طلاب كلية الآداب في تعز بين المعاناة ورعب قذائف الحوثي (تقرير)
- تعز - خاص الخميس, 05 نوفمبر, 2020 - 05:14 مساءً
طلاب كلية الآداب في تعز بين المعاناة ورعب قذائف الحوثي (تقرير)

[ كلية الآداب في تعز ]

عاش طلاب كلية الآداب بجامعة تعز، الاثنين الماضي، لحظات من الهلع والخوف جراء سقوط قذيفة حوثية بالقرب من مبنى الكلية الواقعة بمنطقة العرضي شرق المدينة.

 

ويصف عزيز مطهر، وهو طالب في قسم الدراسات الإسلامية، حالة الخوف الذي سببه دوي الانفجار قائلا: "شعرنا بأثر الاهتزاز الناتج عن القذيفة فتوقفنا عن الدراسة نتيجة الذعر الذي أصابنا في تلك اللحظة، بعدها خرجنا من الكلية مسرعين خشية وقوع قذيفة أخرى، وكنا نسمع صياح الطالبات داخل مبنى الكلية".

 

رعب قذائف الحوثي

 

من جانبه قال حلمي مرعي، طالب إعلام مستوى ثالث، لـ"الموقع بوست" إن الموقف كان مرعبا للغاية وخصوصا مع دوي الانفجار ووصول الغبار الناتج عن القذيفة إلى داخل الكلية مما سبب فزع الطالبات وصياحهن وسط القاعات، وتجمع الدكاترة والطلاب إلى صالة مبنى كلية الآداب في ذلك الوقت.

 

بدورها قالت عائده المعمري، طالبة في علم النفس، لـ"الموقع بوست"، إن "سقوط قذيفة جوار كلية الآداب لم يكن مرعبا جدا بقدر ما كنا مرعوبين نحن بعض طلاب قسم علم النفس من اتخاذ قرار العودة إلى الجامعة في منطقة الحبيل بعد أن أصبح لدينا كلية خاصه بنا ونتمتع بهامش كبير من الحرية في أداء الأنشطة وغيرها من الأعمال مقارنة بالمكان السابق".

 

وعلى الضد من المطالبات بقرار الإجازة التي أعلنتها الكلية، ترى "المعمري" أنه لم يكن ضروريا ذلك القرار واعتبرته ضياعا لمزيد من الوقت، معتقدة أن الوضع سيكون أسوأ لذا يجب أن يكون الطلاب أكثر تماسكا.

 

أما سمية الفهيدي وهي طالبة إعلام مستوى ثالث فقالت: "أتذكر أن حالنا كان أشبه بطفل يرتجف من شدة الخوف أثناء سقوط القذيفة، كان الأمر مفزعا جدا وشعرت بخوف كل من حولي حتى إننا لم ندرك بعدها ما كان يشرحه الدكتور ومعظم الطلاب سارعوا بالخروج خوفا من سقوط قذيفة أخرى".

 

وأعلنت كلية الآداب الثلاثاء الماضي إجازة رسمية وذلك للحفاظ على أرواح الطلاب وفق ما ذكرته الكلية، في ظل اندلاع الاشتباكات العنيفة بين القوات الحكومية ومليشيا الحوثي في أكثر من جبهة في مدينة تعز المحاصرة منذ أعوام.

 

وتحدث الدكتور خالد الكامل نائب عميد كلية الآداب بتعز  لـ"الموقع بوست" قائلا: "اتخذت الكلية قرار الإجازة لمعرفة ما إذا كان الوضع يسمح لاستئناف الدراسة أم سيزداد سوءا وكانت توقعاتنا بأن تستمر الإجازة لمدة أطول لكن الأمور حاليا مستقرة وقرار الكلية كان بمثابة اختبار الوضع والحيلولة دون المغامرة بأرواح الطلاب في الكلية".

 

إلى ذلك، أوضح معظم الطلاب في الكلية لـ"الموقع بوست" أنهم يرفضون العودة إلى مبنى جامعة تعز في منطقة الحبيل جنوب غربي المدينة، وهو المكان الذي نُقلت إليه كلية الآداب قبل أكثر من أربعة أعوام بسبب الاشتباكات المسلحة آنذاك وإلى أن تم افتتاحها في 14 سبتمبر/ أيلول الماضي مع بدء العام الدراسي  2019 - 2020.

 

وأبدى الطالب عبد الله الشريف رفضه العودة إلى الحبيل، مشيرا إلى أن الطلاب قد تعبوا من النزوح والتشرد، مضيفا أن "الحرب مستمرة ونحن مهددون في تعز سواء من القذائف أو رصاص الخارجين عن القانون في شوارع المدينة".

 

ومضى الشريف بالقول: "لا ننكر المخاطر المترتبة على استمرار العملية التعليمية في الكلية مع استمرار القصف من حين إلى آخر، لكننا كطلاب نفضل البقاء هنا عوضا عن الرجوع إلى الحبيل، وتعز كلها معرضة للقصف والقنص من قبل مليشيا الحوثي".

 

مستقبل مجهول بعد تقرير دافوس

 

بات طلاب اليمن بين واقع مرير ومستقبل مجهول ينتظرهم بسبب الحرب وتدني مستوى التعليم في البلد، فإلى جانب القصف أتى مؤشر جودة التعليم العالمي الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، مؤكدا على خروج 6 دول عربية من قائمة التقييم العالمي في جودة التعليم، ومنها اليمن.

 

وكان وقع هذا الخبر على الطلاب اليمنيين صادماً ومؤثراً، كونه يستهدف مستقبلهم، كما يقول بعض الطلاب لـ"الموقع بوست"، لكنهم يرون أن القرار جاء كنتيجة متوقعة للظروف الراهنة التي تمر بها البلاد من حرب وتدمير للمدارس والمباني التعليمية ونزوح ملايين اليمنيين، وغياب الدولة والحكومة عن هموم المواطنين واحتياجاتهم، وعلى رأسها قطاع التعليم.

 

وكثر الحديث فيما يتعلق بهذا التقرير، وخروج اليمن من تصنيف جودة التعليم، مقروناً بترويج عدم قبول الطلاب اليمنيين في الجامعات الإقليمية والدولية، وبطلان شهاداتهم.

 

لكن رئيس مركز البحوث والتطوير التربوي بوزارة التربية والتعليم التابعة للحكومة الشرعية، الدكتور عبده غالب العديني، قال في وقت سابق إن هذه الترويجات لا أساس لها من الصحة، لأن قبول الطلاب للدراسة في الجامعات الإقليمية والدولية مرتبطة باتفاقات وبروتوكولات بين الدول، وليس لها علاقة بهذا التقرير على الإطلاق.

 

ومدينة تعز كغيرها من المدن التي  أحدثت فيها أطراف الحرب أضراراً فادحة في المدارس أو دمّرتها نتيجة الغارات الجوية والقصف والاشتباكات البرية، فقد سببت الانتهاكات آثاراً نفسية بالغة السوء على الطلاب والطالبات، في حين باتت مدارس كثيرة أماكن خطرة ومحظورة بفعل بقايا الأسلحة والأجسام المتفجرة من مخلفات القذائف الحوثية، سواء بداخل عدد من المدارس أو في محيط تلك الواقعة على خطوط التماس أو بالقرب منها. كما توقفت العملية التعليمية في مدارس عدة جراء استمرار العمليات العدائية على الأعيان المدنية في تعز وتحديداً المدارس في بداية العام الدراسي الحالي.


التعليقات