الوحدة اليمنية في ذكراها الـ 33 .. هل المجلس الرئاسي "حصان طروادة" لعودة الانفصال؟ (تقرير)
- خاص الإثنين, 22 مايو, 2023 - 05:06 مساءً
الوحدة اليمنية في ذكراها الـ 33 .. هل المجلس الرئاسي

[ الوحدة اليمنية ومؤامرات الخارج في ظل تواطؤ السعودية ]

تحل الذكرى الثالثة والثلاثون لعيد الوحدة اليمنية في ظل متغيرات سياسية تحاك ضد المنجز العظيم لليمنيين، والحدث الأبرز الذي أنجزه اليمنيون في خاتمة القرن العشرين ، وفي ظل متغيرات سياسية كبرى على الصعيد الوطني، متزامنة بتحركات خطيرة من قبل المجلس الانتقالي الجنوبي (الانفصالي) المدعوم من دولة الإمارات، الذي يسعى إلى "فك الارتباط" وإعادة تركيبة الدولة الواحدة إلى ما قبل 21 مايو 1990.

 

وقد تعزز مفهوم الانفصال بعد فشل التحالف بقيادة السعودية والإمارات من استعادة العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الحوثيين، وبعد أكثر من ثماني سنوات من التدخل للتحالف الذي أعلن عن عزمه استعادة الشرعية، وإزاحة المتمردين الحوثيين، من أقاصي الشمال اليمني التي يشكل عمقها الجغرافي التاريخي ومخزونها البشري لتنفيذ مشروعها المسلح المدعوم من إيران والمتمثل في إقامة دولة ولاية الفقيه المستنسخة من النظام الإيراني. 

 

يحدق الخطر أيضا بالوحدة اليمنية في الذكرى الثالثة والثلاثين لعيد الوحدة، التي تتزامن مع العديد من المتغيرات، وظهور المجلس الرئاسي وكأنه "حصان طروادة"، لإسقاط الوحدة، وتسليم المناطق المحررة، للمجلس الانتقالي، وذلك بعد عدة قرارات، وأحداث بينت النوايا الخفية لتشكيل المجلس الرئاسي، والانقلاب على الرئيس الشرعي "عبدربه منصور هادي" في 7  أبريل (نيسان) للعام 2022 برعاية سعودية.

 

ويبدو مشروع التشطير الأكثر حضوراً في الوقت الحالي، خصوصاً في وقتٍ يحكم الانفصاليون قبضتهم العسكرية والسياسية على عدن ومحافظات لحج والضالع وأجزاء واسعة من أبين وشبوة، وتصعيدهم بإتجاه محافظة حضرموت.

 

اقرأ أيضا: الوحدة اليمنية في ذكراها الـ 33 .. هل المجلس الرئاسي "حصان طروادة" لعودة الانفصال؟ (تقرير)

 

ذلك التصعيد الذي أكد حقيقة أن المجلس الرئاسي هو المطية التي يعبر بها  الانتقالي إلى أهدافه،  وسط تساؤلات عن توقيت تلك التحركات ودلالاتها في ظل تحديات مماثلة تعيشها البلاد مع توغل المشروع الحوثي الذي يتهدد اليمنيين شمالاً وجنوباً، وهو تصعيد بلغ ذروته مع إعلان  رئيس المجلس الانتقالي عيدروس الزبيدي إعادة تشكيل هيئة رئاسة الانتقالي على نحو أشبه بالتمهيد لإعلان فصل جنوب اليمن عن شماله، وتجاهل رئيس مجلس القيادة "رشاد العليمي" في خطابة في القمة العربية ذكر الوحدة، بينما شدد على وحدة دولة سوريا.

 

وإزاء هذه التطورات، رأى الكاتب السياسي اليمني ياسين التميمي في تصريح لـ"الـموقع بوست": أن " خطة الزيارة المثيرة للجدل، التي يقوم  بها إلى عاصمة محافظة حضرموت، عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي الانفصالي، والذي يشغل منصباً رفيعاً في الدولة اليمنية هو عضو مجلس القيادة الرئاسي، يدرك جيداً حجم الدعم المقدم من دولتي التحالف، لهذه الزيارة وأهدافها السياسية والانفصالية دون اليقين بطبيعة الموقف السعودي النهائي من خطة تمكين الانتقالي، أخذا بعين الاعتبار أولوياتها الجيوسياسية تجاه المناطق الشرقية من اليمن ."

