريب في مأرب ]

قبل الاقتحام يوجه القائد بعدم استخدام الأسلحة الثقيلة حتى لا يلحق الضرر بالمواطنين، ويأمر بالهجوم من مواقع العدو مباشرة.

لم تستمر المعركة أكثر من 6 ساعات ليتم بعدها السيطرة على المواقع كاملة، ومن يعرف التضاريس الصعبة لمديريتي حريب وعين يدرك حجم المعركة التي خاضها  اللواء 26 مشاة بقيادة العميد ركن/ مفرح بحيبح في مواجهة مليشيا الحوثي وصالح الانقلابية.

بدأ الاقتحام عند الساعة السابعة والنصف مساءً، حيث توزع أفراد اللواء 26 عبر مجاميع انتشرت في كل المواقع التي كان يسيطر عليها الحوثيين، ولم يبدأ إطلاق النار إلا حين تمكن الأفراد من التسلل إلى أماكن قريبة لتحصينات الحوثيين.

توجهت المجموعة الأولى من الأفراد إلى مقر إدارة أمن مديرية حريب في محافظة مأرب، والتي تعد مقدمة الصفوف للحوثيين هناك والممتدة إلى مديرية عين في محافظة شبوة.

تسلل الأفراد بصورة مكتفة إلى إدارة الأمن ومن عدة اتجاهات، وكانت قيادة اللواء قد تعمدت توجيه ضربة قوية لمسلحي الحوثي المتحصنين في إدارة الأمن بهدف إثبات الجدية في الحسم، وسرعان ما سقط الموقع بيد أفراد اللواء.

هذا الانتصار شكل بؤرة الانطلاق للسيطرة على بقية المواقع، كما تحدث بذلك قائد اللواء/ مفرح بحيبح، مبيناً أن مسلحي الحوثي عندما فقدوا مواقعهم في إدارة الأمن خلال ساعة ونصف، انهارت معنوياتهم  وسقطت بقية المواقع.

وأضاف: "حرصنا ألا يتعرض أي إنسان لأذى سواء من المدنيين أو العسكريين وقد وفقنا في ذلك، حيث سقط فقط 33 من أفراد اللواء بين شهيد وجريح، استشهد أحدهم اثناء الاقتحامات فيما استشهدا اثنين آخرين جراء انفجار لغم في جبل شقير، ويجرى الآن معالجة كافة الجرحى".
.
(كسر العظم)

صحيح كان الوصول إلى موقع إدارة الأمن ممكنا لكن الصعوبة كانت في الترتيبات الكبيرة الذي أعدها الحوثيين والجاهزية القتالية من تلك المواقع، فلم يكن الحوثي عدواً بسيطاً في المنطقة يسهل القضاء عليه.

أكثر من خمسة قناصات تمركزت في هضبة خلف مبنى الأمن, وضعت كل قناصة لحماية الأخرى وصولاً إلى آخر المكان، والذي وجدنا فيه خندقا تحصن فيه أحد قناصة الحوثي.

يقول الأفراد المشاركين في الهجوم أنهم  وجدوا صعوبة كبيرة في الوصول إلى الخندق المحفور على الصخر بشكل مستطيل، بهدف تسهل الحركة والاحتماء فيه.

انتهى الأمر بسيطرة أفراد اللواء 26 على إدارة أمن لكن المعركة لم تنتهي بعد، ففي الأثناء كانت مجموعة أخرى من أفراد اللواء قد دخلوا بوابة معسكر الرئاسة حتى وصلوا إلى نقطة قريبة من تواجد مسلحي الحوثي في مواقع مهمة من قمة الجبل.

هذا الجبل الذي يطل على مدينة حريب بالكامل من الجهة الغربية وتستطيع مدافع وقناصة الحوثي أن تحدد الهدف بوضوح إلى المدينة، ومن الأمام يطل على معسكر الرئاسة ويقوم بحمايته، باعتباره المقر الرئيسي للحوثيين في المنطقة قبل تحريره.

أطبق أفراد اللواء خناقهم بشدة على المواقع المحيطة بمعسكر الرئاسة، وتمكن الخوف من صدور مسلحي الحوثي فقتل بعضهم وجرح آخرون ومنهم من لاذ بالفرار إلى  الجهة المقابلة باتجاه منطقة بيحان في محافظة شبوة.

بعد تطهير موقعي الرئاسة وإدارة الأمن، اعطت القيادة الاشارة لمجموعة أخرى كانت مهمتها اقتحام موقع الحشفاء، الذي يقع في الجهة المقابلة لإدارة الأمن.

وفي الواقع أن الشكل الحلزوني لجبل الحشفاء أعطى الحوثيين تحصينات طبيعة دون الحاجة إلى إنشاء المزيد من الخنادق والمتارس.

