محاولات إيرانية لإثارة الفتنة بالأراضي المقدسة
مخططات إيران وطموحات خامنئي تهدد وحدة اليمن والعراق وسوريا ولبنان (تحليل)
- عصام عابدين – اليوم السابع الثلاثاء, 13 سبتمبر, 2016 - 12:20 صباحاً
مخططات إيران وطموحات خامنئي تهدد وحدة اليمن والعراق وسوريا ولبنان (تحليل)

"المملكة لن تسمح بأي حال من الأحوال بوقوع ما يخالف شعائر الحج ويعكر الأمن ويؤثر على حياة الحجاج وسلامتهم من قبل إيران أو غير إيران"، تلك كانت كلمات ولى العهد السعودي الأمير محمد بن نايف، ردا على محاولات طهران إحداث البلبلة قبل بدء مناسك حج هذا العام.
 
مخططات إيرانية
 
مخطط إيران لإحداث الفوضى في الأراضي المقدسة، واحد من عشرات الأهداف التي ترمى طهران لتحقيقها، فـ"نظام الملالي" يرى في الحج "فرصة لا تعوض" لحشد الشيعة بهدف إحداث البلبلة من خلال طقوس معينة، كمراسم "البراءة من المشركين" التي يقول عنها رجل الدين الإيراني آية الله جلال كنجئى إنها "بدعة أضافها نظام الملالي لمناسك الحج".
 
مخطط آخر لا يقل خطورة يسعى نظام الملالي، إلى تمريره وهو" تدويل الحج"، وهو ما ظهر في رسالة خامنئي: "يتعين على العالم الإسلامي أن يعيد النظر فيما يتعلق بإدارة الحرمين الشريفين والحج"، على حد قوله.
 
بداية الأزمة
 
"تسييس الحج" وبث الفوضى والاضطرابات والفتن، أهداف إيرانية ترمى لفرضها خلال ملايين تجمع المسلمين لأداء الفريضة في الأراضي المقدسة سنويا، وذلك من خلال رفضها الحازم والقاطع لمحاولات نظام الولي الفقيه في طهران بمحاولة فرض شروط سياسية على المملكة ومحاولة إدخال مراسم وطقوس خارجة عن مناسك الحج، بما يؤدى لإحداث انشقاقات طائفية ومذهبية.
 
إيران.. و30 عاما من الشغب في الحج
 
إيران ضالعة "من رأسها حتى قدميها" في محاولات إثارة الشغب والفوضى والاضطرابات والفتن ومحاولة إحداث الصراعات الطائفية، في الأراضي المقدسة،  بدءا من أحداث شغب مكة عام 1987، والتي كانت أبرزها وأكثرها خطورة، وحتى حادثة تدافع منى العام الماضي، التي تورط بها دبلوماسيون وضباط باستخبارات الحرس الثوري الإيراني اندسوا بين الحجاج الإيرانيين بجوازات سفر عادية، وأسفرت عن مقتل نحو 2300 حاج أجنبي، من بينهم 464 إيرانياً.
 
طموح إيراني في المنطقة
 
منذ احتلال الأحواز وبلوشستان عامي 1925 و1928 بتعاون بريطاني، والإعلان الرسمي عن تأسيس إيران في العقد الرابع من القرن الماضي، فرض "الفرس" هيمنتهم على الشعوب غير الفارسية (الأتراك، العرب، الأكراد، البلوش والتركمان) التي تسكن الأرض الإيرانية، فعملوا جادّين على ترسيخها وبرّروا قمع مقاومة الشعوب الرازحة تحت احتلالهم.
 
إيران كشفت وبكل وقاحة عن وجهها القبيح، وتصر على "دس أنفها" في الشأن العربي خاصة 4 دول (اليمن ولبنان وسوريا والعراق)، فهي تدعم الحوثيين وتحرضهم على تهديد وحدة اليمن والعدوان على السعودية، وتحرض حزب الله على إفساد الوفاق الوطني اللبناني، وتفسد أي تسوية سياسية للأزمة السورية لا تبقى على بشار الأسد في الحكم.
 
الأخطر من ذلك هو استعداد "طهران" لأن تلعب دور "شرطي الخليج"، وممارسة الدور القديم الذي كان يلعبه شاه إيران في حراسة مصالح الغرب على حساب الأمن القومي العربي، خاصة بعد إنهاء مشكلاتها مع الغرب بشأن "الملف النووي الإيراني".
 
إيران والدعم الغربي.. ونظرية المخادعة
 
الدلائل تشير إلى أن الغرب ضالع في إنجاح ما يسمى بـ"الثورة الإسلامية" في إيران، ففي الفترة قبل ثورة 1979 وباستخدام هذه النظرية المخادعة، تمكن الغرب دون أدنى معارضه إقليمية من تجهيز الجيش الإيراني وبناء مؤسسات قويّة وضخمة بهدف تغيير التوازن الإقليمي والعسكري لصالح إسرائيل وإعداد الظروف لردع التيار القومي التقدمي في الوطن العربي، وفى الوقت نفسه، عملت المؤسسات الاستخباراتية والإعلامية الأمريكية والبريطانية، على إعداد الظروف الاجتماعية والسياسية لانتصار "الثورة الإسلامية" المزعومـة في إيــران.
 
الغرب لا يريد أن يترك الشعوب تحكم نفسها، بل يرفع شعار "منح الحكم للأقليات الطائفية والعرقية"، فتحالف مع إيران والشيعة ضد السنة بالمنطقة، بدأ بالعراق ثم سوريا ولبنان، ثم تسليم الأقلية الحوثية التابعة لإيران حكم اليمن.
 
كما أن الغرب ساهم في نظرية "عزلة إيران"، في السبعينات من القرن الماضي، تلك الخدعة الإستراتيجية التي جنبت الاحتلال الإسرائيلي تقديم أي تنازلات للفلسطينيين، وإضافة لتلك النظرية طرحت حكومة طهران فكرة مخادعة أُخرى وهى حقها بالمشاركة في الترتيبات الأمنية للمنطقة وتسوية القضية الفلسطينية على أساس مصالح الأُمة الإسلامية.
 
وكانت ثمرة هذه الفكرة "الخادعة" ولادة العديد من الجماعات الموالية لإيران في لبنان، سوريا، العراق، البحرين واليمن، حيث ترفع هذه الجماعات شعار "العداء لأمريكا وإسرائيل" في الظاهر، لكنها تنفذ سياسات الملالي في "قم وطهران"، وتوجّه فوهة بنادقها وأسلحتها نحو بلدانها والأُمة الإسلامية.
 
هذا التعاون الاستراتيجي ضد الأُمة العربية، تم الكشف عنه بعد فشل مشروع "الفوضى الخلاقة"، ولعلّ أهم مظاهر التعاون العلني بين الدولة الفارسية والغرب، يكمن في الصفقة النووية المفاجئة ونجاحها السريع.
 
الحديث عن مخططات طهران "الفارسية" يطول، لكن الدول العربية، أمام هذا التحدي الكبير بمحاولة تفتيت أوطانها لصالح المشروع الفارسي، مطالبة بكل ما لديها من إرادة وقوة، بتغيير مواقفها الرسمية وتعديل سياساتها وتصحيح الأخطاء لوقف هذا المشروع الطائفي الذي يخطط لنشر الخراب في المنطقة وتستخدمه أمريكا لاستنزاف الأمة وحرقها.
 


التعليقات