 

ورأى التميمي بأن" الرسالة واضحة بسقوط المكلا في النهاية في يد المجلس الانتقالي رغم الاعتراضات التي تبديها القوى الحضرمية عبر مكونات وازنة تشمل مرجعية قبائل حضرموت، ومؤتمر حضرموت الجامع، وغيرها من الوجاهات الاجتماعية والقوى السياسية التي تتبنى معادلة "حضرموت جزء من يمن اتحادي أو دولة مستقلة.

  

مؤتمر الانفصاليين 

 

وقبل أسبوع عقد المجلس الانتقالي  مؤتمر الحوار الجنوبي الذي قال إن الهدف منه  "الوصول إلى توافق سياسي ورؤية موحدة وداعمة لعودة الأوضاع إلى ما قبل تحقيق الوحدة اليمنية عام 1990، والمشاركة في صناعة ملامح دولة الجنوب، وإدارة المرحلة القادمة".

 

وقد استعرض عيدروس الزبيدي ما اسماه الميثاق الوطني الجنوبي" والمتضمن مبادئ عامة تؤكد مطلب الانفصال عن الدولة اليمنية أو ما يصفونه باستعادة الدولة التي كانت قائمه قبل 22 مايو  1990.

 

وكان المشهد الأبرز في المؤتمر هو حضور كيانات انفصالية منافسة للمجلس الانتقالي أبرزها "المجلس الأعلى للحراك السلمي لتحرير واستقلال الجنوب، مجلس الحراك الثوري، حزب التجمع الديمقراطي الجنوبي، حزب رابطة الجنوب العربي، الحزب الاشتراكي".

 

اقرأ أيضا: الوحدة اليمنية في ذكراها الـ 33.. تهديدات مصيرية مع تنامي دعوات الانفصال وضعف الشرعية (تقرير)

 

 

ولم ينتهِ الأمر عند هذا الحد، بل إن رئيس المجلس الانتقالي أعاد تشكيل الهيئة الرئاسية وضمت أعضاء في مجلس القيادة الرئاسي الممثل الشرعي للحكومة اليمنية، وهم عبد الرحمن المحرمي وفرج البحسني نائبين للزبيدي في رئاسته المجلس الانتقالي.

 

ويرى مراقبون أن الهدف الأبرز لهذا اللقاء التشاوري ، احتواء ما أمكن من القوى والمكونات في محافظات جنوب وشرق اليمن من قبل المجلس الانتقالي، ليكون هو المتصدر الوحيد في المشهد السياسي الجنوبي، في ظل مساع إقليمية ودولية للتوصل إلى تسوية شاملة للحرب الدائرة في اليمن.

 

وعلى الرغم من صعود المجلس الانتقالي الذي تشكل في العام 2017 بدعم من أبوظبي، وتصدره للمشهد جنوب اليمن، إلا أن هذا الأمر، وفق مراقبين، أماط اللثام عن الانقسامات التي تعتري القوى الجنوبية، كون هذا المجلس لم يكن محل إجماع كامل بين جميع الجنوبيين، ولا يوافق الكثير من الفرقاء السياسيين هناك على أجندته.

  

الدعم الإماراتي للانفصاليين يهدد الوحدة  

 

دفع التوتر في العلاقة بين الحكومة اليمنية والإمارات عقب استعادة عدن من يد الحوثيين عام 2015، إلى لجوء أبو ظبي لـ"الورقة الجنوبية"، وإحياء فكرة "التقسيم" في الأوساط السياسية بالجنوب.

 

ومثل ارتهان اليمن لـ"حلفاء غير موثوقين"، وفق الخبراء، تهديدا حقيقيا بضياع "الوحدة" في الدولة التي تعاني صراعاً على السلطة, وصراع إقليمي لتقاسم النفوذ ، بعيدا عن تطلعات الشعب اليمني  الذي قوض التحالف جهود حكومته الشرعية وحلفائها من مواجهة خطر المشروع الإيراني "الحوثي" في اليمن, الذي  لا يرى في الوحدة شأناً ذا أهمية تتجاوز الخطاب البروتوكولي، ولا يبدو أن الوحدة السابقة تعنيه، لأنه يسعى لنسخته من الوحدة التي يستطيع فيها ضمّ ما بقي من اليمن إلى حكمه، ليُحكم قبضته على المناطق التي تحت سيطرته .


التعليقات