جبهات الحرب الداخلية في اليمن 2018.. مد وجزر تبعا لعوامل عديدة
- فريق التحرير الأحد, 06 يناير, 2019 - 06:10 مساءً
جبهات الحرب الداخلية في اليمن 2018.. مد وجزر تبعا لعوامل عديدة

[ كانت معركة الحديدة هي أكثر المعارك حضورا خلال العام 2018 ]

حدثت خلال العام 2018 معارك مختلفة في بعض جبهات القتال داخل اليمن، لكن الجمود فيها كان السمة البارزة، فيما لم تكن تلك الأحداث التي شهدتها بعضها مؤثرة كثيرا ما عدا ما حدث بمحافظة الحديدة.

 

يبدو أن المتغيرات السياسية الكثيرة داخليا وإقليميا وتأثير المجتمع الدولي لعب بشكل أو بآخر دورا في تحديد مسار تلك المعارك، فقد أدى -على سبيل المثال- مقتل الصحفي جمال خاشقجي إلى انشغال المملكة العربية السعودية بأزمتها الداخلية، وواجهت ضغوطا هائلة من قِبل دول مختلفة، فقد منعت بعضها الدعم عن التحالف.

 

كما يُلاحظ أن بعض المعارك التي كانت تندلع من وقت لآخر نشطت في فترات محددة، مثل ما جرى عقب انتهاء مشاورات السويد التي لم تضمن وقف إطلاق النار في مختلف الجبهات الأخرى عدا الحديدة، فيما كان هناك مشاركة لطيران التحالف في بعض تلك المناطق، خاصة الحدودية منها بحجة وصعدة.

 

مصير غامض

 

مع إعلان محافظ تعز السابق أمين محمود عقب تعيينه عن معركة تحرير المدينة شهدت بعض جبهات القتال أبرزها الغربية معارك مختلفة خلال الربع الأول من العام الجاري.

 

اتسمت المعارك في تعز بالمناوشات وكانت هناك محاولات تسلل مختلفة ينتج عنها معارك طفيفة، لكن لم يحرز أي طرف تقدما بارزا.

 

الأمر ذاته بالنسبة للبيضاء، فقد تركزت المعارك في جبهات مختلفة أبرزها مديرية الملاجم، ناطع، قانية، والوهابية، تمكنت فيها قوات الجيش من السيطرة على بعض المواقع، واستعادة سلاسل جبلية مختلفة.

 

تواجه تلك المحافظتين حتى اليوم مصيرا متشابها يمكن وصفه بـ"الغامض"، إذ لا يوجد دعم عسكري حقيقي من أجل إحراز تقدم فيهما.

 

تدخل دولي

 

الحديدة كانت أبرز محافظة خلال العام 2018، بسبب إعلان عمليات عسكرية لتحريرها، لكنها كثيرا ما تعثرت نتيجة لتدخل المجتمع الدولي، برغم وصول قوات التحالف والجيش إلى مقربة من ميناء الحديدة الإسترايتجي.

 

أدى تقدم قوات الجيش والتحالف بشكل سريع باتجاه الميناء، إلى تفاقم تدخل المجتمع الدولي، والذي تم عقبه التوصل لاتفاق الحديدة في مشاورات السويد، ودخلت المحافظة في مرحلة وقف إطلاق النار التي نص عليها الاتفاق، على أن يكون هناك لجنة مشتركة تراقب ذلك، يرأسها الهولندي المتقاعد باترك كاميرت.

 

لكن يبقى مصير الحديدة غير واضح، فبعض المسؤولين اليمنيين يرون أن عدم التزام الحوثيين بالاتفاق، يعني أن تحرير المدينة عسكريا سيكون ورادا.

 

جبهات ذات تأثير

 

شهدت جبهة صرواح بمأرب والمحاذية لصنعاء بعض عمليات التسلل، لكن المعركة الأبرز حدثت خلال الشهر الجاري، بعد محاولة الحوثيين التقدم هناك، في هذه المديرية التي يسيطر الجيش الوطني على 80% من مساحتها، وفشل في ذلك، وتمكن الجيش من استعادة عديد من المواقع.

 

في المقابل كان هناك كذلك معارك مختلفة في جبهة نهم شرق صنعاء، تركزت خلال الشهر الحالي، تم خلالها إحراز بعض التقدم. لكن معارك تلك الجبهتين لم تؤثر بشكل كبير وتتجه نحو إسقاط صنعاء عسكريا، وظلتا حتى اليوم في ذات المربع دون أن تؤثرا بشكل كبير على سير معركة التحرير في اليمن ككل.

