نسمة الكميم.. يمنية تنقل معاناة المواطنين عبر الصورة
- العربي الجديد الأحد, 31 يوليو, 2016 - 09:08 مساءً
نسمة الكميم.. يمنية تنقل معاناة المواطنين عبر الصورة

[ وضع المرأة اليمنية ]

يبادر عشرات الشباب اليمنيين إلى مساعدة المتضررين، في الحرب التي فاقمت أوضاع اليمنيين سوءاً، مع اندلاعها، منذ عام ونصف العام تقريباً، في مجالات مختلفة.

نسمة الكميم، فتاة يمنية جعلت من حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" و"انستغرام"، نوافذ لطرح معاناة اليمنيين جراء الحرب عبر الصورة. وما يميز عملها أنه يجسد أفكارها بأن تكون هي صاحبة الصورة والموقف الذي تريد طرحه فوتوغرافياً.
ومنذ عام 2014 وحتى اليوم، حققت الكميم حضوراً واسعاً على مواقع التواصل، وامتد صداها إلى خارج الفضاء الافتراضي في داخل اليمن وخارجه.
 
وبدأت الكميم في انتقاد أكثر القضايا جدلاً في اليمن، وهي مضغ القات. وتوضح لـ"العربي الجديد"، أن صورتها أثارت الجدل على صفحتها في "فيسبوك"، وهي تطعم جدياً بعضاً من غصون القات التي يداوم اليمنيون على تناوله، في حين تمسك باليد الأخرى فاكهة".
 
ولفتت إلى أنها عبرت من خلال الصورة عن رفضها تلك العادة التي تستهلك المال والوقت وتستنزف المياه، موضحة أن الصورة تسببت في جدل واسع بين أوساط متعاطي القات بالتحديد.
 
وتابعت "ردود الفعل الغاضبة تجاه تلك الصورة علمتني كيف أقدم أفكاري بطريقة أراعي فيها ثقافة وعقلية متلقي رسالة الصورة التي أقدمها".
 
وفي تجربتها اللاحقة أثارت الكميم الجدل أيضاً، عندما أرادت انتقاد الأحزاب السياسية والمنتمين إليها. وكانت صورتها وهي تحمل العلم اليمني عالياً في إحدى يديها وفي الأخرى شعارات الأحزاب السياسية اليمنية وعليها علامات إكس، في إشارة إلى أن الانتماء لليمن أكبر من الانتماء للأحزاب.

وعن تلك التجربة تقول: "مزج الزي العصري بالتقليدي تسبب في الحد من وصول رسالة الصورة التي أردتها، لذا تعلمت أنني كلما اقتربت من الأزياء الشعبية التقليدية كلما استطعت إيصال رسالة الصورة بشكل أسرع في المجتمع اليمني المحافظ " وهو ما ركزت عليه في صورها اللاحقة.

تنتقد عادة مضغ القات في بلادها (فيسبوك)
 
عام 2015 جسدت الكميم مشاعر الاشتياق للوطن لدى اليمنيين العالقين في الخارج بسبب توقف الطيران إلى اليمن بعد نشوب الحرب. لكن الصورة التي حققت للكميم شهرة ونجاح بين أوساط اليمنيين واجتاحت وسائل التواصل الاجتماعي مطلقين عليها عنوان "ملكة جمال الحرب"، كانت الصورة التي جسدت فيها معاناة النساء اليمنيات في ظل انعدام المياه والكهرباء.
 
وظهرت في الصورة وهي تحمل على رأسها الحطب وفي يدها غالون ماء فارغ، كما علقت لوحاً شمسياً صغيراً حول خصرها، في إشارة إلى أزمة المياه والكهرباء التي تعصف بالبلاد.
 
أخيراً نشرت على "فيسبوك" صورتها الجديدة، التي تتناول حالة ترك المرأة لمنزلها إثر خلافها مع زوجها. إذ ترتدي الكميم زياً يمنياً تقليدياً، يسمى "الشرشف" وتصبغ كفيها بالحناء، وتتزين بالذهب، وتحيط نفسها بما اعتادت المرأة اليمنية على امتلاكه مثل المداعة (النارجيلة)، والصندوق الحديدي التي تضع النساء الحلي فيه.
 
تقول الكميم "ابتعدت قليلاً في هذه الصورة عن تجسيد وضع المرأة المترتب عن الحرب لنقل وضع المراة الاجتماعي بشكل عام".
 
نسمة أم لطفلتين تعافر للاهتمام بهما، وتوفير كل مطلباتهما الاقتصادية، لكنها في الوقت ذاته لا تبخل بتوفير التفاصيل لكل صورة تقدمها للناس، لأنها تؤمن أن الفن الذي تقدمه ينبع من روحها، لذا يصل إلى جمهورها سريعاً.
 


التعليقات