هل تسعى جماعة الحوثي لتصفية قضية الصحفيين بقرار الإعدام؟ (تقرير)
- خاص الأحد, 12 أبريل, 2020 - 12:17 صباحاً
هل تسعى جماعة الحوثي لتصفية قضية الصحفيين بقرار الإعدام؟ (تقرير)

[ المحكمة الجزائية تصدر حكماً بإعدام أربعة صحفيين ]

أصدرت المحكمة الجزائية الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثي في صنعاء، السبت، حكما قضى بإعدام أربعة صحفيين ومعاقبة ستة آخرين بالسجن والاكتفاء بالمدة التي قضوها مع وضعهم تحت رقابة الشرطة لمدة ثلاث سنوات.
 
 
تلقى أهالي الصحفيين والوسط الإعلامي الخبر بفزع لعدم وجود ما يبرر صدور حكم بالإعدام ضد أشخاص لم يمتلكون يوما سوى آرائهم.
 
 
وصدر هذا الحكم بعد خمس سنوات قضاها الصحفيون في سجون الحوثيين، تعرضوا خلالها للتعذيب الجسدي والنفسي، بحسب تقارير حقوقية مختلفة.
 
 
وبحسب محامي الصحفيين عبد المجيد صبرة، فإن المحكمة الجزائية المتخصصة عقدت الجلسة دون حضوره.
 
 
وكثيرا ما تصدر المحكمة الجزائية أحكاما بالإعدام، في قضايا ليست من اختصاصاتها، كما فعلت مع الصحفيين العشرة.
 
 
إدانات
 
 
لاقى حكم الإعدام ضد أربعة صحفيين إدانات واسعة، فقد دعت نقابة الصحفيين اليمنيين كافة المنظمات الحقوقية إلى رفض حكم الإعدام الذي أصدرته جماعة الحوثي بحق أربعة، مُطالبة بالتدخل لإبطال ذلك الحكم الذي وصفته بـ"الجائر".
 
 
واعتبرت النقابة الحكم بأنه استمرار لمسلسل التنكيل والجرائم التي ارتكبت بحق الصحفيين، بدءًا بالخطف والإخفاء مرورا بالتعذيب وظروف الاعتقال القاسية والتعامل معهم خارج ضمانات ونصوص القانون وحرمانهم من حق التطبيب والزيارة، مرورا بالإيذاء النفسي لهم ولأسرهم.
 
 
أما منظمة إرادة لمناهضة التعذيب والإخفاء القسري، فقالت إن الحكم الصادر بحق الصحفيين الذي قضى بإعدام أربعة صحفيين ومصادرة كافة ممتلكاتهم الشخصية، جريمة بشعة، وانتهاك صارخ لحقوق الإنسان وانتهاك الحريات وحقوق الصحفيين.
 
 
تهرب من الالتزامات
 
 
في قراءته لتوقيت صدور هذا الحكم الذي تزامن مع ضغوط دولية مكثفة لإنهاء الحرب في اليمن، يرى الصحفي عمار زعبل أن ذلك محاولة من قِبل الحوثيين للتهرب من أي اتفاق قد يقضي بإخراجهم، بسبب الضغوطات التي تمارس عليهم جراء جائحة كورونا.
 
 
وقال زعبل في تصريح لـ"الموقع بوست"، إن جماعة الحوثي تسعى للتنصل من القضية وإبقاء مجموعة من الصحفيين لديها، ليظلوا ورقة ضغط بيدها ضمن سياستها المليشياوية التي تمارسها على الشعب اليمني وحريته وكرامته.
 
 
ويطالب الصحفي زعبل بالتحرك الجاد والضغط المقابل من قبل الحكومة الشرعية بعدم قبول أي مبادرات أو تقديم تنازلات إلا بعد الالتزام الكامل من الحوثيين بالإفراج عن كل المختطفين ومنهم الصحفيون، الذين يجب أن يكون الصوت قويا من أجل تخليصهم من قبضة الحوثي.
 
 
واعتبر زعبل حكم الإعدام ضد أربعة صحفيين إدانة للحوثيين، ذلك أن الجماعة جعلت من حياة الصحفيين ذريعة لاستمرار انتهاكاتها وارتكابها الفظائع التي هي مخالفة لما تدعو لها مبادئ حقوق الإنسان.
 
 
وذكر أن لكل صحفي مختطف قصة مع وحشية الحوثيين، مشيراً إلى أن إصدار حكم الإعدام بحقهم يأتي في إطار سلسلة التعذيب المستمر عليهم منذ خمس سنوات.
 
