أشعلت تغريدة لوزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، أنور قرقاش، والتي قال فيها إن مشاركة بلاده في "عاصفة الحزم" ضمن التحالف العربي الذي تقوده السعودية جاءت استجابة لدعوة من العاهل السعودي، موجة سخرية واسعة بين أوساط اليمنيين.

وأضاف قرقاش أن "استمرارنا ضمن هذا التحالف من عدمه تقرره السعودية، وارتباطنا بالرياض وجودي وأكثر شمولا وخاصة في الظروف الصعبة المحيطة وعلى ضوء قناعتنا الراسخة بدور الرياض المحوري والقيادي".

وتأتي تغريدة الوزير الإماراتي بعد الجدل الدائر بشأن الدور الذي تقوم به أبو ظبي في اليمن على خلفية الدعم الذي قدمته ولا تزال لانقلاب مسلحي ما يعرف بالمجلس الانتقالي على حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي الشرعية.

وعقب التطورات الأخيرة في جنوب اليمن بدأ كتاب سعوديون ينتقدون سياسية الإمارات في اليمن، مطالبين أبو ظبي بالعمل إلى جانب التحالف العربي لتحقيق أهدافه الرئيسية المتمثلة بدعم الشرعية وإنهاء انقلاب الحوثيين، بينما كتاب ومغردون إماراتيون مقربون من ولي عهد أبوظبي وجهوا سهامهم للرياض على خلفية دعمها للشرعية ورفضها للتجاوزات التي قام بها المجلس الانتقالي المدعوم إماراتيا.

واعتبر مغردون يمنيون تغريدة قرقاش تودد للسعودية بعد رفض الأخيرة الانقلاب الذي ينفذه المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيا، خصوصا بعد الهزائم التي تلقتها مليشيات الانتقالي في محافظة شبوة.

وفي هذا الشأن كتب الصحفي يحيى الثلايا "من يقرر بقاءكم من عدمه في اليمن هو تصرفاتكم على الأرض وعبثكم الغبي في ملفات سيادية وقضايا مصيرية تمس استقلال اليمن ومصير السعودية أيضا".

من جانبه قال الكاتب الصحفي صدام الكمالي: "هل من ضمن أهداف هذا التحالف الانقلاب على الشرعية ودعم تشكيلات مسلحة متمردة واحتلال المدن؟"، مضيفا "تحالف فاشل وأهداف احتلالية واستيطانية باتت مكشوفة".

المحامي محمد المسوري علق بالقول "لكنكم خرجتم عن أهداف التحالف، وواقع الحال يشهد بذلك".

وأضاف "أهداف التحالف إعادة الشرعية وإنهاء الانقلاب، تركتم ذلك وجئتم لنا بتمرد جديد يدعم الانقلاب الحوثي"، متابعا "الحديث كثير وكثير جدا حول ما قمتم وتقومون به".

في حين قال الكاتب والروائي اليمني مروان الغفوري ساخرا من قرقاش في تصريحاته الأخيرة "يقول إن بلاده لن تخرج من اليمن حتى لو طلبت الحكومة اليمنية منها ذلك".

وأضاف ساخرا "فهم جاؤوا فقط لنجدة الملك سلمان، وهو وحده من يملك قرار الاستغناء عنهم. وأن وجودهم في اليمن هدفه الدفاع عن السعودية وأمنها، وأن لا علاقة لكل ذلك باستعادة الشرعية اليمنية".

وعلق الناشط محمد المهدي بالقول "لم تعد المرحلة تحتمل مثل هذا الطرح الدبلوماسي الاستعراضي المفرغ من محتواه في ظل مسيرة الدمار والخراب التي فعلتموها في اليمن".

وأضاف "يا قرقاش اليوم سمعة الإمارات في الحضيض ولا يمكن لهذا التسطيح الذي تكتبه أن يقنعكم حتى أنتم بأنكم تخدمون اليمن والله إنك تعلم أننا نعلم أنكم تكذبون".

ويرى مغردون آخرون أن الخاتمة لم تكن موفقة للإمارات في اليمن بعد دعم الانقلاب على الشرعية، وأنه لم يكن هناك فرق بين ما قامت به إيران وما قامت به الإمارات.

بينما قال الناشط فاروق الحميري مخاطبا الوزير الإماراتي: "هل تكوين وتسليح مليشيات والسيطرة على المدن واقتحام المؤسسات الحكومية ضمن إعادة الشرعية؟".

وتابع "ارحلوا تشيعكم لعنات اليمنيين".

الإعلامي القطري جابر الحرمي تساءل: أي تحالف تتحدثون عنه وأنتم تطعنون السعودية ليل نهار؟!

وأضاف الحرمي "اليمنيون أصحاب الحق والأرض طردوكم لافتضاح غدركم، الشرعية التي ادّعيتم كذبا نجدتها تقول لكم أنتم متآمرون، ثم تقولون لن نخرج إلا بأوامر سعودية".

وتساءل الإعلامي القطري: هل السيادة على اليمن سعودية أم يمنية؟ وتابع ساخرا "نسيت أنتم لا تعرفون معنى السيادة".

الناشط منير الوجيه كتب "ما كنا نتمنى أن تخسروا ثقة اليمنيين بكم، ثقة الشعب الذي تغنى بضربات مريم المنصوري بدافع عروبي ضد المد الإيراني، لكنكم خسرتموه بانحرافكم عن أهداف التحالف، وغدا ستخسرون ثقة المملكة العربية حينما تتضح أكثر مؤامراتكم وطعنكم للحليف كما طعنتم الشعب الذي استنجد بكم".