هل يكون وباء كورونا مدخلاً لإنهاء الحرب في اليمن؟ (تقرير)
- خاص الاربعاء, 15 أبريل, 2020 - 05:11 مساءً
هل يكون وباء كورونا مدخلاً لإنهاء الحرب في اليمن؟ (تقرير)

[ اليمن يسجل أول حالة إصابة بكورونا ]

لم تفلح الجهود الأممية على مدى خمسة أعوام في إيقاف الحرب في اليمن والشروع في تسوية سياسية تضمن مشاركة كافة الأطراف، كما لم تتمكن الشرعية والتحالف العربي الذي تقوده الرياض من حسم الحرب المستعره في اليمن منذ ست سنوات.

 

ومع تسجيل اليمن أول حالة إصابة بفيروس كورونا وتزايد الدعوات والضغوط الأممية لايقاف الحرب والشروع في هدنة مؤقتة قابلة للتمديد تليها محاداثات تنهي الحرب في اليمن وتوحيد الجهود لمواجهة جائحة كورونا -وهي الدعوات التي توافقت مع رغبة من التحالف العربي لإنهاء الحرب في اليمن- وما تلا ذلك من إعلانه الخميس الماضي إيقاف كافة العمليات العسكرية في اليمن ووافقته الحكومة اليمنيه لاحقا، تبرز كثير من التساؤلات أهمها: هل تؤدي جائحة كورونا لإنهاء الحرب في اليمن؟.

 

فرصة ثمينة

 

يؤكد كثير من المراقبين أن جائحة كورونا تمثل فرصة ثمينة لإنها الحرب في اليمن، ذلك أن حجم خطر الوباء أكبر من أي خطر آخر بما في ذلك الحرب القائمة منذ خمس سنوات، وبالتالي فان الجائحة قد تجبر كافة الأطراف على إيقاف الحرب والتفرغ لمواجهة الوباء.

 

ويرى مراقبون أن رغبة الرياض وأبو ظبي تبدو أكثر عزماً لإيقاف الحرب في اليمن، ويؤكد ذلك فتح الرياض محادثات مباشرة مع جماعة الحوثي لإنهاء الحرب.

 

ومن هنا فإن جائحة كورونا تمثل فرصة للتحالف لإنهاء الحرب والشروع في تسوية سياسية تضمن مصالح التحالف وتحقيق ولو جزء من أهدافه.

 

وترجح مصادر وجود قرار سعودي لإنهاء الحرب في اليمن التي باتت تكلفتها تثقل كاهل المملكة، كما أن انشغال العالم وتزايد الدعوات لإيقاف القتال والانشغال بمواجهة وباء كورونا فرصة للرياض لا تعوض ولن تفلتها من بين يديها، الأمر الذي تطمح له بالفعل الرياض وأبو ظبي.

 

تصلب حوثي

 

تتعثر رغبات التحالف أمام تصلب جماعة الحوثي وتصعيدها العسكري، إذ ترى الجماعه أنها الأقوى في الميدان وفي الصراع المسلح وبالتالي لن تقبل بسهولة إنهاء الحرب دون الحد الأدنى من شروطها، الأمر الذي عبرت عنه الجماعة بوضوح من خلال عدم تعاطيعها مع مبادرة التحالف واشتراطها أن تكون المبادرة التي قدمتها أساسا للحوار وإيقاف الحرب مشروطة بإنهاء ما تسميه بالحصار على اليمن.

 

تنازلات

 

وفي ظل رغبة الرياض لإنهاء الحرب في اليمن، فإن جماعة الحوثي ومن خلفها طهران تسعيان للضغط على الرياض بشكل أكبر للحصول على أكبر قدر ممكن من التنازلات.

 

وكان لافتا ترحيب طهران بالهدنة مؤخراً وإعلان دعمها للجهود الأممية لإنهاء الحرب في اليمن والشروع في تسوية سياسية شاملة، وهو الترحيب الذي تلاه بأيام استئناف الرياض للمحادثات مع جماعة الحوثي، وفقا لما نشرته وكالة رويترز.

 

وفي سبيل إنهاء الحرب فإن المتوقع أن تقدم الرياض كثيرا من التنازلات.

 

وبحسب المعطيات على الأرض وسلوك الرياض وتعاملها مع الشرعية اليمنية فإن تلك التنازلات قد ترتقي لحد التخلي عن دعم السلطة الشرعية في اليمن.

 

وبالتوازي مع سعي الرياض لإنهاء الحرب في اليمن واستغلال وباء كورونا كان إعلان الحكومة اليمنية لأول حالة إصابة بوباء كورونا في مدينة الشحر بمحافظة حضرموت وما رافق الإعلان من حالة غموض لا تزل مستمرة، إلى جانب أن مصدر الوباء كان قادما من دولة الإمارات حليفة الرياض في الحرب على الحوثيين في اليمن.

 

ومع كل هذه التطورات والرغبة الجامحة من قبل الرياض لإنهاء الحرب في اليمن، فإن الأيام والأشهر المقبلة قد تحمل مفاجأت غير متوقعة، وقد تشهد تصعيدا عسكريا في مختلف جبهات القتال في اليمن.


التعليقات