إعلان حالة اشتباه بـ"كورونا" في الضالع.. حقيقة أم تكسب؟ (تقرير)
- الضالع - خاص الإثنين, 04 مايو, 2020 - 12:07 صباحاً
إعلان حالة اشتباه بـ

[ إعلان حالة اشتباه بفيروس كورونا في الضالع ]

أثار إعلان السلطات المحلية في محافظة الضالع الاشتباه بحالة إصابة بفيروس كورونا المستجد، مساء الجمعة، تخوفا وجدلا واسعين بين أوساط المهتمين والناشطين.

 

كما أثار تساؤلات عديدة أهمها: هل تتخذ السلطات المعنية من الوباء وسيلة للتكسب والثراء خصوصا مع نفي الطبيب المعاين للحالة صحة ما نشر من وثيقة صادرة عن عيادته الطبية واتهامه مكتب الصحة بالمحافظة بتهويل الموضوع؟

 

ما القصة؟

 

مساء الجمعة، أعلنت السلطات المحلية بالضالع -في بيان وزع على وسائل الإعلام صادر عن المكتب الإعلامي لمحافظة الضالع- عن وجود حالة اشتباه وإصابة بكورونا.

 

وقال مكتب إعلام المحافظة إنه بعد التواصل مع عمليات المحافظة تم التأكيد على أن الحالة مشتبه بها، وتم نقلها إلى مستشفى النصر العام، ثم إلى المحجر الصحي في حكولة.

 

وأضاف بيان مكتب إعلام الضالع أنه بعد إجراء اللازم تم إحالة الحالة إلى المحجر الصحي في العاصمة المؤقتة عدن.

 

وبرغم دعم الحجر الصحي بالضالع بست سيارات إسعاف فقد أكد بيان إعلام الضالع أن أهل المشتبه به هم من قاموا بإسعافه إلى عدن.

 

وأوضح البيان أن فريق الاستجابة بمديرية الحصين تقوم باتخاذ الإجراءات المطلوبة مع من خالطهم المشتبه به.

 

وكشف البيان أن مرافقي المشتبه بإصابته هم من قاموا بالذهاب به إلى المحجر الصحي في عدن، في حين اكتفى مكتب الصحة بالمحافظة بالتواصل معهم فحسب.

 

توضيح خاص

 

من جانبه د. أمين العيفري -إخصائي أمراض القلب والباطنية- كشف لـ"الموقع بوست" حقيقة ما أثير عن حالة الاشتباه وتفاصيل القضية.

 

وأكد العيفري حقيقة وجود الحالة المشتبه بها، مشيرا إلى أن رجلا عمره 48 عاما حضر إلى عيادته أمس الأول الجمعة الساعة العاشرة ليلا.

 

وأضاف: "الحالة يمكن تصنيفها وفق الإرشادات العالمية للطب الوبائي كحالة مشتبهة فقط.. أي بحاجة للمزيد من الفحوصات والتحريات لتأكيد أنها مصابة فعلا بفيروس كورونا أم لا؟

 

وأشار إلى أن درجة الاشتباه تعتمد على حقيقة وجود حالات كورونا في عدن من عدمه، حيث يمكن أن نصنف الحالة كحالة مشتبهة بقوة في حال ثبت وجود حالات مؤكدة في عدن، أما إذا كانت عدن خالية من فيروس كورونا يصبح الاشتباه ضعيف جدا.

 

وتابع بالقول: "هناك انتشار واسع ومخيف في عدن وخصوصا بعد هطول الأمطار لحالات حمى فيروسية من نوع حمى الضنك أو فيروس الشيكون غونيا أو المكرفس وهو النوع الذي قال إنه قد يشابه فيروس كوفيد-19 من ناحية الأعراض والعلامات".

 

ولذلك -بحسب العيفري- فإننا بحاجة لإجراءات صحية منهجية ودقيقة لحسم البلبلة الإعلامية الحاصلة، كون احتمالات النتائج الكاذبة واردا مادام لم تتوفر إمكانيات التشخيص المخبري المعروف عالميا.

 

وتوضيحا لتوصيف الحالة بالمشتبهة، قال الطبيب العيفري لـ"الموقع بوست" إن كلمة مشتبهة لها معايير خاصة معروفة في الطب وخاصة أصحاب الترصد الوبائي وترتبط بعاملين أساسيين هما وجود مرض تنفسي حاد مع قصة سفر من منطقة موبوءة بالفيروس أو قصة تماس مع حالة أو مسافر من أي منطقة موبوءة، وعدم وجود هذه القصة يجعل الاشتباه معدوما.

 

تهديد أخطر

 

وأوضح الطبيب العيفري أن عدن موبوءة بحمى الضنك وحمى الشيكون غونيا منذ سنوات وبشكل تصاعدي، بينما السلطات الصحية بحالة سبات، مع أن هذين المرضين أصبحا يهددان عدن ويسببان الكثير من الوفيات، أضف إلى ذلك التأثير الاقتصادي، حد قوله.

 

وعبر عن رأيه بضرورة التركيز على ذلك وتوجيه كل الطاقات والجهود وخاصة فيما يتعلق بالجانب الوقائي ومكافحة البعوض الناقل، وإيجاد حل سليم للصرف الصحي.

 

وأشار إلى أنه لو تم إحصاء نسبة المراضة morbidity والوفيات mortality لحمى الضنك وحمى المكرفس أو الشيكون غونيا لوجد أنه يمكن أن تكون أكثر مما هي عليه في مرض كورونا الذي قال إنه ليس بجديد على منطقة شبه الجزيرة العربية وما جاورها منذ 2012 وإن لم يسلك سلوكا جائحيا.

 

حملة أمنية

 

وأمس السبت، نفذت قوات الحزام الأمني حملة أمنية إلى مسقط رأس المواطن المشتبه إصابته بالوباء ويدعى علي ناشر إلى منطقة شكع بمديرية الحصين، وفقا لبلاغ مكتب الصحة العامة، إلا أن الحملة فشلت بالقبض عليه لإيصاله للمحجر الصحي إذ هرب المواطن الذي يؤكد أنه مصاب بالربو، وفقا لمصادر محلية.

 

استياء واسع

 

ولاقت الواقعة ردود فعل واستياء واسع في الضالع، حيث كتب الناشط أحمد بن عجرد رسالة إلى مدير مكتب الصحة العامة والسكان بالضالع قال فيها: "عندما تكون الإشاعة مصدرا للمعلومة لاسيما فيما يتعلق بانتشار مرض فيروس كورونا فهذا يضعكم أمام مسؤولية من ترك الباب مفتوحا للعاملين الصحيين بالتغريد والنشر في هذا المجال".

 

وطالب بن عجرد من مكتب الصحة أن يضع في حسبانه الإنسان أولا بعيدا عن التسرع الهادف للتكسب.

 

وحاول مراسل "الموقع بوست" التواصل مع مدير مكتب الصحة العامة ولم يتسن له الحصول على أي تعليق منهم، حيث كانت معظم هواتفهم مغلقة.

 

وحتى اللحظة لم يصدر عن مكتب الصحة العامة بالمحافظة أي بيان أو توضيح عن طبيعة الإصابة ونتائج الفحص، في حين يعيش المواطنون حالة من القلق خصوصا في مديرية الحصين التي ينتمي المصاب لأحد العزل فيها.


التعليقات