في ذكرى ثورة أكتوبر.. هل أصبحت عدن تحت وصاية واحتلال جديد؟ (تقرير)
- خاص الإثنين, 14 أكتوبر, 2019 - 09:50 مساءً
في ذكرى ثورة أكتوبر.. هل أصبحت عدن تحت وصاية واحتلال جديد؟ (تقرير)

[ قوات إماراتية بعدن ]

تصادف اليوم الذكرى السادسة والخمسين لثورة الرابع عشر من أكتوبر 1963، التي جاءت بعد عام تقريبا من اندلاع ثورة 26 سبتمبر 1962، وبدأ معهما عهد جديد في اليمن.

 

خلال تلك الثورتين، تمكن اليمنيون من القضاء على الإمامة وإعلان الجمهورية، وإيقاف مشروع الاحتلال البريطاني الذي تم لاحقا جلاء آخر جندي له من عدن عام 1957.

 

يتشابه الواقع اليوم مع واقع تلك الثورتين، عقب سيطرة الحوثيين الذين يُعرفون بـ"الإماميين الجدد" على صنعاء وانقلابهم على الدولة عام 2014، والمتمردين في الجنوب الذين حاولوا المضي علي نهج الاحتلال البريطاني عبر ممارساتهم المختلفة.

 

وفي هذه المناسبة التي غابت مظاهر الاحتفاء بها مقارنة بما كان يجري من قبل، أكد الرئيس عبد ربه منصور هادي، بأن احترام سيادة الدولة هو هدف ثوار وشهداء ثورتي سبتمبر وأكتوبر، وأنهم على دربهم للمضي باتجاه الدولة الاتحادية العادلة.

 

وقال هادي إنه يرفض بشكل قاطع وجود أي تشكيلات خارج إطار الجيش وبعيد عن السلطة، داعيا المتمردين في عدن إلى "مراجعة أعمالهم الطائشة والعودة إلى جادة الصواب والتوقف عن السير في هذا النهج الدموي الذي باتت ملامح نتائجه ملموسة من زرع للأحقاد والكراهية وتعريض حياة الناس واستقرار معيشتهم للمآسي".

 

دعم إماراتي

 

منذ أن بدأ التوتر يسود في جنوب اليمن، مع هيمنة الإمارات على أغلب المحافظات هناك، تم تشكيل ما يعرف بالمجلس الانتقالي الجنوبي الذي نفذ عدة انقلابات على الدولة.

 

ومع بروز الأطماع الإماراتية في الجنوب وسيطرتها على السواحل اليمنية ومعها الموانئ، ربط كثير من المراقبين بينها وبين بريطانيا التي احتلت اليمن لعدة عقود من الزمن، خاصة أنها كانت تركز وتنتهج ذات النهج الذي تتعامل به أبوظبي اليوم في الجنوب.

 

تأثير محدود

 

عن حجم تأثير بريطانيا فيما يجري حاليا في جنوب اليمن، يعتقد الإعلامي عبد الله دوبلة أنها أضعف من أن تؤثر بشكل كبير، برغم أنها دولة راعية في الملف اليمني وصاحبة القلم في مجلس الأمن.

 

وأرجع في تصريحه لـ"الموقع بوست" الانهيار المريع في اليمن إلى أسباب داخلية، بينها النظام السابق برئاسة علي عبد الله صالح، والمشاكل التاريخية بين الإماميين والجمهوريين، والعنصرية، والصراعات بين الأحزاب.

 

لكنه قال إن ما يحدث حاليا في الجنوب، هو مشروع قديم يُراد له أن يتخلق عبر راعٍ إقليمي هو الإمارات، مستبعدا إمكانية نجاحه.

 

وأفاد بدعم بريطانيا وغيرها من الدول الكبرى للثلاثي المتمثل بمصر والإمارات والسعودية، كونها الدول المؤثرة إجمالا في الشأن العربي، مشيرا إلى رابطة أبناء الجنوب المعروفة بعد الوحدة برابطة أبناء اليمن التي ينتمي لها رئيس ما يعرف بالمجلس الانتقالي الذين تبنوا مشروع الجنوب.

 

يتفق مع ذلك الطرح الباحث في الشؤون السياسية عدنان هاشم الذي يعتقد أن بريطانيا خارج سياق الارتباطات الإماراتية في الجنوب وإن كانت تظهر فعلياً أنها صاحبة مصلحة.

 

واستدرك في سياق تصريحه لـ"الموقع بوست": "لكن علاقة الدولتين ليست جيدة في الملف اليمني وملفات أخرى متعلقة باعتقال بريطانيين في سجون الإمارات بسبب حرية الرأي والتعبير، كما أن لندن قريبة بخصوص اليمن من الرؤية العُمانية وليس الرؤية الإماراتية".

 

التسوية ومستقبل الجنوب

 

أما بخصوص التسوية الناتجة عن حوار جدة الذي ترعاه السعودية ومستقبل الجنوب، أكد دوبلة أنها لن تفرض أمرا واقعا أو تشرعن لفصل جنوب اليمن، وإنما سيكون هناك إشراك للانتقالي في الحكومة وغيره، دون الخروج عن إطار وحدة البلاد واستقراره.

 

كما تحتاج المحافظات الجنوبية -وفق هاشم- إلى أكثر من مسألة اتفاق تحت الضغط في الرياض، فهي بحاجة إلى استعادة مؤسسات الدولة من الانقلاب، ومنع حدوث تمرد جديد، ودعم الحكومة الشرعية بالكامل وبدون التخلص من حالة المليشيات خارج إطار الدولة.

 

وأكد أنه ما لم يتم حلّ المجلس الانتقالي الجنوبي، فإن الصراع سيبقى وسيتمدد، وقد نشهد دويلات جديدة ومحافظات تبحث عن الحكم الذاتي.

 

وكان رئيس الوزراء السابق أحمد عبيد بن دغر، أكد أنه لا مفر من القبول بمخرجات الحوار الوطني للخروج من الأزمة الحالية. أما مجلس شباب الثورة السلمية، فحذر من استمرار تخاذل الشرعية والتفريط في السيادة والقرار والثوابت الوطنية.


التعليقات