العيد في عدن.. أزمات اقتصادية وحقوق ضائعة وغياب للفرحة (تقرير)
- عدن - أدهم فهد الأحد, 03 سبتمبر, 2017 - 10:39 مساءً
العيد في عدن.. أزمات اقتصادية وحقوق ضائعة وغياب للفرحة (تقرير)

[ طوابير طويلة للمواطنين في عدن بحثا عن حقوقهم - الموقع بوست ]

تستقبل العاصمة المؤقتة عدن عيد الأضحى هذا العام بطوابير طويلة يصطف بها آلاف المواطنين، بحثا عن حقوقهم ومتطلباتهم ابتداءً بالمرتبات والمشتقات النفطية وانتهاءً بالمساعدات الإنسانية التي تقدمها المنظمات والمؤسسات الخيرية، مقابل فعاليات احتفالية تحاول من خلالها منظمات المجتمع المدني إدخال الفرح والسرور على مدينة تغرق وسكانها في أزمات مركبة، لم تفارقها منذ استعادتها من قبضة ميليشيا الانقلابيين منتصف يوليو/آذار من العام 2015.

وعلى عكس العيد الفائت (عيد الفطر) حيث شهدت الشوارع المؤدية للمتنفسات والسواحل اختناقات مرورية، فقد اختفت كل مظاهر الزحام في الشوارع في عيد الأضحى هذا العام، والذي يفسره بعض المواطنين بأنه نتاج طبيعي للأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد عموماً.

أزمة الرواتب 

كانت ليلة عيد الأضحى هي موعد بدء صرف مرتبات العسكريين والتي طال انتظارها، فمنذ مارس/آذار من العام الجاري، لم يتسلموا أي مرتب، حيث مرّت عليهم ستة أشهر كاملة دون مرتبات.

وسبق إجراءات الصرف، تظاهرات احتجاجية عارمة، أغلق خلالها العسكريون الطرقات وأحرقوا الإطارات للمطالبة بصرف مرتبات المعلقة منذ ستة أشهر، لتأتي بعدها توجيهات رئاسية، بصرف مرتبات شهري مارس وأبريل، وأكد جنود -تحدثوا لـ"الموقع بوست"- بأنهم تسلموا مرتب شهر مارس فقط، في حين تم إلزامهم على توقيع استلام راتبين.

وفي خضم هذه الإشكالات، ضاعت فرحة العيد واختفت عند أهالي آلاف العسكريين، والذين ظلوا يعانون الجوع والعوز طيلة الستة أشهر الماضية، ولم يتغير حالهم كثيرا بحلول عيد الأضحى. 

يفيد الجندي معين عوض بأن "عدم صرف المرتبات سلب فرحة العيد من أوساط عائلات العسكريين، فهم بالكاد يجدون من يأكلون".

ويضيف -في حديثه لـ"الموقع بوست"- "صرف مرتب شهر واحد بعد 6 أشهر من تعليق صرف المرتبات، لم يغير شيئا من واقع معيشتنا، فقد أثقلت كاهلنا الديون، والمحظوظ منا من وجد عملا آخر يسترزق منه لإطعام أسرته".

عيد الطوابير

منذ اليوم الأول لعيد الأضحى، والطوابير الطويلة لسيارات المواطنين تصطف أمام محطات الوقود، والتي تعمل قليلا، ثم تعود لتتوقف، نتيجة شحة المشتقات النفطية، والتي تعاني منها العاصمة المؤقتة عدن منذ قرابة العامين.

ليست محطات الوقود وحدها من اصطف أمام أبوابها المواطنون في طوابير طويلة، فمعسكرات الجيش والأمن هي الأخرى شهدت طوابير طويلة لآلاف العسكريين الباحثين عن مرتباتهم، إلى جانب مئات العائلات اللائي أعياهن الانتظار أمام مراكز توزيع الإعانات التابعة للهلال الأحمر الإماراتي.

