[ غارات للتحالف استهدفت مدنيين وأطفال في صعدة ]
شهد العام 2018 انتهاكات فظيعة بحق المدنيين في اليمن في ظل الحرب التي تعصف بالبلاد منذ قرابة أربعة أعوام بين القوات الحكومية المسنودة بالتحالف العربي الذي تقوده السعودية من جهة وبين جماعة الحوثي الانقلابية من جهة أخرى.
فقد استمرت حالة الحرب المفتوحة بين طرفي الشرعية والانقلابيين في اليمن، وتوسعت دائرتها لتشمل مواقع جديدة كالساحل الغربي، فيما ظلت الأوضاع كما هي في كل من عدن والمناطق التي تحت سيطرة الحكومة الشرعية، وهذا ما زاد من حجم الانتهاكات بحق المدنيين.
فخلال 2018 شهد اليمنيون العديد من الانتهاكات من مختلف الأطراف، وتواصلت أعمال العنف في أنحاء متفرقة من البلاد، واستنزفت حياة اليمنيين، حيث انضم المئات إلى قائمة الضحايا، قتلى وجرحى أو معاقين ومختطفين.
في هذا الرصد الذي أعده "الموقع بوست" نسرد حجم الانتهاكات في اليمن من مختلف الأطراف التي حدثت خلال العام الماضي، سواء التحالف الذي تقوده السعودية أو القوات الحكومية وجماعة الحوثي الانقلابية أو عناصر وكيانات تدعمها الإمارات في جنوب اليمن.
انتهاكات مختلف الأطراف
خلال العام المنصرم وثقت تقارير حقوقية نحو (5572) حالة ادعاء بانتهاك حقوق الإنسان في اليمن من مختلف الأطراف، وفقا للجنة الوطنية للتحقيق.
وقالت اللجنة إنها رصدت وحققت في 1762 حالة استهداف مدنيين منهم 704 قتلى و1058 جريحا، من بينهم 196 امرأة و413 طفلا، كما تم الرصد والتوثيق والتحقيق في 643 حالة إخفاء قسري واعتقال تعسفي وتعذيب، و132 حالة زراعة ألغام فردية ومركبات سقط فيها 137 ضحية بينهم 33 طفلا و13 امرأة، كما تم رصد وتوثيق والتحقيق في 78 حالة قتل خارج القانون، و107 وقائع تجنيد أطفال، و4 وقائع استهداف طواقم طبية، بالإضافة إلى 21 واقعة تفجير منازل، كما حققت اللجنة في 5 وقائع قصف مدنيين بطائرات بدون طيار، و9 حالات استهداف وتدمير للأعيان الثقافية والتاريخية.
وقالت منظمة أطباء بلا حدود إنها عالجت أكثر من 91 ألف جريح حرب خلال الفترة من مارس 2015 وحتى أكتوبر 2018 فيما عالجت 510 جرحى خلال النصف الأول من شهر نوفمبر العام المنصرم.
واعتبرت منظمة أوكسفام الإغاثية أن أغسطس/آب 2018 كان الشهر الأكثر دموية بالنسبة للمدنيين في اليمن، خاصة منهم الأطفال، في ظل التدخل العسكري للتحالف السعودي الإماراتي.
وفي التسعة الأيام الأولى من أغسطس/آب قتل أكثر من 450 مدنيا منهم 131 طفلا، بينما قتل وجرح في 31 أغسطس/آب وحده أكثر من 981 مدنيا منهم 300 طفل، حسب بيانات جمعتها إدارة رصد آثار الحرب على المدنيين التابعة للأمم المتحدة.
وتشير هيومن رايتس ووتش إلى احتجاز الأطراف المتحاربة في اليمن بما في ذلك الحوثيون والإمارات العربية المتحدة والوكلاء العاملون مع الإمارات وقوات الحكومة اليمنية العشرات من الأشخاص بشكل متعسف، وتعرض أشخاص للتعذيب والاختطاف والإخفاء القسري.
عدن
شهد العام 2018 انتهاكات فظيعة في العاصمة المؤقتة عدن، ومحافظات جنوبية أخرى، غالبية الانتهاكات سجلت ضد عناصر وكيانات تدعمها الإمارات التي تشرف على الملف العسكري والأمني لتلك المحافظات، كما وثقت تقارير دولية وتحقيقات لوكالات دولية انتهاكات بحق مخفيين قسريا بسجون سرية تشرف عليها أبوظبي في عدن والمكلا.
