السلفيون بين الاعتقال في حضرموت والاغتيال في عدن .. لماذا؟ (استطلاع)
- خاص الاربعاء, 27 يوليو, 2016 - 07:58 مساءً
السلفيون بين الاعتقال في حضرموت والاغتيال في عدن .. لماذا؟ (استطلاع)

[ الداعية الزهري الذي اغتيل في عدن مؤخرا - إرشيف ]

شهدت محافظة حضرموت مؤخرا وبعد عودة السلطة المحلية إليها ظواهر دخيلة عليها، منها اعتقال العلماء والدعاة في المحافظة، من قبل قوات النخبة وغيرها ومداهمة منازل العلماء، واقتحامها والتضييق على أنشطة الجمعيات الخيرية، وإغلاق المصليات.
 
دعاة وعلماء استقصى (الموقع بوست)، آراءهم، أوضحوا بأن كل هذه الممارسات هي ظواهر سلبية دخيلة على حضرموت، المحافظة المسالمة، التي يتعايش فيها الجميع.
 
عدن هي الأخرى، شهدت مؤخرا عدة حوادث اغتيال لعلماء ودعاة من السلفيين، وهي ظاهرة تكررت، ما يدفعنا للتساؤل أما الذي يحدث؟، وما هي أسباب هذه الممارسات؟، وأين دور السلطات في هذا الأمر ؟، وما هو واجب العلماء والدعاة حيال ما يحدث ؟.
 
تساؤلات طرحها (الموقع بوست)، على نخبة من الدعاة والإعلاميين فكانت هذه الحصيلة..
 
أسباب استهداف العلماء والدعاة
 
يرى الداعية الحضرمي وعضو مؤتمر الحوار الشيخ كمال بامخرمة أن استهداف العلماء، هو استهداف لعقل الأمة وروحها ومصدر هدايتها، لافتا إلى أن الذي يستهدف العلماء هو عدو للأمة، وإن زعم أنه منها، وأنه يسعى في مصالحها، بل هو يسعى في تخريبها وتدمير مصدر العلم والعقل والهداية فيها – حسب قوله.
 
وأضاف بامخرمة في حديثه لـ(الموقع بوست): "ما يحدث للعلماء في حضرموت وعدن ظاهرة جديدة ومقلقة، ونحن نخشى أن يكون وراء هذا الاستهداف الممنهج للعلماء والمصلحين بالاعتقال أو الاغتيال أو الإخراج من البلاد، نخشى أن يكون وراءه مخطط إجرامي لتفريغ عدن وحضرموت والجنوب خاصة من علماء أهل السنة، أهل الوسطية والاعتدال، ليحل بديلاً عنهم من يحمل الفكر المتطرف، الذين هم مطايا الاستعمار على مدى التاريخ".
 
وطالب بامخرمة الحكومة المنتخبة وعلى رأسها رئيس الجمهورية بالإفراج الفوري عن العلماء والدعاة المعتقلين في حضرموت، وكذا توفير حماية كاملة للعلماء والدعاة في اليمن عموما وعدن خصوصا فهذا واجبهم مادام هذه المحافظات تحت سلطتهم.
 
وأشار إلى البيان الذي صدر مؤخرا عن أكثر من 100 عالم وداعية يطالبون فيه بالإفراج الفوري عن العلماء والداعة المعتقلين في حضرموت، وبالكف عن مضايقة الجمعيات الخيرية، داعيا السلطة للاستجابة إلى نداء العلماء والعقلاء ونطالب السلطة المحلية أن تفتح حوار جاد مع العلماء لما فيه مصلحة المحافظة.
 
حملة ممنهجة ضد التيار السلفي
 
أما الداعية المعروف والناشط الإعلامي رشيد العطران فيقول إن هناك حملة ممنهجة تستهدف علماء الجنوب، وخصوصا علماء الدعوة السلفية في حضرموت وعدن، والذين – حسب وصفه - عرفوا منذ ثلاثة عقود من الزمن بوسطية المنهج وصفاء العقيدة، وحسن المسلك والطريقة، لافتا إلى أنهم بين من رمي في السجون ظلما وعدوانا، وبين من تم قتله غيلة وغدرا.
 
