خوف الإصابة بكورونا وباقي الأوبئة.. مُغسلو أموات بعدن يوقفون نشاطهم (تقرير)
- عدن - أدهم فهد الثلاثاء, 12 مايو, 2020 - 12:03 صباحاً
خوف الإصابة بكورونا وباقي الأوبئة.. مُغسلو أموات بعدن يوقفون نشاطهم (تقرير)

[ مُغسلو أموات بعدن يوقفون نشاطهم خوفا من كورونا ]

ليس الأطباء والممرضون وحدهم من يخشون الإصابة بفيروس كورونا وغيره من الأمراض والأوبئة التي تشهدها العاصمة المؤقتة عدن وفضلوا البقاء في منازلهم، نظراً لغياب أدوات السلامة المهنية الواقية من نقل عدوى الأمراض، فمغسلو الأموات هم الآخرون أصابهم الذعر مما يجري في المدينة التي يلقى فيها العشرات حتفهم بشكل يومي ولأسباب مختلفة لا تُفصح عنها وزارة الصحة كونها الجهة الرسمية المختصة.

 

"لأول مرة بحياتي أرد أسرة متوفي وأرفض تغسيله وتجهيزه للدفن"، يُفيد الشاب معتصم عبد العزيز الذي يعمل مُغسلاً للأموات كعمل خيري إلى جانب عمله الخاص.

 

ويشير معتصم في سياق حديثه لـ"الموقع بوست" إلى وضع المدينة التي تنتشر فيها الأمراض وزادت الوفيات بشكل كبير وهو ما جعله يعزف عن تغسيل الأموات والبقاء في المنزل، خشية أن يُصاب بتلك الأمراض وخوفاً على حياته وأسرته.

 

وقال إن على المواطنين أن يلتمسوا لإخوانهم العذر فمغسلو الأموات يعملون دون أدنى وسيلة وقاية وحماية، وقد حذر رسولنا الكريم من إلقاء النفس إلى التهلكة وما تشهده عدن هذه الأيام هي تهلكة بدون شك.

 

"والله إن الناس قد ضاق بهم الحال فالواحد إذا توفى قريب له ﻻ يجد من يغسله أو حتى مسجد يستقبله فوالله  إنه ليحزننا ذلك ولكن ما بيدنا حيلة وما نقول الا حسبنا الله ونعم الوكيل"، يُضيف معتصم في سياق حديثه لـ"الموقع بوست".

 

ولفت إلى إمكانية تعلم المواطنين طرق تغسيل الميت إن توفي أحد أقاربهم وحتى لا يُجهدوا أنفسهم بالبحث عن مغسل بظل اعتذار الأغلبية ورفضهم العمل وهذا بحسب علمي وتواصلي مع من أعرف من المغسلين والمشرفين على مغاسل الأموات وتجهيزهم.

 

وسرد معتصم طريقة تغسيل الميت وتجهيزه قبل الدفن بالترتيب وعلى نقاط منفصلة كالآتي:

 

نضع المتوفي في مكان مناسب للتغسيل فوق سرير أو طاولة مناسبة في مكان (مستور عن أعين الآخرين) في غرفة مغلقة أو كذا ولا يدخل عليه إلا عدد محدود من الناس 2 إلى 3 أشخاص كحد أقصى .

 

وقال: نقوم بتجريد المتوفي من الملابس التي عليه (نقطعها بمقص) لأنه من الصعب إنتزاعها بطريقة أخرى.. ونحرص أن لا تتكشف عورته وذلك بوضع ساتر على العورة (من السرة إلى الركبة).. معوز، فوطة، منشفة، حاجة غير كاشفة وغير شفافة.

 

وأضاف: بعد تجهيز الميت وتجريده من الثياب التي عليه نقوم بالضغط على بطنه براحة اليد بشكل خفيف حتى نخرج ما في بطنه من أذى (براز) إن وجد ونقوم برفع ظهره قليلا أثناء الضغط عليه حتى يخرج الأذى إن وجد (ملاحظة قد لا يخرج أي أذى من الميت و هذا أمر طبيعي و شائع) لا تقوم بالضغط كثيراً على المتوفي كي لا تؤذيه وهذا محرم شرعاً.

 

وأردف: بعد إخراج الأذى نقوم بغسل عورة المتوفي وغسل المؤخرة مكان خروج البراز وذلك عن طريق وضع قطعة قماش (خرقة بس تكون نظيفة) على اليد وغسل المنطقة تماما (ملاحظة كل هذا يتم بدون الكشف عن عورة المتوفي).

 

وتابع: نغسل الميت ثلاث غسلات بالترتيب كالآتي: الغسلة الأولى نخلط ماء مع سدر (اسمه غسل أو علب... إلخ) في برميل صغير (بالدي) ونقوم بغسل الرأس أولا ثم الجهة اليمنى ثم الجهة اليسرى وأثناء ذلك نقوم بتقليب الميت يمينا ويسارا.. يفضل الدلك (الفحس) أثناء الغسل.

 

والغسلة الثانية نغسله بماء عادي كي نبعد آثار الغسلة التي سبقت وأيضا نغسل الرأس أولا ثم الجهة اليمنى ثم الجهة اليسرى وأثناء ذلك نقوم بتقليب الميت يمينا ويسارا (يفضل الدلك (الفحس) أثناء الغسل، وبعد الإنتهاء من الغسلة الثانية  نقوم بتوضئته (وضوء ).

 

واستطرد: الغسلة الثالثة نخلط كافورا مع الماء في برميل صغير (بالدي) ونقوم بدق الكافور حتى يصبح حبيبات صغيرة حتى يسهل ذوبانه مع الماء وأيضا نغسل الرأس أولا ثم الجهة اليمنى ثم الجهة اليسرى وأثناء ذلك نقوم بتقليب الميت يمينا ويسارا ولكن لا نقوم بالدلك ويكفي فقط تعميم الماء (طفاش فقط بدون دلك).

 

واستدرك: نقوم بتكفين الميت "نكفن الميت بثلاث قطع أو خمس أو سبع قطع حسب الحاجة".. أنا أظن أن أمر التكفين إن شاء الله سهل نقوم بوضع الميت على قطع الكفن التي قمنا بقصها على الميت  تقريبا طول القطعة الواحدة مترين ونص ونقوم بلفها عليه يمينا وشمالا ونضع الطيب عليه (العطر) ملاحظة: يفضل وضع العطر على مواضع السجود قبل التكفين.

 

وأكد معتصم أنه لم يقم بكتابة طريقة تغسيل الموتى إلا بعد ما ورده من استفسارات وطلبات بعد أن رفض أغلب المغسلين العمل خوفاً على حياتهم، وهو ما جعله يقتنع بضرورة تعليم الناس بظل تزايد الوفيات وتصاعد أعدادها بشكل يومي.


التعليقات