21 يناير 2018 قاد ما يسمى "المجلس الانتقالي الجنوبي" - المدعوم إماراتيا- تمردا على الحكومة الشرعية حيث اقتحم مؤسسات الدولة كما سيطر على قصر المعاشيق وحاصر مقر الحكومة واقتحم عدة معسكرات تابعة للحماية الرئاسية ونهب الأسلحة، رافق الهجوم طيران الأباتشي الإماراتي التي قصف مواقع وآليات تابعة للحماية الرئاسية.
وراح ضحية المواجهات 12 قتيلا و132 جريحا تسعة منهم حالاتهم خطيرة وصلوا مختلف مستشفيات المحافظة، وفق إحصائية لوزارة الصحة.
وكشفت تحقيقات لوكالة أسوشيتد برس وتقارير أممية عن جرائم فظيعة ارتكبها ضباط إماراتيون ووكلاؤهم بحق مئات المعتقلين في خمسة سجون بمدينة عدن جنوبي اليمن، وشبهت أساليبهم المختلفة في التعذيب والإذلال الجنسيين بما كان يحدث في سجن أبو غريب في العراق إبان فترة الاحتلال الأميركي.
26 يناير 2018، أعلنت لجنة من خبراء الأمم المتحدة أن الإمارات ما زالت تحتجز أكثر من 200 سجين في ثلاثة مرافق على الأقل في اليمن، وتعرضهم للتعذيب وترفض "إجراء تحقيقات ذات مصداقية في مثل هذه الانتهاكات أو التحرك ضد الجناة".
17 ابريل 2018ً كشفت منظمة "هيومن رايتس ووتش" عن تعذيب واغتصاب وإعدام مهاجرين وطالبي لجوء من القرن الأفريقي بمركز احتجاز بمدينة عدن الساحلية جنوبي اليمن، الخاضعة لسيطرة الإمارات.
الاغتيالات بعدن
17 يناير 2018، اغتيال العميد محمد قاسم عبدالرحمن الحريري مسؤول التحريات في أمن عدن برصاص مسلحين في دار سعد.
5 فبراير 2018ً، اغتيال فهمي الحكمي ضابط تحري في البحث الجنائي برصاص مسلحين يستقلون دراجة في المنصورة.
11 فبراير 2018، اغتيال العقيد هادي راشد صالح الشعيبي نائب قائد شرطة كابوتا في المنصورة برصاص مسلحين في منطقة بئر فضل.
4 مارس 2018، اغتيال محمد سلطان جندي في حراسة ميناء الحاويات برصاص مسلحين في المنصورة (داعش).
5 مارس 2018، اغتيال العقيد عبدالكريم عبدالله نائب مدير المنطقة الأمنية السابعة بعدن برصاص مسلحين في الشيخ عثمان.
8 مارس 2018، اغتيال أبوبكر الداحمة جندي في اللواء الثالث حماية رئاسية وعثر على جثته مخنوقاً بحي السعادة بخور مكسر وعلى رأسه آثار ضرب.
15 مايو 2018، اغتيال الدكتورة نجاة علي مقبل عميدة كلية العلوم الصحية في جامعة عدن وابنها وحفيدتها في حي إنماء.
16 مايو 2018، اغتيال أحمد داوود أمن رصيف تموين البواخر التابعة لمصافي عدن برصاص مسلحين يستقلون دراجة نارية في الممدارة.
16 مايو 2018، اغتيال محمد دبوان أمن رصيف تموين البواخر التابعة لمصافي عدن برصاص مسلحين يستقلون دراجة نارية في الممدارة.
3 يوليو 2018، اغتيال المقدم رائد الجهوري نائب مدير شرطة الشعب برصاص مسلحين في المنصورة.
12 يوليو 2018، اغتيال العقيد فهمي الصبيحي قائد شرطة بئر فضل برصاص مسلحين في المنصورة.
17 يوليو 2018، اغتيال عبدالرزاق الحاج ضابط أمن وعاقل سوق القات المركزي بالشيخ عثمان برصاص مسلحين داخل سوق القات بالشيخ عثمان.
19 يوليو 2018، اغتيال العقيد سيف الضالعي مدير البحث الجنائي بسجن المنصورة برصاص مسلحين في المنصورة.
29 يوليو 2018 اغتيال العميد ناصر مقيدح ضابط متقاعد في أمن مطار عدن برصاص مسلحين امام منزله في خورمكسر.
19 سبتمبر 2018، اغتيال علي محمد الدعوسي تربوي برصاص مسلحين أمام منزله في سكنية إنماء.
23 سبتمبر 2018، اغتيال رمزي محمد الصغير مدير مدارس البنيان وعضو مجلس إدارة جمعية الحكمة برصاص مسلحين في المنصورة.
3 أكتوبر 2018، اغتيال محمد عبد الله الشجينة مدير فرع جمعية الإصلاح الاجتماعي بعدن بعد أن اختطف في الشارع الرئيسي بالمعلا وعثر عليه مقتولا لاحقا في ساحل أبين في خور مكسر وعليه آثار تعذيب.
