في مؤتمر بواشنطن.. مسؤولون يمنيون يكشفون عبث السعودية والإمارات خلال حرب اليمن
- متابعات الثلاثاء, 10 يناير, 2023 - 12:39 مساءً
في مؤتمر بواشنطن.. مسؤولون يمنيون يكشفون عبث السعودية والإمارات خلال حرب اليمن

كشف مسؤولون يمنيون خلال المؤتمر الدولي المنعقد في واشنطن لبحث عملية السلام في اليمن تفاصيل العبث الذي تقوم به السعودية والإمارات خلال حربها المستمرة في البلاد منذ ثمانية أعوام.  

 

وقال نائب رئيس مجلس النواب، عبد العزيز جباري، خلال المؤتمر الذي نظمته نظمته مؤسسة توكل كرمان ومركز الدراسات العربية المعاصرة في جامعة جورج تاون ومنظمة الديمقراطية في العالم العربي الآن "داون أن السعودية لم تقطع يد  إيران  بل  تم تدمير مقدرات اليمن وتمزيق اليمن. 

 

وأفاد جباري بأنه يجري تفتيت اليمن  إلى كنتونات وتشكيل تشكيلات عسكرية تمول وتنفذ توجيهات  هذه  الدول  ولا تتبع  الجيش  اليمني  بل  تم ازاحة القيادات  الوطنية التي  تعمل لمصلحة بلادها  اليمن  وفرض  شخصيات تنفذ مايطلب منها إلى أن تم  الوصول  بازاحة  رئيس الدولة بطريقة  غير دستورية  نتج عن هذه التصرفات تدمير سمعة  وثقة قيادات مؤسسات  الدولة  لدى  الشعب  اليمني  الذي يرى  أن هذه القيادات المعينة من قبل دول التحالف لاتمثله أو تدافع عن مصالحة . 

 

ولقت جباري إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية تعاملت مع الحرب في اليمن من خلال المملكة  السعودية  ولذلك  تركت  يدها مطلوقة  في  خوض الحرب مع  الحوثيين دون تحديد سقف زمني لهذه الحرب كما أن القرار الأمريكي كان مشتتا  بين  الخارجية  الأمريكية  والبنتاجون فاستمرت الحرب نتيجة لذلك  لأسباب عدة.

 

وشدد جباري على ضرورة  الدعوة إلى عقد حوار وطني تشترك فيه جميع الأحزاب والقوى السياسية يتم فيه تقرير مصير اليمن بعيدا عن التدخلات الخارجية.  

 

بدوره قال وزير النقل السابق صالح الجبواني بأن الصراع  في  اليمن  كان  بين  طرفين  في  السنة  الأولى  للحرب  هما  الحركة  الحوثية  والشرعية اليمنية لكنه تحول  من السنة  الثانية إلى صراع بين عدة أطراف عندما بدأت الإمارات بتأسيس النخب العسكرية القبلية والأحزمة  الأمنية المناطقية  في مطلع العام 2016 وهذه المليشيات أُسستها الإمارات لضرب الشرعية نفسها  وأخراجها منالمحافظات الجنوبية المحرره وهذا ما حصل بين 2019-2022  ولازال طرد الشرعية من باقي المناطق قائم على قدم وساق. 

 

وأشار الجبواني إلى أن  المجلس الإنتقالي الجنوبي: هو مكون سياسي يغلب عليه الطابع المناطقي وهذا المكون لا يمثل الجنوب لأن الجنوب  متعدد  سياسيآ  وفي الساحة الجنوبية مكونات سياسية  متعدده  بأهداف  مختلفة لكن ما يميز  المجلس الإنتقالي  عن  المكونات الجنوبية الأخرى أن لديه مليشيات مسلحة أسستها الإمارات.  

 

وأوضح بأن تلك المليشيات  يقودها  ضباط  أماراتيون  من  قواعدهم  العسكرية  في  ميناء  بالحاف  في  محافظة  شبوه  ومطار الريان في  محافظة  حضرموت  وكذا  مركز  قيادة  التحالف  في عدن،  ولم  تخض  هذه  المليشيات  معركة  واحده  ضد  الحوثي  بل أن كل معاركها التي خاضتها كانت  ضد  الحكومة  الشرعية  أبتداء  من  معركتي  يناير  وأغسطس  2019  ضد الحكومة   الشرعية  في عدن  وإنتهاء  بمعركة  شبوه في أغسطس العام الحالي 2022  .