 

أما صعدة فحدث للحوثيين فيها ضغط عسكري كبير طوال العام في بعض الجبهات أبرزها باقم، الملاحيظ، البقع، رازح، كتاف، حيدان. وسيطر الجيش على مواقع مختلفة، منها مركز مديرية باقم،  واستكمال السيطرة على سلسلة جبل الأزهور بمديرية رازح، وتحرير مديرية الظاهر. كما قتل خلال هذه المعارك قيادات حوثية بارزة كان آخرهم نجل مؤسس جماعة الحوثي حسين الحوثي.

 

الضالع والجوف

 

كذلك شهدت محافظة الضالع معارك مختلفة توزعت طوال العام في بعض الجبهات كالحقب بدمت، وحمك، ومريس، وكان هناك مناوشات في منطقة العود بالشهر الواقعة بين الضالع وإب. تم استكمال تحرير مريس وهو ما يعني أن مديرية قعطبة باتت محررة بالكامل، إضافة إلى تحرير مناطق واسعة من مديرية دمت حيث أصبحت قوات الجيش على مشارف مدينة دمت.

 

تسيطر القوات الشرعية على أغلب المناطق بالجوف (قرابة 90%)، لكن ما زالت هناك مديريات كالمتون وبرط العنان والمصلوب تشهد معارك مختلفة، خاصة مع محاولات تسلل الحوثيين إلى مناطق محررة، لكن الجيش استطاع إحراز بعض التقدم واستعادة مواقع مختلفة بينها سلاسل جبلية. والجوف ذات موقع إستراتيجي حدودي مع السعودية ومحافظات أخرى كصنعاء وصعدة.

 

لحج، حجة

 

بالنسبة للحج فتعد جبهتا كرش والقبيطة من أكثر المناطق الساخنة نظرا لأهميتها، إذ يوجد في الأخيرة جبل جالس المطل على قاعدة العند العسكرية، وكثيرا ما قام الجيش بالتصدي لهجمات الحوثيين، وكذا شن هجمات عليهم.

 

الأمر ذاته بالنسبة لحجة الحدودية مع السعودية وصعدة، فقد شهدت معارك مختلفة متقطعة طوال العام في بعض الجبهات بينها عاهم، مستبأ، حيران، حرض، ميدي، عبس. واستطاع الجيش خلال العام 2018 تحرير مواقع مختلفة، أما في شهر نوفمبر/تشرين الثاني تمكن من تحرير مثلث عاهم وتقدم هناك وفي حرض.

 

تقييم وتوقعات

 

في تقييمه للمعارك التي شهدتها مختلف الجبهات ومقارنتها بالعام 2017، قال المحلل العسكري علي الذهب إنها كانت أقل؛ لأن التحالف العربي انشغل بأهدافه الخاصة، كما أن قرار التقدم عسكريا ليس بيد قوات الشرعية، فضلا عن التجاذبات الحادة بينها والإمارات العربية المتحدة، وبلوغ ذلك حد الاقتراب من القطيعة، لا سيما بعد أحداث محافظتي أرخبيل سقطرى والمهرة.

 

وأفاد لـ"الموقع بوست" بأنه مع ذلك، كان هناك تقدما للشرعية أو باسمها؛ فهو لم يحقق لها استقرارا في الأراضي المحررة، ويؤكد ذلك عدم بقاء الرئيس عبد ربه منصور هادي داخل البلاد.

 

ولفت إلى أن التقدم الأبرز كان في ثلاثة محاور، هي الساحل الغربي والبيضاء والحدود، مؤكدا أن معارك نهم بصنعاء وصرواح بمأرب والجوف راوحت مكانها، مع حصول تقدم طفيف في كل من الضالع وتعز.

 

وعن تأثر الحوثيين خلال هذه المعارك، ذكر أن من يخسر الأرض يفقد الكثير من العتاد والمقاتلين ومعنوياتهم، مستدركا "لكن ذلك قابل للتعويض، وما خسره الحوثيون في هذا الجانب يتعذر عليهم تعويضه بسهولة".

 

ووفقا للذهب فنظرا لفوارق القوة بين الحوثيين والشرعية وحلفائهم، ما جعلهم يبحثون عن تعويض ذلك في الجبهات التي تشهد ركودا لإشكاليات خاصة، مثل نهم وصرواح وتعز.

 

وفي توقعه لسير العمل العسكري خلال العام القادم في ضوء المتغيرات الجديدة وبعد انعقاد مشاورات السويد التي تم التوصل خلالها لاتفاق بشأن الحديدة، رأى أن هناك تضاؤل في خيار الحسم عسكريا نتيجة ذلك، لكنه أكد أن الفصل في هذه المسألة مرهون بمدى ما سيسفر عنه نشاط بعثة حفظ السلام، وامتثال كافة الأطراف لما تم التوصل إليه.


التعليقات