اتفاق الحديدة.. تمديد يخدم الحوثي ويُغضب الشرعية (تقرير)
- خاص الثلاثاء, 29 يناير, 2019 - 08:15 مساءً
اتفاق الحديدة.. تمديد يخدم الحوثي ويُغضب الشرعية (تقرير)

[ اتفاق الأطراف اليمنية في مشاورات السويد حول الانسحاب من الحديدة ]

يتوقع المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث، أن يتم تمديد الفترة الزمنية لتنفيذ اتفاق ستوكهولم، بسبب التعقيدات على أرض الواقع.

 

وقال غريفيث -في تصريحات لصحيفة "الشرق الأوسط"- إن الشرعية والحوثيين ملتزمون باتفاق ستوكهولم، ومنخرطون بشكل إيجابي وبناء من أجل العمل على تنفيذه.

 

لكن تلك التصريحات تتناقض مع الواقع بشكل كبير، فالحوثيون لم يلتزموا بالتزمين المحدد لتنفيذ بنود الاتفاق، وقاموا بخرقه أكثر من 500 مرة بعمليات إطلاق النار والصواريخ، والتي تسبب بمقتل قرابة 51 مدنيا.

 

إذ كان يتضمن الاتفاق انسحاب الحوثيين من مدينة الحديدة ومينائها خلال 14 يومًا، وأن الإفراج عن المعتقلين والأسرى خلال 45 يوما، وهو ما لم يتحقق حتى اليوم.

 

وسيواصل غريفيث عقد اجتماعاته مع مسؤولين في جماعة الحوثي، وذلك لبحث تنفيذ الاتفاق واستمرار التهدئة الميدانية.

 

وفي أول زيارة له إلى الحديدة منذ اتفاق السويد، وصل غريفيث اليوم الثلاثاء إلى الحديدة، من أجل متابعة الاستعدادات لمهمة المدينة الجديدة، وفق قرار مجلس الأمن 2452، وتطبيق الاتفاق بشأنها.

 

وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أبلغ مجلس الأمن الدولي، أمس الاثنين، أن تنفيذ اتفاق ستوكهولم يواجه تحديات، وأن العمل جارٍ لإعادة بناء الثقة بين الشرعية والحوثيين.

 

غضب حكومي

 

وتحذر الخارجية اليمنية من انهيار تفاق ستوكهولم في الحديدة، نتيجة تمادي جماعة الحوثي، وتنصلها من تنفيذ بنوده، ورفض فتح الممرات الآمنة للمساعدات الإنسانية وقصف مطاحن البحر الأحمر، ورفض تسيير القافلة الإغاثية.

 

واعتبرت في بيان لها تمادي الحوثيين بأنه أمر لا ينبغي تجاهله من قبل المجتمع الدولي ومجلس الأمن، مؤكدة أن أسلوب ضبط النفس لن يستمر إلى ما لا نهاية إذا لم يتوقف الحوثيون عن إرسال مزيد من التعزيزات والتحشيد في الحديدة وبناء التحصينات وخرق وقف إطلاق النار.

 

ويحمل نائب وزير الخارجية محمد الحضرمي الحوثيين مسؤولية عدم التوصل إلى مزيد من الاتفاقات، خاصة فيما يتصل بدفع الرواتب وفتح مطار صنعاء.

 

من جهته طالب الرئيس عبدربه منصور هادي بريطانيا بممارسة مزيد من الضغط على الحوثيين، للجنوح نحو الصواب.

 

وتشهد محافظة صعدة معارك مختلفة، أسفرت أمس الإثنين (28 يناير/كانون الأول) عن مقتل القيادي الحوثي محمد المتوكل وعدد من مسحليه.

 

كسب الوقت

 

ويعتقد نائب وزير الخارجية الحضرمي أن عرقلة الحوثيين لتنفيذ الاتفاق هو مراوغة مفضوحة للتنصل من التزاماتهم.

 

ويبدو ما يجري بالحديدة بالنسبة للحوثيين محاولة لكسب مزيد من الوقت، ويعود سبب ذلك إلى رغبة تلك الجماعة بإضفاء شرعية أممية على المدينة من أجل إبطاء ومنع تقدم قوات الجيش الوطني التي كانت على بعد أمتار من ميناء الحديدة.

 

وذكر -لـ"الموقع بوست" في تصريح سابق- الإعلامي عبدالرقيب الأبارة أن الحوثيين حصلوا على ذلك بسبب ضعف الشرعية والتحالف، لافتا أن الحوثيين ينظرون لأي اتفاق على أساس كسب الوقت فقط.

 

واستبعد في الوقت ذاته التزامهم بأي اتفاق مستقبلا، مؤكدا أن تلك الجماعة لن تخرج إلا بقوة السلاح.

 

وتوقع الأبارة أن الحديدة ستكون مسرح أكبر لعمليات عسكرية مستقبلا، وسيكون الجديد هو وجود لاعب جديد متحكم متمثلا بـ"الأمم المتحدة"، برغم أن بريطانيا هي من تمسك بزمام الأمور فيها، وأن الجانب السيادي على الحديدة سيكون محل تفاهمات بين الحكومة والأمم المتحدة، وهو ما يشكل خطرا على البلاد.

 

وانعقدت مشاورات السويد في السادس من ديسمبر/كانون الأول 2018، بعد تعثر المفاوضات في اليمن لأكثر من عام.

 

كما تؤكد اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن اليمن بحاجة إلى حل سياسي فعَّال وعاجل، مشيرة إلى أن الأزمة الإنسانية في البلاد هي الأسوأ على الأرض.

 

واختار الأمين العام للأمم المتحدة، غوتيريس، الجنرال الدنماركي المتقاعد مايكل لوليسغارد ليحل محل رئيس بعثة المراقبين الأمميين في اليمن الذي عين قبل شهر واحد فقط، الهولندي باتريك كاميرت، وذلك بسبب خلافات بينه وبين غريفيث والحوثيين الذين يتهمونه بالانحياز للتحالف.


التعليقات