 

ولفت إلى أن   تحالف  السعودية  والإمارات أو ما يُطلق عليه  رسميآ  (التحالف العربي)  أصبح  طرفآ  في  الصرع بعد أن كان داعمآ  ومساندآ  للشرعية اليمنية، ولم يعد معني بالحرب مع الحوثي منذ توقيع الهدنة في أبريل 2022  بالنسبة للسعودية  أما الإمارات فقد نفضت يدها من الحرب مع الحوثي منذ إعلانها بسحب قواتها من اليمن في أكتوبر2019 بعد سيطرت المليشيات التي تتبعها على مدينة عدن في أغسطس 2019 وطرد الحكومة الشرعية منها. وأغلب الظن أن الحرب بين الحوثي والسعودية والإمارات قد  أنتهت  ومهمة التحالف الحالية هي تقاسم مناطق النفوذ في  جنوب اليمن ورعاية جيوب في الشمال  لإشغال   الحوثي وجعل سيطرته منقوصة على الجغرافيا الشمالية لإبقاءالجرح اليمني مفتوحا على كل الإحتمالات  وإعادة تشكيل اليمن بما يخدم أهدافهما في تقسيم البلاد وتقاسمها. 

 

 

بدوره قال السفير خالد اليماني وزير الخارجية الأسبق في مشاركته بالمؤتمر بأن   المشهد السياسي والاجتماعي والإنساني مع بداية العام التاسع للحرب اليمنية يشكل مواصلة لحال السقوط الحر في هاوية سحيقة. تشظي متزايد للمجتمع وقواه السياسية، وتحديدا في مناطق سيطرة مجلس القيادة الرئاسي، واخرها رفع اعلام الدولة الحضرمية المستقلة. 

 

وبخصوص تشكيل ما يعرف بالمجلس الرئاسي أفاد اليماني بأنه حذر من تلك الخطوة منذ مباشرة المجلس لمهام عمله وبدء الخلافات التي عصفت به منذ الأيام الأولى وهو إلى الآن لم ينجز المجلس ما يبرر دخول مرحلة ما بعد هادي، فلا إصلاحات مؤسسية واستقرار لمؤسسات الدولة داخل الأراضي اليمنية، ولا حكومة قادرة على تقديم معالجات انسانية دع عنك المفردات الفضفاضة مثل التعافي الاقتصادي وحوكمة الموارد المالية للدولة

 

وبين اليماني بأنه ليس متفائلا بما سيأتي به العام التاسع، كونه سبق وأن قال بان طريق الهدنة هو الذي سينقلنا الى ما اسميته بطريق السلام الصعب، ان استمر الحوثي بالتفاعل مع متطلبات الهدنة وليس وضع الاملاءات. وطريق السلام الصعب هو طريق طويل تتم فيه عمليات التوافق الإنساني وغيرها من إجراءات بناء الثقة وصولا الى انهاء الاعمال العدائية، وما يليها من مفاوضات السلام المستدام، وهذا الخيار قد يأخذ سنوات، وتجربة الصومال شاخصة امامنا بعد ثلاثين عاما من سقوط نظام سياد بري، ولكنه أفضل من ازهاق المزيد من الأرواح في هذه الحرب العدمية، والأفكار التي يتناولها الحوثي لمعاودة عملياته في مأرب لاعتقاد واه لديه ان بإمكانه تحقيق الانتصار.

 

هذا وكانت قد انطلقت الإثنين أعمال مؤتمر دولي حول اليمن في العاصمة الأمريكية واشنطن، بمشاركة نخبة من السياسيين اليمنيين والباحثين والمسؤولين الغربيين، وعلى رأسهم المبعوث الأمريكي إلى اليمن، تيم ليندركينج، والحائزة على جائزة نوبل للسلام، توكل كرمان، ومديرة منظمة (DAWN)، سارة ليي وايتسون، وعميد كلية الخدمة الخارجية في جامعة جورجتاون، جويل هيلمان.  

 

وركز المؤتمر على بحث حالة الحرب الحالية في اليمن وسبل إنهائها، وصولا إلى تحقيق السلام الدائم والديمقراطية، وكذلك تحقيق العدالة الانتقالية، وإعادة بناء اليمن بعد إنهاء الصراع.   

 

وقال المبعوث الأمريكي إلى اليمن، تيم ليندركينج، في كلمته الافتتاحية للمؤتمر إن واشنطن ملتزمة بإيجاد حل للأزمة في اليمن، رغم عدم وضوح تصورات التوصل إلى السلام، وأن الولايات المتحدة الأمريكية تعتقد أن عام 2023 سيقدم فرصة لإنهاء الصراع بشكل نهائي.   

 

وتضمن المؤتمر أربع جلسات نقاش لتقييم مواضيع متفرقة عن الوضع الحالي في اليمن، وعن تحقيق السلام الدائم والديمقراطية، والعدالة الانتقالية، ودور المجتمع الدولي، وذلك من خلال استضافته 5 متحدثين رئيسيين (نائب رئيس مجلس النواب اليمني عبد العزيز جباري، وخالد اليماني وزير الخارجية الاسبق، ووزير النقل اليمني الأسبق صالح الجبواني، ومحافظ سقطرى السابق رمزي محروس، وعصام شريم عضو مجلس الشورى اليمني).


التعليقات