[ "عبدالغني جهلان" مختطف قتل تحت التعذيب في سجون الحوثي ]
عبدالغني جهلان، قصة مختطف لقي حتفه كغيره من العشرات المختطفين في سجون مليشيا الحوثي الانقلابية الذين لقوا حتفهم بالتعذيب الوحشي على أيدي المليشيا، في ظل صمت الأمم المتحدة والمنظمات الدولية وعدم قيامها بأي إجراء ضد هذه الجرائم التي تهدد آلاف المختطفين والمخفيين قسرا الذين يقبعون في سجون المليشيا.
"عبدالغني" (40 عاما) من قرية دعان بمديرية جبل يزيد - محافظة عمران، اختطفته مليشيا الحوثي في يوليو 2017 بسبب مشاكل شخصية مع قريب له يعمل مع الحوثيين.
توفي "عبدالغني" تحت التعذيب في الرابع من أكتوبر من العام الجاري، بعد تعرضه لـ "التعذيب الشديد ضربا وحرقا بالنار في أماكن متفرقة من جسمه".
كان "عبدالغني" العائل الوحيد لأسرته المكونة من عشرة أطفال وزوجته وأمه، كما أن والده توفي منذ شهرين، كان مصاب بجلطة ألزمته الفراش منذ ثلاث سنوات، حيث قضى كمدا وحسرتا على نجله.
وفي منتصف أكتوبر الماضي أبلغت المليشيا بواسطة مشرفها في مديرية جبل يزيد أسرة "عبدالغني" المختطف في سجونها بوفاته دون ذكر أسباب الوفاة.
منذ أواخر يوليو اعتقلت مليشيات الحوثي "عبدالغني" بحجة أن بينه مشاكل على أراض زراعية هو ونسبه (صهره) الذي هو أحد أعضاء اللجنة الثورية بمديرية جبل يزيد، وتم اعتقالهم الاثنين سويا، وبعد يوم تم إخراج (صهره) من سجن الصراره، بينما أبقت المليشيا "عبدالغني" ونقلته إلى سجن آخر، وتم إخفاؤه، وفي الرابع من أكتوبر من العام الجاري وصلت جثته إلى المستشفى العسكري وتم التكتم على خبر وفاته حتى منتصف ديسمبر الحالي.
وكانت مصادر خاصة قالت لـ "الموقع بوست" إن المليشيا قامت بنقل "عبدالغني" من سجن الصرارة التابع للمديرية إلى مكان مجهول بعد اختطافه بيوم واحد ولم يُعرف مكان احتجازه.
وذكرت المصادر لـ"الموقع بوست" أن أسرة المختطف جهلان ترفض دفن جثته حتى يتم التشريح ومعرفة أسباب وفاته في ظل تعنت المليشيات عن تحقيق ما تريده أسرته ولا تزال الجثة مخفية حتى كتابة الخبر.
يشار إلى أن جهلان يبلغ من العمر 40 عاماً وينتمي إلى قرية دعّان التابعة لمديرية جبل يزيد، كما كان من منتسبي اللواء 310 مدرع قبل سقوطه في 2014.
توفي والد عبدالغني كمدا على نجله بعد أسابيع من سجنه، كما رفضت المليشيا إخراج عبدالغني لحضور العزاء بحجة عدم معرفتها بمكان احتجازه.
تم ايداع في سجن الصرارة بالمجمع الحكومي بمديرية عيال يزيد، وسلمت جثته لذويه في الـ21 من ديسمبر 2017.
ومن خلال الكشف عن جسد جهلان أظهر كسر في الجمجمة، وعدة ثقوب في ظهره وبطنه، احتراق ظهره بالكامل من شدة الضرب، آثار حريق في صدره، تفحم وسواد في أنحاء متفرقة من جسده.
وبعد وفاة "عبدالغني" ساومت مليشيا الحوثي أسرته باستلام جثته، مقابل السكوت ودفن الجثمان، وقالت مصادر لـ"الموقع بوست"، إن مليشيا الحوثي في مديرية جبل يزيد بعمران قامت بالضغط على أسرة المختطف عبدالغني جهلان بإعطائها مبلغ مالي مقابل السكوت عن الجريمة ودفن الجثة.
وذكرت المصادر أن المليشيات عرضت على أسرة جهلان تسليمهم مبلغ 300 ألف ريال يمني، مقابل سكوتهم وتغاضيهم عن تشريح الجثة ومعرفة أسباب الوفاة.
وترفض أسرة "عبدالغني" التي فقدت عائلها الوحيد استلام جثمانه وطالبت بالتحقيق وتشريح الجثة، بينما تٌصر مليشيا الحوثي على دفع مبلغ 300 ألف ريال يمني ودفن الجثة.
"عبدالغني جهلان" العائل الوحيد لأسرة مكونة من 10 أطفال وزوجته وأمه، وهو الضحية رقم ستة ممن توفوا تحت التعذيب في سجون الحوثي بعمران.
يذكر أن العشرات قتلوا في سجون مليشيات الحوثي جراء التعذيب الذي يتعرض له المختطفين والمخفيين قسريا في المحافظات الخاضعة لسيطرة المليشيا - حسب تقارير حقوقية.
يشار إلى أن رابطة أمهات المختطفين أدانت في عدد من البيانات والوقفات الاحتجاجية الصمت المخيم على المنظمات الحقوقية والإنسانية، تجاه انتهاكات الحوثي الممنهجة بحق المختطفين والمخفيين قسرا.