(معركة خاطفة)

لم يكن التدبير سطحي في اختيار الحوثيين التمركز في مواقع مهمة وكيفية زرع الألغام فيها فيبدو أن خبراء من الحرس الجمهوري الموالي لصاح كانوا تلك المخططات، فقد وجدنا قطع كاملة للزي الخاص بالحرس الجمهوري في أكثر من موقع، بالإضافة إلى الفراشات والمخيمات الخاصة بالحرس.

مع ذلك، لم يترك أفراد اللواء أي فرصة للمناورات مع الحوثيين قبل حسم المعركة وسرعان ما داهموا المواقع من عدة اتجاهات كما هو الحال في موقع الحشفاء وبقية المواقع التي كانت معظمها في الأساس مواقع عسكرية تم تسليمها للمليشيا الانقلابية.

ولم تخلوا وسط المدينة من قناصة الحوثي أيضا، فبين جوانب الجسر الذي يربط مديرية حريب بمديرية عين، كانت القناصة تختبئ وسط الأشجار وتعمل على ترويع أهالي المنطقة عند مدخل سوق حريب.

مدينة حريب التي تعد الأكثر كثافة سكانية في محافظة مأرب حيث يعيش فيها أكثر من 45 ألف مواطن يمني، ما جعل قائد اللواء مفرح بحيبح حريصاً على تجنيب المدنيين عواقب المواجهات المسلحة التي قد تحدث في المدينة.

(قيادة مسؤولة)

سارت المعركة دون سقوط ضحايا من المدنيين، فبعد جهد جبار استطاع أفراد اللواء 26 مشاة من إحكام السيطرة على سوق حريب دون الحاجة إلى المزيد من المواجهات المسلحة، حتى لا تتضرر مصالح ومساكن المواطنين الذين هم في الأساس سكان أصليين في المنطقة لا بديل لهم غير تلك المساكن.

وتوالت الانهيارات بعد ذلك في صفوف مسلحي الحوثي، فسقط موقع القناصة القريب من نقطة الأمن المركزي عند مدخل السوق من الجهة الجنوبية الشرقية لمحافظة مأرب.

وفي موقع قريب من القناصة توجد قلعة حريب التاريخية التي استغلها الحوثيين وجعلوا منها سجناً لوضع معتقليهم من المدنيين واستخدامهم كدروع بشرية.

تمكن أفراد اللواء من السيطرة على موقع القلعة وكانوا بذلك قد أحكموا سيطرتهم على مديرية حريب كاملة واستعادوها من قبضة الإنقلابيين الحوثيين.

بعدها كانت المهمة الثانية للواء 26 مشاة، هي تحرير مديرية عين التابعة لمحافظة شبوة بحكم الأهمية الجغرافية التي تربطها بمديرية حريب، فجبل شقير التابع لعين يطل على مديرية حريب بالكامل من الاتجاه الخلفي، ما جعل منه خطراً بالغاً على أمن حريب في ظل سيطرة الحوثيين عليها.

انطلقت مجاميع من اللواء بالتعاون مع أفراد من المقاومة الشعبية، نحو المواقع التي كان يسيطر عليها الحوثيين، ففي الاتجاه الأيمن من الطريق المتوجه نحو مديرية عين، يوجد موقعي الغرقة وقرن عبيد اللذين تمركز فيهما الحوثيين لمراقبة واستهداف السيارات والناقلات التي تعبر المكان.

أطبق أفراد اللواء سيطرتهم على الموقع بعد هجومهم على المسلحين الحوثيين دون سابق إنذار، وفر الحوثيون تاركين المواقع مزروعة بالألغام التي لا تزال موجودة حتى الآن.

موقع شقير هو الآخر مازال مزروعاً بالكثير من الألغام، وقد راح ضحيتها اثنين من أفراد اللواء 26 استشهدا في انفجار أحد الألغام خلال تمشيط المكان بعد تطهيره من ميلشيا الحوثي.

توقفت المعركة المخطط لها من قبل قيادة اللواء، في موقع نجد مرقد الواقع على حدود منطقة عسيلان في مدينة شبوة، مع منتصف ليلة 19 مارس 2016م، واحتفلوا بالنصر.

ولم يتأخر قائد اللواء/ مفرح بحيبح، عن توجيه الدعوة لمنتسبي القوات المسلحة والأمن وكذلك القبائل اليمنية والقادة السياسيين والمثقفين والشباب ممن انساقوا وراء إغراءات الحوثي، بالعودة إلى الحاضنة الوطنية والحرص على عدم تدمير الوطن.

وتابع القول: "الحوثيين أتوا إلى مناطقنا ووضعوا منا الداعشي والتكفيري وقسمونا طوائف، ونحن لا نعرف هذا الكلام ولن تستجيب منطقتنا لمثل هذه الدعوات مطلقاً".

وشدد العميد ركن/ مفرح بحيبح، حرصه على دعم مبادئ الأمن والسلام في المنطقة، مؤكداً أنه لن يمس أي بيت أو شخص ممن ثبت تعاونهم مع الحوثيين في مديرتي حريب وعين.
 


التعليقات