 
تعري المنظمات
 
 
وعانى الصحفيون كثيرا في سجون الحوثيين طوال فترة اعتقالهم، إذ يرى الصحفي عمار زعبل أن محاكمة الصحفيين بهذه الطريقة وتعرضهم للانتهاكات الجسمية كل هذا الوقت هو إدانة واضحة للحوثيين، وفضح كبير للمنظمات الدولية وأولها الأمم المتحدة التي لم ينقطع تواصلها معهم.
 
 
وأكد أن تواصل الأمم المتحدة مع جماعة الحوثي لم يفد الشأن الإنساني في اليمن بشيء، بما في ذلك قضية المختطفين المدنيين الماكثين بالآلاف في سجون الحوثي، وتمارس بحقهم كل الانتهاكات، كما أن حياتهم باتت عرضة للمخاطر والأمراض المختلفة.
 
 
تعسف
 
 
يستنكر الصحفي عامر الدميني حكم الحوثيين الصادر ضد أربعة صحفيين لم يرتكبوا أي جريمة ليتم معاملتهم بهذا الشكل، وفق تعبيره.
 
 
يقول الدميني في منشور بصفحته على فيسبوك: "خمس سنوات سجن وتعذيب وتقييد للحريات وتعسف طال هؤلاء وعوائلهم، ثم يختم الحوثيون جرمهم بأحكام الإعدام".
 
 

أحكام بالإعدام لخمسة صحفيين من محكمة خاضعة لسيطرة الحوثيين في صنعاء. لم يرتكب هؤلاء جريمة ليتم معاملتهم بهذا الشكل. خمس...

Posted by ‎عامر الدميني‎ on Saturday, April 11, 2020

 

 
ويرى الدميني أن جماعة الحوثي ترسخ اليوم لأساليب وسلوك سيطالها غدًا لا محالة، وفق وصفه.
 
 
استنكار
 
 
من جهته استغرب وكيل أول نقابة الصحفيين اليمنيين سعيد ثابت حكم الحوثيين بحق الصحفيين الذين أخضعتهم جماعة الحوثي لبرنامج تعذيب مكثف طوال خمس سنوات.
 
 
وقال ثابت -في منشور بصفحته على فيسبوك- إن ‏حكم الإعدام الصادر عن جماعة الحوثي غير مستغرب، ذلك أن الجماعة استحلت الدماء ودمرت البلاد وانتهكت القيم وتسببت في استجلاب الأجنبي.
 
 

مليشيا ⁧‫#الحوثي‬⁩ تصدر قرارا بإعدام أربعة من الصحفيين الشباب اختطفتهم في يونيو 2015 بصنعاء وأخفتهم وأخضعتهم لبرنامج...

Posted by Saeed Thabit Saeed on Saturday, April 11, 2020

 

 
وألقى الصحفي ثابت باللوم ‏على الحكومة الشرعية، مشيراً إلى أنها ساهمت في المآل البائس الذي صارت إليه اليمن.
 
 
محاولة شرعنة
 
 
من جانبه استنكر الصحفي علي الفقيه حكم جماعة الحوثي الذي قضى بإعدام أربعة صحفيين، واكتفت بشرعنة السجن والعذاب الذي تعرض له الستة الآخرون، وفق تعبيره.
 
 
وتابع: "تم إخراج قرار الإعدام عبر المحكمة الجزائية التي حولتها الجماعة إلى "مخرطة أحكام" لتنال من رافضي انقلابها الذي وصفه بالمشؤوم".
 
 

مليشيا الحوثي وبعد خمس سنوات على اختطاف وإخفاء زملائنا الصحفيين في صنعاء تصدر اليوم قراراً بإعدام أربعة منهم (عبدالخالق...

Posted by Ali Alfakih on Saturday, April 11, 2020

 

 
وقال الفقيه إن المحكمة الجزائية هي جزء من مؤسسة القضاء المختطفة لدى الجماعة.
 
 
وخاطب الفقيه جماعة الحوثي بالقول إن زعيمها وكبار قادتها هم من يستحقون أن يكونوا خلف القضبان، وأن تنظر المحاكم في جرائمهم التي طالت كل شيء في البلد، معرباً عن أمله في أن يأتي ذلك اليوم.
 
 
وقال الفقيه مخاطباً جماعة الحوثي: "لن تنالوا من الزملاء الأبطال بقراراتكم السخيفة".
 
 
وانتقد الفقيه صمت العالم أمام ما يتعرض له الصحفيون اليمنيون وعدم تقديم أي حماية لهم، مشيراً إلى أن المنظمات تحولت إلى دكاكين يرتزق منها اللصوص، حسب تعبيره.
 
 
يُذكر أن الصحفيين الذين صدر بحقهم حكم الإعدام هم: عبد الخالق عمران، وأكرم صالح الوليدي، وحارث صالح حميد، وتوفيق المنصوري.


التعليقات