مواطنون لـ"الموقع بوست": الحكومة غادرت عدن وتركت المحافظة تغرق في بحر من الأزمات (تقرير)
- عدن - أدهم فهد السبت, 26 أغسطس, 2017 - 03:28 مساءً
مواطنون لـ

[ غادرت الحكومة عدن قبل أسبوعين ثم عادت الأزمات للمحافظة ]

لم ترَ الخدمات الرئيسية في العاصمة المؤقتة عدن، عافية بعد مغادرة الحكومة والمحافظ، فقد عادت أزمة الكهرباء للظهور مجدداً إلى جانب أزمة المشتقات النفطية، وأصبح المشهد مأساوياً وتغلب عليه شكاوى المواطنين المنددين بالمعاناة التي يعيشونها.

"بدأت خدمة بالكهرباء بالتحسن، ووصلت ساعات عملها إلى 18 ساعة في اليوم مقابل 6 ساعات فقط من الانقطاع، إلا أنه وفور مغادرة الحكومة والمحافظ، عادت حليمة لعادتها القديمة"، يقول المواطن رضوان باطويل.

ويتساءل -خلال حديثه لـ"الموقع بوست"- عن سر التزامن بين مغادرة الحكومة والمحافظ من جهة، وانهيار الخدمات من جهة أخرى، بعد أن شهدت تحسنا ملحوظاً خلال تواجد الحكومة والمحافظ المفلحي.

ويذكر باطويل بأن المواطنين في عدن باتوا منهكين بفعل الأزمات المتكررة والتي لم تجد حلولا ناجعة، مشيراً إلى أن أجساد أهالي عدن أصبحت مليئة بالتقرحات الجلدية نتيجة ارتفاع درجة الحرارة والرطوبة، وانقطاع الكهرباء لساعات طويلة، في حين لم يجد المواطن سوى وعود حكومية تسهم في حل الأزمات مؤقتا، لتعود مجددا مرة أخرى.

وقد مر أسبوعان بالتمام والكمال، منذ أن غادر رئيس الوزراء أحمد عبيد بن دغر ومحافظ عدن عبدالعزيز المفلحي، العاصمة المؤقتة عدن، نحو المملكة العربية السعودية، بعد أن قاموا بتحركات، شعر من خلالها المواطنون بتواجد الحكومة الشرعية، إلا أن المغادرة أذهبت كل تلك الجهود، وتركت المدينة تغرق في بحر الأزمات.

ويرى مراقبون بأن هذه المغادرة وما تبعها من انهيار كامل للخدمات من كهرباء ومشتقات نفطية، يأتي في سياق الصراع الحاصل بين السلطة الشرعية من جهة ودولة الإمارات العربية المتحدة من جهة أخرى.

وفي ذات السياق، يقول رئيس تحرير صحيفة "عدن الغد" فتحي بن لزرق "إن ما يحدث من انهيار للخدمات، إنما هو انعكاس للصراع السياسي في عدن، والذي تدور رحاه بين الشرعية ودولة الإمارات".

وأضاف بن لزرق -في حديثه لـ"الموقع بوست"- "لم يعد خافيا على أحد أن الصراع الحاصل في عدن تسبب بعرقلة كل مناحي الحياة في المدينة".

وذكر بأن هناك صراع واضح وجلي بين الشرعية والإمارات، وهذا الصراع يجب أن يتوقف فورا، لكونه يؤثر بشكل مباشر على حياة المواطنين المغلوب على أمرهم.

وأشار إلى أن استقرار الأوضاع الخدمية في عدن سيأتي عندما يتسلم المحافظ عبدالعزيز المفلحي ديوان المحافظة، وأن تزاح من أمامه كافة الصعوبات والعراقيل.

أما رئيس مؤسسة "خليج عدن للإعلام" خالد الشودري فقال "لا شك بأن غياب رئيس الحكومة ومحافظ العاصمة المؤقتة عدن يفاقم من تدهور الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والمياه وتوفير المشتقات النفطية وغيرها".

وأضاف الشودري -في حديثه لـ"الموقع بوست"- بأن الأسابيع الفائتة، والتي تواجد فيها رئيس الحكومة بن دغر والمحافظ المفلحي، شهدت خلالها مدينة عدن استقرارا ملحوظاً في مستوى الخدمات، وتم تدشين المرحلة الأولى من إعادة الإعمار وتنفيذ العديد من المشاريع التنموية.

ويرى بأنه لا بد على التحالف العربي والرئيس هادي العمل على تهيئة الظروف الملائمة لعودة الحكومة والمحافظ وتذليل كافة الصعاب أمام ممارسة نشاطها فورا، وتطبيع الحياة في العاصمة المؤقتة عدن والمدن المحررة، مالم فإن أداء الحكومة سيبقى معرقلا، ولن يصب إلا في صالح تحالف الانقلاب والمشروع الإيراني.


التعليقات