وأشار العطران في حديثه لـ(الموقع بوست)، إلى أن هناك انتقائية في الاستهداف للعلماء في التيار السلفي دون غيرهم من علماء الطوائف والجماعات الذين لم يصابوا بسوء ولا مكروه وهذا، لافتا إلى أن هذا يثير الكثير من الأسئلة، متمنيا عصمة دماء جميع المسلمين.
 
وناشد العطران رئيس الجمهورية ونائبه وحكومة رئيس الوزراء أن يتقوا الله في رعاياهم، وأن يعلموا أن ما يحصل في حضرموت وعدن المحررة لم يحصل مثله في المناطق المحتلة من قبل الإنقلابيين، وأن مثل هذه الفوضى تخلق تيارا متشددا لا يؤمن بالحياة ولا بالتعايش مع الآخر.
 
وأشار إلى أن سكوت رئيس الجمهورية والحكومة، في مثل هذه المواقف، سكوت غير مسؤول، لافتا إلى أن من شأنه أن يوسع دائرة الصراع ويحمل الشعب أثقالا جديدة لا طاقة له بها، مضيفا: "فينبغي تصحيح الأخطاء وأولها إعادة النظر في اللجنة الأمنية المخولة في الجنوب عموما، وفي عدن وحضرموت خصوصا كبادرة أولى تخمد بها حرائق الموت الملتهبة في جنوبنا اليمني المكلوم .!".
 
مدى سيطرة الشرعية على حضرموت
 
من جانبه أوضح الإعلامي والمحلل السياسي محمد العمراني، أن اعتقال العلماء والدعاة وتقييد نشاط الجمعيات الخيرية بحضرموت يفتح الباب للتساؤلات، ويضع علامات استفهام حول مدى السيطرة الفعلية للسلطة الشرعية على مقاليد الأمور في هذه المحافظة، ويظهرها وكأنها لا حول لها ولا سلطة.
 
وأشار العمراني في تصريح لـ(الموقع بوست)، إلى أن محافظ حضرموت، اللواء أحمد بن بريك، لمح لهذا وهو لمح لهذا الأمر، داعيا إلى الإفراج الفوري على العلماء والدعاة المعتقلين، وعدم تقييد النشاط الخيري الاجتماعي للجمعيات، كون هذا النشاط دوما تحت رقابة السلطة وأعينها وليس فيه ما يجعله محل شبهة.
 
كما دعا السلطة المحلية في حضرموت إلى تغليب مصلحة المحافظة وأبناء حضرموت، على أي أجندة خارجية، وفتح أبواب الحوار مع العلماء والعقلاء والتعامل بحكمة مع الوضع، وإيقاف تلك الممارسات الظالمة التي تولد العنف وتبذر بذور الإرهاب وتضاعف معاناة الناس وتعمق مشاكلهم.
 
وبخصوص الوضع في عدن قال العمراني إن ما يحدث للعماء والدعاة من السلفيين ومن غيرهم، هو جزء من الفوضى العارمة التي تضرب المدينة، رغم وجود الحكومة فيها، ووجود قوات للتحالف بكل امكانياتها.
 
وأضاف: "يبدو أن هناك أيادي خفية تعبث بالأمن في هذه المدينة وعلى الحكومة والأجهزة الأمنية بعدن أن تعمل على ايقاف مسلسل الفوضى والعبث لأنه لا يضرها فحسب بل يعطي صورة مشوهة عن الشرعية التي عجزت عن تأمين مدينة وهو ما يثير التساؤلات وعلامات الاستفهام"، داعيا الله أن يحقن دماء أبناء اليمن في اليمن عموما وفي هذه المدينة خصوصا من أي جهة أو جماعة".
 
 


التعليقات