6 أكتوبر 2018، اغتيال زكي محمد شايف السقلدي نائب رئيس الدائرة السياسية في أصلاح الضالع/صحفي برصاص مسلحين أثناء خروجه من منزل صديقه في مدينة الضالع (شمال عدن).
28 أكتوبر 2018، اغتيال العقيد ركن فضل صائل الردفاني مدير إدارة مكافحة المخدرات في أمن عدن برصاص مسلحين وهو يستقل سيارته في منطقة الممدارة في الشيخ عثمان وقتل معه 2 مرافقين.
محاولات الاغتيال
17 يوليو 2018، محاولة اغتيال القيادي الإصلاحي صادق أحمد ومرافقيه بمدينة القلوعة برصاص مسلحين كانوا يستقلون سيارة (كورولا) معتمة وباص (هايس).
31 يوليو 2018، محاولة اغتيال فاشلة استهدفت الدكتور عارف أحمد علي عضو مجلس شورى إصلاح عدن بعبوة ناسفة زرعت في سيارته وإصابة نجله إصابات بليغة.
8 أغسطس 2018، محاولة اغتيال رئيس المكتب القانوني وعضو المكتب التنفيذي للإصلاح بعدن المحامي عرفات حزام بعبوة ناسفة زرعت في سيارته.
9 سبتمبر 2018، محاولة اغتيال الناشط في إصلاح عدن مروان الراعي بزراعة عبوة ناسفة تحت سيارته.
20 سبتمبر 2018، محاولة اغتيال التربوي دبوان غالب عضو المكتب التنفيذي الأسبق ورئيس شعبة التوجيه التربوي في مكتب التربية بعدن بزراعة عبوة ناسفة تحت مقعد سيارته.
انتهاكات التحالف
وثّقت الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية الدولية عشرات من الغارات الجوية التي نفذها التحالف في اليمن، ويمكن وصفها بجرائم حرب حيث أسفرت عن سقوط مئات المدنيين.
23 أبريل 2018، قتل 33 شخصا وأصيب 54 آخرين غالبيتهم من النساء والأطفال بغارة للتحالف استهدفت حفل زفاف، بمديرية بني قيس في محافظة حجة.
6 مايو 2018، ارتكبت قوات التحالف مجزرة جديدة في العاصمة صنعاء حيث أوقعت غارات جوية استهدفت مكتب الرئاسة اليمنية في حي التحرير وسط العاصمة صنعاء والمكتظ بالسكان، 6 قتلى وأكثر من 60 جريحا أغلبهم من المدنيين.
25 يونيو 2018، قتل 9 مدنيين وأصيب 19 شخصا غالبيتهم من المدنيين في محافظة عمران شمال العاصمة صنعاء بغارة جوية للتحالف استهدفت منازل مواطنين بشارع القشلة.
4 أغسطس ارتكب التحالف مجزرتين بحق مدنيين في الحديدة (غرب) استهدفت بغارات جوية مدنيين أمام مستشفى الثورة العام وقصف آخر استهدف سوق السمك، أدت إلى مقتل 20 شخصا وإصابة 60 آخرين.
9 أغسطس، قتل 51 شخصا بينهم 40 طفلاً دون سن الخامسة بغارة للتحالف استهدفت حافلة مدرسية تقل طلاباً في دورة صيفية لتحفيظ القرآن الكريم أثناء مرورها في سوق ضحيان بمحافظة صعدة شمالي اليمن.
انتهاكات ضد الصحفيين
بلغت الانتهاكات ضد حريات الصحافة والإعلام في اليمن للعام 2018 نحو 226 حالة انتهاك، ارتكبت جماعة الحوثي نحو 136 انتهاكا فيما ارتكبت جهات وهيئات عسكرية وأمنية ومحلية تتبع حكومة الشرعية 68 حالة، فيما ارتكب مجهولون 9 حالات، والحراك الجنوبي حالتين، وفقا لإحصائية نقابة الصحفيين اليمنيين.
ورصدت النقابة 10 حالات قتل طالت صحفيين ومصورين وعاملين في وسائل الإعلام، وارتكب التحالف العربي 5 حالات قتل طالت عاملين في وسائل الإعلام، فيما ارتكب الحوثيون ثلاث حالات، وارتكبت جهات مجهولة حالتي قتل.
الديانة البهائية
يواجه 24 من أصحاب الديانة البهائية في اليمن تهما قد تصل عقوبتها إلى الإعدام بعد سلسلة من جلسات المحاكمة الصورية في صنعاء خلال العام المنصرم على يد الحوثيين.