ولم تعهد أعياد عدن الفائتة، والتي أعقبت الحرب التي شنتها مليشيا الانقلابيين على المدينة، أي مشاهد للطوابير، كالتي شهدها عيد الأضحى هذا العام.

محاولات لإدخال البهجة

ورغم كل المعاناة والأزمات التي تشهدها العاصمة المؤقتة عدن، إلا أن الفرحة والأجواء العيدية حضرت وبقوة، بفعل الفعاليات الاحتفالية التي تنظمها مؤسسات المجتمع المدني.

مؤسسة سوا الفنية كانت إحدى تلك المؤسسات، والتي أحيت أيام عيد الأضحى الثلاثة، من خلال فعالية فنية، جذبت مئات المواطنين الذين امتلأت بهم ساحة مطاعم الحمراء.

يفيد أحمد اليافعي، وهو رئيس مؤسسة سوا الفنية المنظمة لإحدى الفعاليات المقامة بالعاصمة المؤقتة عدن، بأن هدف هذه الفعاليات هو انتزاع الابتسامة من شفاه المواطنين الذين أثقلت كاهلهم الأزمات، حيث عملت المؤسسة على تنظيم الفعالية الاحتفالية والتي استمرت حتى ثالث أيام عيد الأضحى، وتخللتها فقرات غنائية أحيتها الفنانة العملاقة أمل كعدل، وأخرى مسرحية وكوميدية لعدد من الفرق الفنية.

وأضاف اليافعي -في حديثه لـ"الموقع بوست"- بأن آخر ما يخشاه منظمو الفعاليات العيدية هو الحضور الجماهيري، واصفا الجمهور في عدن بالمتعطش للمرح والتسلية والتي يجدها في الفعاليات العيدية.

وتابع "نشكر وزير الشباب والرياضة نايف البكري على دعمه لنا في سبيل إقامة فعالية العيد، والتي كانت سببا في إدخال البسمة والفرح في قلوب الكثير من أهالي عدن".

من جهته، أكد وكيل وزارة السياحة مدحت صالح العلهي بأن الفعاليات الاحتفالية العيدية تسهم وبشكل فعال في توفير أجواء عيدية سعيدة للمواطنين في ظل غياب المنشآت السياحية الحكومية والتي تعرضت للتدمير بفعل حرب الانقلابيين.

وأضاف العلهي -في حديثه لـ"الموقع بوست"- بأن الوزارة سعيدة بمثل هذه الأعمال التي تنفذها مؤسسات المجتمع المدني.

المواطن عبيد محمد، هو الآخر أشاد بالفعاليات العيدية، وقال -في حديثه لـ"الموقع بوست"- "إن الفعاليات العيدية نجحت نسبيا في إخراج المواطنين من جو الأزمات، ووفرت لهم أجواءً سعيدة لهم ولعائلاتهم وبرسوم محدودة في بعض الفعاليات ومجانا في أغلبها".

الفرقة النحاسية هي الأخرى شاركت المواطنين في عدن فرحة العيد، فقد جابت ومنذ اول أيام عيد الأضحى وحتى ثالث أيام العيد شوارع العاصمة المؤقتة عدن، عازفين المقطوعات الموسيقية العسكرية، وسط أجواء من البهجة والسرور، حيث يعمد الأطفال إلى المشي خلف الفرقة وأخذ صور تذكارية بجانبها.


- صور :

العيد في عدن.. أزمات اقتصادية وحقوق ضائعة وغياب للفرحة (تقرير)
العيد في عدن.. أزمات اقتصادية وحقوق ضائعة وغياب للفرحة (تقرير)
العيد في عدن.. أزمات اقتصادية وحقوق ضائعة وغياب للفرحة (تقرير)
العيد في عدن.. أزمات اقتصادية وحقوق ضائعة وغياب للفرحة (تقرير)
العيد في عدن.. أزمات اقتصادية وحقوق ضائعة وغياب للفرحة (تقرير)
العيد في عدن.. أزمات اقتصادية وحقوق ضائعة وغياب للفرحة (تقرير)

التعليقات